ترضي الأذواق وتوازن بين نجوم الصف الأول والشباب

«البطولة الجماعية» منافسة تثري العمل الفني

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما إن يطل الموسم الرمضاني، حتى تقف على أبوابه عشرات الأعمال الدرامية، التي تتنافس فيما بينها على «الفوز» باهتمام المتفرج العربي، الذي يتطلع دائماً إلى رؤية أكبر قدر ممكن من نجومه المفضلين على الشاشة، فيما تبدو شركات الإنتاج حائرة بين اختياري «النجم الأوحد» أو «البطولة الجماعية»، رغم أن لكل واحد من الخيارين ميزاته، ففي الوقت الذي يستحوذ النجم الأوحد على النصيب الأكبر من ميزانية العمل، والتي يذهب البقية منها إلى المخرج وبقية الطاقم، تتجه بعض الشركات إلى خيار البطولة الجماعية التي تضمن لها النجاح في تسويق العمل، على اعتبار أن البطولة الجماعية أحد أسرار نجاح أي عمل، وهو ما حرصت عليه الدراما الإماراتية والخليجية والسورية، وفي بعض الأحيان المصرية، لما تمتاز به البطولة الجماعية من منافسة تثري العمل الفني وتمتع الجمهور، وتسهم في خلق نكهة فنية متميزة لا سيما بين نجوم الصف الأول والنجوم الشباب.

قوة النص، وتقلص سطوة النجم الأوحد، والرؤية الإخراجية، كلها عوامل أدت إلى نجاح كل التجارب العربية التي اعتمدت البطولة الجماعية، وذلك وفق تأكيدات النقاد الذين التقتهم «البيان»، والذين اعتبروا أن البطولة الجماعية تظل أشبه بطوق نجاة من معادلة «النجم الأوحد».

حل مشترك

يشير الناقد الكويتي عبد الستار ناجي، إلى أن البطولات الجماعية باتت اليوم تمثل الحل المشترك الذي راحت تشتغل عليه صناعة السينما العالمية، والأمر كذلك انسحب على صناعة الدراما أيضاً بكل مفرداتها، ومن بينها السينما والإذاعة والتلفزيون.

وقال: «السبب المباشر لهذا التوجيه يكمن في تفكيك معادلة النجم الأوحد، وسطوته وسيطرته وشروطه التعسفية، التي باتت تشكل الكثير من الإزعاج والقلق لكبريات الاستوديوهات العالمية، وصولاً إلى بقية دول العالم ومن بينها العالم العربي»، مبيناً أن تقلص سطوة النجم ساهم في دخول معادل جديد له، والمتمثل في البطولة الجماعية التي فرضت نمطاً جديداً من الكتابة والإخراج، ومن قبلها الأحداث التي تستوعب هذا الكم من النجوم الشابة التي تحلق لاحقاً في فضاءات النجومية، حتى وإن ظل المفتاح والمحرك هو المنتج أو الاستوديوهات.

وأضاف: «على الصعيد الخليجي فإن الدراما الجديدة، شكلت نبضاً ونكهة جديدة إضافية، سواء من حيث حضور أكبر عدد من النجوم الشباب أم الموضوعات والقضايا التي تجعل المشاهد أمام مجموعة من القضايا والموضوعات التي تحقق معادلة الثراء الفني والإبداعي»، مشيراً إلى أنه برغم ذلك تبقى هناك مجموعة من المعوقات التي تشكل حاجزاً أمام ذهاب الدراما الخليجية نحو آفاق أبعد وأرحب وأخصب، وتتمثل في السقف المحدود للحريات، والذي يجعل النسبة الأكبر من الأعمال تتحرك في موضوعات شبه مستعادة ومكررة ومشاهدة من ذي قبل.

وتابع: «أمام تلك المعوقات والمطبات التي سيتم تجاوزها خلال زمن قصير فإن الدراما تلجأ حالياً إلى طرح معادل متجدد، من حيث الوجوه الشابة الجميلة من الجنسين والذهاب إلى فضاء الموضوعات المشبعة بالعاطفة الحراقة على طريقة الدراما التركية».

ونوه إلى أنه ستكون هناك اقتباسات مكسيكية وربما إسبانية وغيرها، من دون الالتفات إلى الخصوصية الكويتية والخليجية التي ستكون بمثابة المعادل الأساسي لأن تحلق الدراما الخليجية بعيداً.

حجر أساس

وذهب الناقد الفني المصري طارق الشناوي إلى أن السيناريو هو حجر الأساس في هذا الإطار والذي يتم بالاعتماد عليه، إن كان العمل يتطلب بطولة فردية أم جماعية. وقال: «النص هو الذي يحكم كل شيء، سواء أكانت دراما تلفزيونية أم سينمائية، فمثلاً مسلسلا «كلبش» و«لمس أكتاف» اعتمدا على بطولة فردية، بينما مسلسل «أبو العروسة» اعتمد على البطولة الجماعية».

وأضاف: «الجمهور عادة يفضل أن يرى في أي عمل يتابعه سواء أكان في السينما أم على الشاشة الصغيرة، أكبر عدد ممكن من النجوم، ولكن يبقى الأمر منوطاً بتوجهات شركة الإنتاج التي تحدد حجم ميزانية العمل».

وأشار إلى أن السبب الرئيسي في عدم توجه شركات الإنتاج نحو البطولات الجماعية، يكمن في ارتفاع أجور الأبطال، والتي عادة تشكل الجزء الأكبر من أي تكلفة، مؤكداً أن شركة الإنتاج عندما تشعر بأن المردود المادي كبير، يمكنها أن تتحمل العبء والمجازفة.

قاعدة انتشار

المخرجة الإماراتية نهلة الفهد، وافقت الشناوي الرأي في أن قوة النص هي التي تحدد مدى نجاح العمل. وقالت: «ما يدفع الفضائيات أو شركات الإنتاج لسلوك طريق البطولات الجماعية، هو النص القوي، إلى جانب أن وجود أكثر من نجم في العمل الواحد، يضمن توسيع قاعدة انتشاره، وبالتالي اتساع نجاحه، وهذا يمنحنا مساحة وتنوعاً أكبر في الأعمال الدرامية المطروحة»، وأشارت إلى أن معظم القصص التي تتناولها الدراما العربية بشكل عام، تدور في أجواء العائلة والصداقة، والتي عادة تمثل أكبر شريحة ممكنة من المجتمع، وهو ما يتطلب توظيف أكبر قدر ممكن من النجوم الذين يمثلون هذه الشرائح.

Email