اكتشاف مدينة إثيوبية أثرية هيمنت على شرق أفريقيا

Ⅶ أثريون يبحثون عن اكتشافات جديدة في الموقع | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

عثر، أخيراً، على مدينة مدفونة في إثيوبيا كانت مأهولة قبل 1400 عام، وشكلت جزءاً من إمبراطورية قديمة، تسمى «أكسوم»، هيمنت على معظم شرق أفريقيا على مدى قرون، وكانت تتبادل المنتجات مع الامبراطورية الرومانية.

وأفاد موقع «ديلي ميل» أن مدينة «بيتا ساماتي» سبقت صعود إمبراطورية «أكسوم» بعدة قرون، تلك الإمبراطورية التي امتدت من 80 قبل الميلاد وصولاً إلى 825 ميلادي.

واسم «بيتا ساماتي» يعني «منزل الجمهور» باللغة التيغرينية (اللغة القومية والرسمية في إريتريا). وتعتبر المستوطنة الوحيدة في تلك الإمبراطورية التي عثر عليها، حيث اكشتفت مبانٍ عدة، وكنسية، وعدد من المواد، منها خاتم مصنوع من سبائك النحاس ومغطى بورق الذهب، يتوسطه حجر أحمر من العقيق، ومحفور عليه صورة رأس ثور فوق إكليل.

وقالت الدكتورة لوانا دوميترو من جامعة جون هوبكنز، التي عملت على المشروع: كانت «بيتا ساماتي» مستوطنة مكتظة بالسكان مع مبانٍ للسكن وممارسة الشعائر الدينية. تم هجرانها في عام 650 ميلادي، مع انهيار تلك الإمبراطورية الغامضة بالكامل في أقل من قرنين من الزمن.

أهم حضارة

وينقل موقع «نيو ساينتست» عن معد الدراسة الأستاذ المساعد في علم الآثار في الجامعة، مايكل هارور، قوله: «هذه واحدة من أهم الحضارات القديمة، لكن العالم لا يعلم بشأنها»، مضيفاً: «باستثناء مصر والسودان، تعتبر هذه أقدم مجتمع معقد أو حضارة كبرى في أفريقيا».

ولا أحد يدرك كيف تطورت حضارة أكسوم، فقد سبقها مجتمع غير معروف «ما قبل أكسوم». ويؤكد هارور أن «عمليات التنقيب في بيتا ساماتي تساعد في ملء ثغرات مهمة في فهم العلماء لتطور تلك الحضارة».

ويعتقد علماء الآثار أن الحضارة الأقدم لأكسوم كانت في منطقة في شمال إثيوبيا الحديثة المعروفة بـ«يحا» التي تضم أقدم عمارة وكتابات في أفريقيا جنوب الصحراء. وكشف الكربون المشع في مدينة بيتا ساماتي عن أن المدينة تعود إلى الفترة ما بين 771 قبل الميلاد و645 ميلادي، وهذا يعني أن بيتا ساماتي لم تُهجر مع صعود حضارة أكسوم، كما كان يعتقد.

يقول هارور: «بيتا ساماتي كانت مركزاً إدارياً مهماً يقع على الممر التجاري الذي يربط عاصمة أكسوم بالبحر الأحمر وما وراءه». تم احتلالها أولا من مجتمع «ما قبل اكسوم» حوالي 750 قبل الميلاد، ولأكثر من ألف عام كانت مركزاً إقليميا مهماً.

قوى رائدة

وكانت امبراطورية أكسوم تصعد وقد تحولت إلى الديانة المسيحية منتصف القرن الرابع، وبقيت حتى صعود الإسلام في الجزيرة العربية، حسبما أفاد هارور. وامتدت وصولاً إلى الجزيرة العربية وكانت واحدة من القوى الرائدة في عصرها، إلى جانب روما وفارس والصين، حيث بعض من مدينة العاصمة القديمة التي تدعى «أكسوم» أيضاً، لا يزال قائماً مع مسلات تشير إلى وجودها.

Email