استقطب الحفل الافتتاحي لمهرجان دبي للتسوق في يومه الثاني أكثر من 25.000 شخص في حديقة البرج، وسط مدينة دبي. إذ استمتعوا بالأنغام الموسيقية لنجوم عالميين، وكذلك الفعاليات والأنشطة المتنوعة.

وتفاعل الجمهور مع الأداء المتميّز للمغني ليام باين، العضو السابق في فرقة One Direction، والمغنية جورجا سميث خلال الحفل الغنائي المجاني. وذلك بعد أن كان الجمهور في ليلة سبقت قد استمتع بحفل أم كلثوم بتقنية الهولوغرام في «دبي أوبرا»، والحفل الذي قدمه النجم الباكستاني راحت فاتح علي خان في صالة كوكاكولا أرينا في سيتي ووك.

وأضاءت عروض الألعاب النارية الخلّابة سماء المدينة في مناطق متعددة، مثل «برواز دبي»، و«ذا بييتش»، و«لامير»، و«السيف».

حكاية متجددة

وقد تبدى مهرجان دبي للتسوق في ثاني وثالث أيامه، مزداناً بالألق والتفرد، إذ عاد في موسمه ال25 ليجدد سرد حكاية «دانة الدنيا»، ويلقيها على مسامع الناس الذين توافدوا من كل حدب وصوب، ليقيموا بين حدود «دار الحي» لتصبح «دبي هي كل العالم»، عاد مهرجان دبي للتسوق ليجدد الفرح في قلوب الناس، حيث يحط رحاله هذا العام في 6 وجهات رئيسية، ليعيد الألق مجدداً إلى وجهات انطلق منها المهرجان قبل 25 عاماً، وينشر السعادة في وجهات أخرى جديدة، تكاد تشكل جزءاً أساسياً من مشهد دبي السياحي.

في منطقة السيف، كانت بداية المهرجان الأولى، وإليها رد المهرجان هذا العام، ليقيم حدوده على ضفاف الخور، حيث افتتحت إدارة مهرجان دبي للتسوق، أول من أمس، سوق السيف، بحضور أحمد الخاجة، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، وسهيلة غباش، مدير إدارة الفعاليات في مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، وعبد الله الأميري، مدير إدارة الحملات الترويجية والسحوبات في مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، حيث قاموا بجولة واسعة في منطقة السيف، واطلعوا على كل المحطات التي تسرد حكاية «دانة الدنيا»، وتوزعت على جانبي منطقة السيف التي تمتد على مسافة نحو كيلومترين، وتقع بالقرب من حي الفهيدي التاريخي، المعروف بثراء مواقعه التاريخية والتراثية، فيما شهد الحضور انطلاق الألعاب النارية التي أنارت فضاء دبي بألوان البهجة والفرح.

شراكة

خلال الجولة الإعلامية التي شاركت «البيان» فيها، أكد أحمد الخاجة أن «دبي استطاعت بفضل الشراكة الاستراتيجية بين القطاعين العام والخاص، أن ترتقي إلى مكانة عالمية مرموقة».

وقال: «في احتفاليتنا بمرور 25 عاماً على انطلاق مهرجان دبي للتسوق، لدينا برامج ثرية بالفعاليات وتمتد على مدار 38 يوماً، حيث تتوزع الفعاليات على كل مناطق الإمارة، بما فيها مراكز التسوق والحدائق، والأماكن العامة مثل منطقة السيف، وسيتي ووك وشارع الرقة، وغيرها». وأشار الخاجة إلى أن المهرجان يأتي وفي جعبته الكثير من المفاجآت.

وقال: لدينا الكثير من الأحداث العالمية والكوميدية، والموزعة على مدار 38 يوماً، وفي نهاية كل أسبوع سيكون لدينا حدث كبير، عربي وأجنبي وآسيوي، بحيث نرضي من خلالها أذواق كل شرائح المجتمع والجنسيات الموجودة على أرضنا.

6 وجهات

منطقة السيف تعد واحدة من 6 وجهات رئيسية في المهرجان، وفي هذا السياق، أكد الخاجة أن منطقة السيف واحدة من المناطق المهمة ليس فقط في المهرجان، وإنما في دبي أيضاً.

وقال: من هذه المنطقة بدأت دبي أصلاً، وبدأ المهرجان، وإلى جانبها لدينا 6 وجهات وأسواق مختلفة، موزعة على دبي، وكل واحدة منها تمتاز بطابعها وتمتاز بقيمتها الخاصة، فبعضها يركز على الأجيال الجديدة، وأخرى تركز على استشراف المستقبل، وثالثة تركز على التراث، وغيرها.

ونوه الخاجة إلى أن مهرجان دبي للتسوق يخدم رؤية دبي وجهودها في استقطاب السياح من كل العالم. وقال: دبي أصبحت متاحة لكل العالم، وعادة نتطلع إلى تلبية توقعات زوارها، ونسعى جاهدين لتوفيرها، سواء من خلال تجهيز المرافق السياحية، أو من خلال تفعيل تجارة التجزئة، أو الأماكن وتنظيم الفعاليات التي تعكس دبي في ماضيها وحاضرها، ومستقبلها أيضاً.

منوهاً إلى أن دبي أصبحت قادرة على تلبية التوقعات كافة، وهي سبّاقة في عصرها، حتى في توفيرها لطرق الدفع المختلفة التي تلبي احتياجات الزوار من كل جنسيات العالم، مثل نظام الدفع الصيني الذي أصبح متوفراً في دبي.

