"بطة بومباي" ملكة المطبخ الهندي بالرغم من بشاعتها ورائحتها

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادةً ما يحمل المطبخ عبء الثقافة على كاهله حيث يشكل الطعام عملية الاستقطار الأنقى للشعب. وإذا وجهنا العدسة نحو مجموعة البارسيين التي تسمي منذ القرن الثامن الميلادي الهند وطناً لها، لا بدّ أن تبرز بطة بومباي، تلك السمكة البشعة التي تنتمي إلى فئة الأسماك السحلية.  

وتعتبر تلك السمكة قبيحة الشكل فظيعة الرائحة بحيث اعتبرها المستعمرون البريطانيون يوماً مصدر خطر على الصحة واحدةً من الأطباق المميزة التي تتوافر بكثرة في فترة الرياح الموسمية ويسهل اصطيادها خلال موسم الأمطار. وتشكل الأجسام المائية في مومباي ومحيطها الموطن الأصلي لبطة مومباي التي يبقى اسمها لغزاً كبيراً، حيث تشير القصص الأشهر إلى أن الاسم قد أتى من قطارات البريد البريطاني التي كانت تنقل الأسماك ذات الرائحة القوية من المدينة إلى داخل الهند. وكانت حملات العربات تلك تعرف ب"داك بومباي" أو بريد بومباي. 

وعلى الرغم من بشاعة شكل السمكة وجسمها الهلامي الزهري وحوصلتها المفتوحة، إلا أنها تدخل في غالبية الأطباق الهندية وتعتبر واحدةً من ألذ المأكولات. وقد اعتاد الأجداد اصطيادها وتجفيفها بكميات كبيرة وصنع المخللات منها، حيث تتبلور نكهتها القوية عند إعادة ترطيبها وطهوها مع الكاري والخضار والأز والعدس. وكان بعض الصيادين يتناولونها نيئة وطازجة أو مقليةً بالزيت أو شبه مجففة، ويمزجونها أحياناً مع اللحوم وحبات الربيان. 

ووفقاً لـ "بي بي سي"، لا تدخل بطة بومباي في المطبخ الهندي وحسب بل في أغاني المجتمع وكتبه وأسمائه حيث تعتبر بوملا أي اللفظ البارسي لبومباي عائلة شهيرة. ويعود عشق البارسيين لبطة بومباي إلى قرون مضت حيث قال إنه في العام 1975، قدم رجل الأعمال سيث كاواسجي نصف طنٍ من تلك الأسماك المجففة لحاكم بومباي.

Email