فوتوغرافيا

صور.. قبل النوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

علاقة التصوير بالمشاعر علاقةٌ قديمةٌ مُتجدِّدة، تناولناها من عشرات الزوايا والمواقف والتجارب، ومؤخَّراً تحدَّثنا عن قيمة إسعاد الناس كونها من أسمى رسائل الكاميرا، وطرحنا سؤالاً واسعاً هو (كمصور.. ما الذي تستطيع فعله لإسعاد الناس؟) وطرحنا عدداً من الاقتراحات والأفكار والقصص التي يتم تنفيذها يومياً على مستوى العالم من قبل مصورين يهتمون بإسعاد البشر من خلال إبداعات عدساتهم.

على الضفة الأخرى من المشاعر المرتبطة بالصورة، دعونا نستشعر علاقة ذلك الأب المغترب المكلوم الذي يعيش بمفرده على بعد آلاف الكيلومترات من زوجته وابنته الوحيدة ذات الأعوام الخمسة، والذي يحاول بذل قصارى جهده طوال اليوم في العمل لتأمين احتياجات عائلته، ينتظر نهاية اليوم بفارغ الصبر ليصل به التوقيت للساعة التاسعة مساءً، حيث موعد استقباله صوراً جديدةً من زوجته تظهر فيها طفلته الجميلة خلال ساعات يومها، هذه الصور لها مفعول السحر لديه.. فهي تمنحه السكينة والرضاء وشعور الاتصال والتواصل اليومي مع عائلته، بعدها يخلُدُ للنوم من دون أية عوائق. وفي صباح اليوم التالي يضعُ الصور في إطارٍ إلكتروني أنيق على مكتبه.. ويتأمَّل فيها قليلاً مع ارتشاف فنجان القهوة الصباحي.. ثم يبدأ عمله.

ذات يوم أخبرته زوجته بوجود عطلٍ تقنيّ في خدمة الإنترنت لديها، وأنها حاولت استعادة الخدمة بإبلاغ الجهة المختصة إلا أنها أخبرتها أن ذلك سيتطَّلبُ بعض الوقت. لم يكن لديه خيارات سوى الانتظار! وكان الكابوس الأكبر بانتظاره في تمام الساعة التاسعة! حيث اعتاد قلبه أن ينبض بالسعادة والتواصل! لم يستطع النوم تلك الليلة.. في اليوم التالي استغرب مديره في العمل عدم وجوده على مكتبه، وعند مروره بجوار الإطار الإلكتروني.. وجده فارغاً! فأدرك أن المكتب أيضاً.. سيكون فارغاً.. حتى غد.

 

فلاش

إياكم والتقليل من قيمة الصور.. فالبعض يعدّها أوكسجينه اليومي.

ـــ  جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

Email