أوراق مصنوعة في دبي ترمم مخطوطات مركز جمعة الماجد النادرة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يسهم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث منذ 1992 في صون التراث المادي الإنساني العالمي وثقافات الشعوب، وإن تعددت مشاربهم، فما يجمعهم هو رباط العلم والمعرفة، الذي يخترق بعوالمه المتفردة حدود الزمان والمكان شرقاً وغرباً، توثق ملامحه العميقة مخطوطات وكتب لا تقدر بثمن، جددت ألقها بجهود القائمين على الترميم والمعالجة والدراسات اللازمة لتطوير ثقافة المخطوطات وتحديثها عبر تصنيع أوراق الترميم محلياً من الألياف السيليلوزية النقية من خامات طبيعية.

50 دولة

يؤكد الدكتور بسام داغستاني رئيس قسم الحفظ والمعالجة والترميم بمركز جمعة الماجد للثقافة والتراث أن القسم استطاع عبر خبرته المتراكمة ترميم وحفظ أعمال نادرة أكسبته صفته العالمية عبر مشروعه الممتد في أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية، من خلال المعاينة الدورية والمستمرة للأوعية الثقافية المتنوعة من مخطوطات ومطبوعات في المستودعات، والكشف عليها، وبيان حالاتها الصحية وتحديدها، إلى جانب تقديم المعالجات الكيميائية والبيولوجية كاملة، والترميم بكل أنواعه.

وحول اختلاف نوعية الورق المستخدم عبر العصور في تدوين المخطوطات يقول الدكتور بسام: إن ورق البردي المصري كان متصدراً المشهد والحراك الثقافي في فترة قبل الميلاد إلى القرن الثامن الميلادي.. حتى اخترع العرب والشرقيون الورق في القرن الثامن الميلادي.

ويضيف دكتور بسام: احتكر المسلمون والعرب صناعة الورق 7 قرون تقريباً.. أول ظهور للورق الذي أطلق عليه «الكاغد» كان في سمرقند عام 134 هجرية، وأقدم ورق موجود مصنوع في بغداد، ويرجع تاريخه إلى نحو 800 ميلادية كان العرب سباقون في اكتشاف أنواع من الورق، حتى اكتشاف الطباعة في القرن الخامس عشر، التي استهلكت الكثير من الورق، وتم اختراع الطريقة الميكانيكية والابتعاد من المواد الخام السالف ذكرها، والتي كان لها أثرها في تدمير الملايين من الكتب لارتفاع نسبة الأسيد في هذا الورق، وبالتالي تلف العديد منها حتى تم اكتشاف حلول جذرية لتلك المشكلة في نصف القرن العشرين.

ويشير دكتور بسام إلى أنه يمكن تحديد فترة كتابة المخطوطة عن طريق طبيعة الورق يمكن تحديد نسيج المخطوطة، الذي لم يكن هناك نقاط واضحة المعالم غير متجانسة حسب الألياف، فتظهر منطقة عاتمة وأخرى ساطعة منذ اكتشاف الورق إلى القرن 13 ميلادي، وظهرت تقنيات أخرى بعد ذلك إلى القرن السابع عشر في عملية صب الورق يحضر من ألياف السيليلوز، التي توجد في جدران جميع الخلايا النباتية.

عندما يرشح مزيج من الماء والألياف من خلال غربال أو منخل دقيق تتشابك الألياف بعضها مع بعض، مكونة صحيفة رقيقة من الورق، وعندما تجفف تنشأ روابط كيميائية بين الجزيئات في ألياف السيليلوز معطية رقيقة الورق قوتها.

معالجات بيولوجية

ويؤكد الدكتور بسام أن هناك الكثير من الدلائل والمؤشرات، إلى جانب النسيج الورقي للمخطوطة لتحديد عمرها منها طبيعة الخط والتغليف ولون الورق في قسم المعالجة والحفظ والترميم عبر العديد من المراحل، أهمها عملية تعقيم المخطوطات المصابة بيولوجيّاً ومعالجتها كيميائيّاً؛ لتطهيرها من تلك الإصابات، وترميم ما تلف واهترأ داخل المخطوطات، بأساليب فنية علميّة، بما يتناسب مع تلك الإصابات، ثمَّ تجليدها بغلاف ذي طابع فني إسلامي، يتناسب مع تاريخ صناعتها ونسخها، وتصنيع جميع أنواع العلب الخاصة بحفظ الوثائق والكتب والمخطوطات.

ترميم محلي

ويوضح الدكتور بسام أن المركز أسهم في ترميم مجموعة كبيرة من المخطوطات الميؤوس منها من ورق مصنوع محلياً في المركز على مستوى الوطن العربي أسهمت المواصفات الفنية الأصلية في عملية الترميم والحفظ المعاصر بداية من نوعية الورق ولونه وشكل الخطوط والأعمدة وتقسيم الفقرات إلى لون الغلاف والنقوش وطرازها لكل حقبة تاريخية، فالمخطوط أو الوثيقة دون تاريخ موثق أو تقديري مجرد قطعة أثر تاريخية ووثيقة نصيَّة، يصعب تقدير قيمتها، وتوظيفها للإفادة منها، وبناء نتائج علمية تاريخية.

Email