«الفنون الإسلامية».. عوالم فنية بصرية ثرية

■ العويس والسركال والقصير وفنانون خلال الإطلاع على أحد الأعمال | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعمال فنية مميزة تحفز المخيلة، وتثير الدهشة والإعجاب، وذلك مما تحمله من روح وانطلاق نحو عالم من الفنون البصرية، وضمن فعاليات الدورة الثانية والعشرين من مهرجان الفنون الإسلامية «مدى»، حيث افتتح عبد الله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، مدير المهرجان، خمسة معارض أعمال فنية متنوعة في قناة القصباء ومركز مرايا للفنون ضمن الفعاليات، بحضور مروان السركال الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير، والفنانين المشاركين في المهرجان، إضافة إلى إعلاميين من دول عدة، وتنوعت الأعمال في مضامينها الفنية المقدمة، ما يعكس توق الفنانين المشاركين لتقديم رؤاهم والتعبير بصرياً عن مفاهيمهم الجمالية ذات الصلة بالفنون، وتجسيد المفاهيم الإسلامية في أعمال فنية جميلة، تبيّن بوضوح الشعار «مدى»، الذي يقوم عليه المهرجان.

عمل مركب

«البيان» التقت بالفنان المصري أحمد قرعلي، والذي يشارك بعملين هما «مبنى ينمو» بواجهة المجاز، و«روح المدينة» بمركز مرايا وهو عبارة عن طبقات متتالية من قماش الشيفون، وهو في الأساس عمل مركّب يتخلّله النور الساكن، الذي يجسّد العديد من المعاني والدلالات، إنه مزيج متجانس بين التشكيل بالضوء والتجهيز في الفراغ.

وبحديث الفنان عن عمله الثاني قال: أعمالي المقدمة هي تسهم في تطوير العمارة الإسلامية، فقد توقف الازدهار في فن العمارة الإسلامية بالرغم من أنها عمارة مرنة وقابلة للتطوير، ومن الممكن أن تتفاعل مع إحداثيات العصر الجديد، حيث أنه بالإمكان الأخذ من روحها وتوظيفها بالشكل الجديد، فالعمارة الإسلامية هي أكثر عمارة فهمت طبيعة البيئة والأرض، وهي تتناسب لتدخل في أشكال جديدة.

وعن العمل الفني «إزهار» للفنان الصيني لي هونغبو والمتواجد حالياً بمركز مرايا للفنون، فهو يتشكل في لغة بصرية لافتة، تعكس حيوية الفنان وطاقته الكامنة في الأشياء، ويؤدي العمل مهمته في جذب المشاهد وخلق الدهشة لديه، حيث تتداخل ألوان الورق بطريقة جميلة لتشجع على التأمل والتفكير.

قوس الصفر

ويمثل «قوس الصفر» للفنان الأسترالي جايمس تابسكوت أسلوباً مغايراً في التنفيذ، لا سيما أن المواد بسيطة ومألوفة مثل الماء والضوء قُدّمت بطريقة جديدة كلياً. وسعى جايمس، جاهداً، إلى ألا يشارك المشاهد بصرياً فحسب، بل تشجيعه جسدياً على التفاعل مع العمل والموقع نفسه، بحيث يستكشف مكانة المياه في العمارة وتصميم الحدائق، كما يعدّ تجربة تحول المواد المألوفة إلى ظاهرة سامية تقوم على تجربة إيقاظ الحواس.

وتظهر «جدارية 2» الجهد المشترك بين المصريين مجدي الكفراوي ومحمود عبد العزيز، ومن مواد مثل «دهانات إكريليك»، و«حبال سماكات»، و«فرش إكريليك»، و«قماش خياميّة»، تمّ تكوين جداريّة ذات ألوان زاهية عن طريق شراكة فنّيّة بين خطّاطين، وهذه محاولة لتقديم عمل بوجهتي نظر، يكشف التطوّر التقنيّ للحرف.

كما تقدّم «الحديقة الهندسيّة» للفنان الروسي دانيلا شوزي تجربة بصريّة مدهشة في القصباء، إذ يدخل المشاهد في رحلة أشبه بالسفاري من كثرة الرسومات.

Email