شارك في ختام مهرجان ON.DXB

سبايك لي: ميدان العمل الفني متاح للجميع

ت + ت - الحجم الطبيعي

نجاح لافت حققته الدورة الأولى من مهرجان ON.DXB، الذي نظمته مدينة دبي للإعلام بالتعاون مع لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، على مدار 3 أيام، في مدينة دبي للاستوديوهات، حيث شهد المهرجان في يومه الأخير، مشاركة المنتج والمخرج الأمريكي سبايك لي، الحائز على جائزة الأوسكار، حيث وجه خلال جلسة له بعنوان «قوة وسائل الإعلام»، رسالة تحفيزية لصنّاع الأفلام والمبدعين الإقليميين، داعياً إياهم اتباع شغفهم ومواصلة العمل الجاد لتحقيق النجاح ضمن قطاع صناعة الأفلام.

سبايك لي، قال خلال الجلسة: «لا بد أن تحبوا ما تقومون به أكثر من أيّ شيء آخر، لأنّ حبّكم لصناعة الأفلام هو العامل الوحيد الذي سيُساعدكم على الاستمرار خلال عملكم على إنجاز مشاريعكم. لا بد لكم أن تعملوا بجد، فالأشخاص الذين يتسمون بالكسل والسلبية لن ينجحوا في تحقيق أيّ إنجاز على الإطلاق. لأن ميدان العمل الفني متاح للجميع وخاصة المندفعين والإيجابيين».

وأضاف: «يتسم هذا القطاع بصعوبته الشديدة، وكثيراً ما أسمع الطلبة يتحدثون عن صعوبة ما يقومون به، وأبادرهم على الفور بسؤالي: هل من شيء يمكنكم القيام به بسهولة؟ نحن نعمل في قطاع اعتدنا فيه على تلقي الرفض وإغلاق الكثير من الأبواب في وجوهنا. غير أنّه يتعين عليكم أن تؤمنوا بأنفسكم وبقدرتكم على الاستمرار، إذ إن الانسحاب ليس خياراً وارداً على الإطلاق».

مواهب

سبايك لي، تطرق خلال الجلسة إلى حياته المهنية الممتدة لثلاثة لعقود، والتي نجح خلالها في اكتشاف العديد من المواهب الفنية، بدءاً من ممثلين مثل صامويل ال جاكسون وهالي بيري ولورنس فيشبرن وجون تورتورو وكوين لاتيفا، وصولاً إلى مشاهير العمل خلف الكاميرا.

وفي سياق حديثه حول سبب ميله إلى الاعتماد على المواهب غير المعروفة، قال سبايك: «أستمتع بالعمل مع الأشخاص الموهوبين، غير أن كل شخص بحاجة لفرصة للانطلاق. فمجال عملنا مليء بالتحديات ويصعب الدخول إليه.

ولطالما كنت مُدركاً لضرورة البحث عن المواهب الجديدة، سواء من الممثلين أو العاملين خلف الكاميرا، كما أعلم بالتأكيد بأنّ الموهبة لوحدها ليست كافية، إذ تحتاج الموهبة لمنصة تُظهر أعمالها وتُتيح لها فرصة للتألق».

آفاق

وانسجاماً مع رؤية المهرجان الرامية إلى إبراز المواهب الإبداعية وتمكين آفاق التعاون بين المؤسسات العاملة بمجال صناعة المحتوى بما يشمل صناعة الأفلام والموسيقى والفيديو والألعاب الإلكترونية، شجّع سبايك المواهب الصاعدة للاستفادة من كلّ منصة متاحة بغية الارتقاء بمستويات أعمالهم.

ولدى سؤاله عن المكان الأمثل الذي يُتيح لصنّاع الأفلام القدرة على عرض أعمالهم وزيادة نسب متابعتها، قال لي: «منصة يوتيوب، إذ تحرص الاستوديوهات وشركات الإنتاج على متابعتها.

ومن هُنا تحصل المواهب على فرص الانطلاق». وتابع: «حمّل عملك على يوتيوب فحسب. قد يبدو هذا الأمر غير معقول، ولكن العديد من المواهب يتم اكتشافها عن طريق الإنترنت، وهذا ما يحصل طوال الوقت».