خور السعادة

ومع انطلاقة المهرجان، وعودة إلى وجهة السيف، قد زادت من نبض الحياة فيها، حيث أقامت إدارة المهرجان فيها المسرح الرئيسي الذي تجري عليه يومياً عملية السحب على جوائز المهرجان التي تتجاوز في مجموعها خمسة ملايين درهم، إلى جانب السيارات وجوائز الذهب، في حين مثلت كل نقطة من النقاط التي وزعتها إدارة المهرجان على المكان جزءاً من حكاية دبي وتطورها ونموها، فيما بدت بعض هذه النقاط أعمالاً فنية ساحرة تحمل تواقيع مجموعة من الفنانين الإماراتيين.

«خور السعادة» جدارية كبيرة تتجاوز في طولها الثلاثة أمتار، فيما ارتفاعها يصل إلى مترين، وهي عبارة عن عمل فني يحمل توقيع الفنان الإماراتي عبد الله لطفي، الذي يمتلك رؤية بصرية لافتة، مكّنته من تجسيد الحياة اليومية في المجتمع الإماراتي بحس فكاهي، جذاب، يتمتع بجرأة كاملة، وشخصيات خيالية.

تمتاز الجدارية التي تمثل أولى محطات حكاية دبي في منطقة السيف، بتركيزها على أدق التفاصيل، وهو ما يمثل جوهر طريقة عمل الفنان عبد الله لطفي، الذي عمل في استوديو «مواهب» الذي يحتضن الموهوبين من أصحاب العزيمة القوية.

أبجدية الحياة

بألوان العلم الإماراتي، تميز العمل الفني المستوحى من «القراقير» تلك التي كانت تستخدم قديماً في الصيد، فيما مثلت هذه القراقير، بتفاصيلها وفتحاتها الصغيرة، جانباً فنياً يعكس الحياة البحرية التي عاشها سكان دبي والإمارات قديماً، ليأتي العمل متوائماً مع إطلالة المنطقة على خور دبي، حيث يشكل شريان الحياة في «دانة الدنيا».

برج الساعة.. مكانة عريقة لا تغيب

لبرج الساعة الواقع في منطقة ديره، وتحديداً بالقرب من جسر آل مكتوم، مكانة خاصة في دبي، فهو من المعالم التي حظيت باهتمام المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه، منذ اللحظة التي أنشئ فيها أوائل الستينيات، ومع مرور الوقت تحول البرج إلى أحد رموز دبي، التي تتميز بتفاصيلها الخاصة.

برج الساعة كان هو الآخر حاضراً في منطقة السيف، عبر عمل فني لافت، يبرز تاريخ وأهمية الإمارة، حيث يدعو العمل زوار المكان إلى تأمل ماضي دبي وحاضرها، وأيضاً مستقبلها.

الحناء والمشغولات اليدوية، وأيضاً صناعة شباك الصيد، والفخار، كانت هي الأخرى حاضرة بين جنبات منطقة السيف، حيث مثلت إطلالة مهمة على تاريخ دبي والإمارات، وعكست طبيعة الحياة القديمة فيها، بينما لم تخلُ طرقات المنطقة من الفرح الذي تجسد في تفاصيل «زهبة العروس» التي تمثل جانباً جميلاً من العرس الإماراتي، الذي قدمته إحدى الفرق التراثية المحلية التي كانت تجوب الطرقات، وترتفع بأصواتها بأهازيج وأغنيات تراثية، بينما لم يغب عن المشهد صوت ذلك البائع المتجول، الذي يمثل صوت الماضي، الذي حضر مجدداً مع إطلالة المهرجان في احتفالية مرور ربع قرن على انطلاقته.

دفتا كتاب

خلال تجوالك بين أروقة منطقة السيف، ستكون على موعد مع عالم القراءة، التي تمكنت من الإبحار في تاريخ دبي والإمارات، وذلك من خلال «مكتبة التاريخ» التي تضم مجموعة مختارة من الكتب التي تسرد صفحاتها فصولاً من تاريخ الإمارات ودبي، وتقدم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حيث تبدو ثلة الكتب المعروضة باللغتين العربية والإنجليزية أشبه بكنز ثقافي، يمكن الاستفادة منه، كونها تمثل إطلالة مهمة على التاريخ، وعلى دبي مدينة الذهب.

شارع الرقة.. عودة بهيجة إلى قائمة وجهات المهرجان

يمثل سوق الرقة، واحدة من أبرز وجهات مهرجان دبي للتسوق، في دورته الـ 25، حيث يستعيد المهرجان من خلاله، إذ إنه من بين أبرز وجهاته القديمة، والتي كانت شاهدة على انطلاقة المهرجان، قبل ربع قرن.

ومع افتتاح مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة، أمس، للمكان كوجهة ركيزية في الفعاليات، خلال جولة إعلامية نظمتها أمس، تكون قد أعادت للشارع ألقه الذي طالما امتاز به، إذ يشكل جزءاً رئيسياً من تاريخ الإمارة.

سوق الرقة يعتمد بشكل أساسي على مجموعة من الأكشاك التجارية، التي تدعم أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وقد توزعت هذه الأكشاك على جانبي شارع الرقة، وتحديداً بالقرب من مركز الغرير، الذي يعد واحدة من المراكز الرئيسية التي تستضيف فعاليات المهرجان. وإلى جانب الأكشاك، أفردت المؤسسة مكاناً خاصاً للألعاب التي تستهدف الأطفال، وكذلك العائلات التي تزور المكان.