على إيقاعات ومشاهد، تتراوح بين التراث والمعاصرة، تتواصل فعاليات مهرجان الحصن الذي يستمر لغاية 19 من ديسمبر الجاري، في منطقة الحصن الثقافية بأبوظبي، فالمكان الذي يجمع بين أروقته الكثير من الفعاليات والمشاهد، التي تحاكي اهتمامات الصغار والكبار يستحضر أجواء الماضي، ليجعلها راسخة في أذهان الأجيال مثل البيئة البحرية، التي فرضت على سكان البحر ممارسات معينة تختلف عن سكان البر أو الصحراء، وهو ما يظهر في أحد أركان مهرجان الحصن، الذي يبين المصنوعات الشعبية والفنون التي مارسها سكان الخليج العربي.

صناعات

في ركن البيئة البحرية تجسد السفينة الطافية على سطح المياه، السفن القديمة التي كانت تستخدم في الصيد، بينما يقوم أحد الصيادين بتجربة اصطياد الأسماك بواسطة الشباك، في محاكاة لما يحدث عادة في عرض البحر، وفي مكان ليس بالبعيد منه يجلس عدد من الحرفيين الذي يقومون بصناعة «القرقور»، وهو قفص مصنوع من سعف النخيل أو الحطب، أو من الأسلاك المعدنية المرنة، ويتراوح طوله ما بين نصف المتر والمترين، ويساعد على منع الأسماك من الهروب، يجاورهم حرفيون آخرون يقومون بصناعة شباك الصيد، بدقة ومهارة، وهو ما يُمَكن الأجيال الجديدة من التعرف عن مهن مارسها الآباء والأجداد، التي يرزقون منها.

فنون

لم يقتصر ركن البيئة البحرية على العروض التي تُظهر الصناعات البحرية، بل تعدتها إلى الفنون المستوحاة من الرحلات البحرية، التي أفرزت فنوناً معينة، مثل «النهمة»، والتي تعيد طقوس وأجواء رحلات السفر في عرض البحر للصيد أو البحث عن اللؤلؤ، إذ كان حضور «النهام» أو المغني البحري، من بين الأولويات التي يحرص عليها البحارة في رحلتهم الطويلة، التي قد تستمر لشهور فتأتي هذه الإيقاعات وتؤثر على سامعيها، وتسهم في شحذ همهم حين يسترجع «النهام» بكلماته الذكريات للأهل والديار، ويشارك البحارة «النهام» في غنائه، وهو ما يمنحهم طاقة أكبر ويسهم بتجديد نشاطهم.

قال فهد آل علي، المشارك من فريق النادي البحري في أبوظبي، تعد مشاركتنا في مهرجان الحصن تمثيلاً للتاريخ البحري، ولإرث الأجداد العريق، حيث نقدم للزوار من خلال هذه المشاركة كل ما يتعلق بالبحر من خلال فنون عدة، منها فن النهمة بأنواعها مثل «اليامال» و«الحدادي» و«الفجري» وغيرها. وأوضح: تتميز مشاركتنا بالقسم البحري في مهرجان الحصن، باستعراض الأعمال البحرية، وهو ما يجعل الزوار يتعرفون على الحرف القديمة التي عاش عليها الأجداد.

وعن طبيعة مشاركتهم قال آل علي: يعمل الحرفيون على جلد الحبال، وصناعة «القراقير» وصناعة الأديّنة، وطرات الليخ، وهو ما يجعل الزائر على معرفة أكثر بماضيه كما يجعله قريباً من المهن المحلية، التي تمثل تاريخ البيئة الإماراتية، وهو ما يجعله يمتلك خزينة من المعلومات الدقيقة والمفيدة.