وفي هذا السياق قال: «اختبرت العديد من خيبات الأمل خلال مشواري المهني، وكان أكبرها الفشل الذريع الذي شهده الفيلم الذي كان من المفترض أن أبدأ به مسيرتي، إذ كان ينبغي أن يشارك فيه النجمان لورنس فيشبرن وجون إسبوزيتو، اللذان تسنى لي التعاون معهما لاحقاً، لكنني لم أملك الخبرة اللازمة أو الرؤية الواضحة آنذاك.

لكن رغم ذلك، لم أكن لأصل إلى ما أنا عليه اليوم لولا مررت بتلك المرحلة، حيث كتبت مشاهد حماسية عن مطاردات بالسيارات لم أكن مستعداً لإخراجها بعد، وبالتالي لم يتم إعدادها فشعرت بأنها نهاية العالم. لكنني اكتشفت أن الأمل يبزغ أحياناً من قلب الفشل، إذ تعلمت من أخطائي ومضيت لأطلق أول أفلامي وباكورة نجاحاتي (شيز جوتا هاف إت)».

منصات

كما أدلى المخرج البارز برأيه حول النقاش الدائر بشأن خدمات البث عبر الإنترنت وتأثيرها على قطاع الأفلام، قائلاً: «تشكل شبكات نتفليكس وهولو وأمازون برأيي منصات فريدة وخصوصاً لصناع الأفلام الشباب، فمن الأفضل أن يتوافر لديهم العديد من الخيارات لعرض الأفلام.

فلنأخذ النقاش الدائر حول نتفليكس وفيلم مارتن سكورسيزي الجديد الرجل الايرلندي على سبيل المثال، لا شك أن مارتن يحظى بمسيرة لامعة قل نظيرها في هوليوود لكنه لم يحصل على الدعم اللازم لإنتاج الفيلم، لذا اختار التعاون مع نتفلكس رغم أن ذلك يعني بأن الفيلم لن يعرض في صالات السينما.

وهو ذات القرار الذي اتخذته بشأن فيلمي القادم دا 5 بلودز الذي يتناول المحاربين الأمريكيين من أصل أفريقي في فيتنام.

ما يشير إلى أهمية الشبكة كمنصة للأفلام التي لا تحظى باهتمام المنتجين ويسلط الضوء على النقلة النوعية التي أحدثتها خدمات البث عبر الإنترنت، فزمام الأمور لم تعد محصورة بيد الاستوديوهات بعد اليوم».

مرحلة جديدة

من جهة ثانية، أكد مجموعة من المتحدثين في مهرجان ON.DXB أن منطقة الشرق الأوسط تستعد لدخول مرحلة جديدة من صناعة المحتوى الإعلامي الرقمي مع شروع أشهر نجوم العالم العربي على موقع يوتيوب بتحويل شعبيتهم الكبيرة على الشاشة إلى عروض حية تجتذب حضوراً واسعاً في أهم المنصات في المنطقة.

وكشف توم جرينوود-ميرز، المدير الإداري لدى شركة كت آند ماسترد للإنتاج، خلال جلسة حوارية بعنوان «نجوم اليوتيوب: من الشاشة إلى المسرح»، أن «المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة من الفعاليات الحية لأبرز المواهب في المجال الإلكتروني».

وقال: «نستضيف عادةً في فعالياتنا أبرز نجوم الـ يوتيوب من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة ممن يتمتعون بشعبية كبيرة في المنطقة، وهذه ليست إلا الخطوة الأولى فحسب.

ويمكن لنجوم موقع يوتيوب المحليين تحقيق نجاح أكبر عند تقديم عروض حية في مناطقهم، إذ يتمتع نجوم منطقة الشرق الأوسط بقاعدة جماهيرية كبيرة ومقومات احترافية، كما أنهم يقدمون محتوى عالي الجودة.

وبالتأكيد ستتحول هذه الشعبية الكبيرة للمحتوى إلى عروض حية من قبل ألمع نجوم الـ «يوتيوب» وأولئك الذين يمتلكون الموهبة المميزة للبدء في خوض هذه التجربة في المنطقة».

Email