أمسية في ندوة الثقافة والعلوم بحضور كوكبة أدباء ومثقفين

الغذامي يوصف «ثقافة تويتر بين حرية التعبير والمسؤولية»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استضافت ندوة الثقافة والعلوم مساء أول من أمس، الباحث السعودي، الدكتور عبدالله الغذامي أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب بجامعة الملك سعود في الرياض، في محاضرة بعنوان (ثقافة تويتر بين حرية التعبير ومسؤوليته)، بحضور معالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، والأديب عبدالغفار حسين، والدكتورة رفيعة غباش مؤسسة ومديرة متحف المرأة في دبي، وبلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، وصلاح قاسم ومريم ثاني وصالحة عبيد أعضاء مجلس الإدارة، والشاعر محمود نور، مدير عام مجلس العويس الثقافي، والشاعرة صالحة غابش والكاتبة أسماء الزرعوني.

واستعرضت الكاتبة عائشة سلطان التي أدارت الأمسية الثقافية، أهم مؤلفات الغذامي والتي تنوعت عناوينها، ومن ضمنها (ثقافة تويتر حرية التعبير أو مسؤولية التعبير) وهو مجال النقاش في هذه المحاضرة، حيث استهل الدكتور الغذامي حديثه عن علاقته الوطيدة بإمارة دبي التي يزورها مع عائلته باستمرار، وعن علاقته بتطبيق تويتر بدأ حديثه بحكايته مع وسائل الاتصال الحديثة التي اعتبرها تجربة ليست بالسهلة، حيث فرضت عليه فرضاً حسب وصفه من قبل عائلته، وتوالت بعدها التجارب التي يكون التردد بدايتها ولاحقاً دخولها كما حدث مع تويتر الذي اعتبر بالنسبة له لغزاً ثقافياً، تعبر فيه من خلال 140 حرفاً.

ليبحر فيه باحثاً أولاً ولتتبع الأخبار، ليجد المعارك الحامية بسرعة، ففي اليوم الثاني لدخوله وضع تغريدة، ليدخل رجل ويحكم عليها بالكفر، وبدأ النقاش واستنجد بالناس ليحكموا، وفي ذهنه أن العالم كله يشاهد الموقف، حيث احتل هذا الرجل مساحة من تفكيره وجرّه إلى تفكيره ليكتشف اللعبة واستراتيجيات الرد، فهذا الصوت لا يمثل كل الأصوات، ودخل الحسابات الأخرى ورأى كيف يتفاعل الآخرون، وأدرك أن من ينفعل يضيع باستمرار وتدخل عناصر تأثر ليصبح كالمهرج ويخرج من طوره.

ثقافة الكراهية

وتناول خلال حديثه موضوع الوسم أو (الهاشتاق)، حيث قال : الأخطر هي معركة لغة فالحرب أولها كلام، واللغة أداة حرب وفي تويتر، حيث انطلقت فكرة الوسم لأهداف نبيلة، وليكون صوت المهمشين الذين لا يستطيعون التعبير عن وضعهم وليخدموا قضيتهم، لكن عنصر الشر ظهر ليحرّف الهاشتاق عن مساره، والنية الخيرة له غابت لذا من لديه نزاهة تجنب الوسم أو الهاشتاق، حيث استغلت الكثير من التحالفات الوسم والتغريدات في مظهر آخر سيئ عبر تويتر وهي ثقافة الكراهية، التي كانت موجودة لكنها مبطنة، فالحياء الثقافي والأخلاقي كان يمنع ظهورها، لكنها تفتك بالداخل.

وطرح خلال المحاضرة سؤالاً حول (الحرية والمسؤولية)، اللذين اعتبرهما من أخطر المفاهيم، حيث لاحظ في تويتر اعتداء على قيم الناس وحرية تفكيرهم، ورغباتهم، رغم محاولات المحاسبة أو إلغاء الحسابات.

اقتصاد لغوي

وختم الغذامي المحاضرة مبيناً أن تويتر أفاد اللغة العربية، فهذا الزمن الاقتصادي مس اللغة وصار اقتصاداً لغوياً شبهه بما يحدث في سوق الأسهم والأعمال، حيث التعبير من خلال 140 حرفاً يحتاج اتقاناً ودقة ولغة، بحيث تكتب عدداً من الكلمات يعطيك المعنى، وهناك من يتقن هذا الأمر فيكتب (ميزان ذهب)، وما يميز تويتر هو الميزان اللغوي، الجيل الآن يكتب وأسلوبه في الكتابة يتطور يوماً بعد يوم، ولغته وبلاغته أيضاً، وأذهان البنات أمهر في إنتاج اللغة، لذا مع تويتر بدأت اللغة تتغير وتتطور.

كسر الحدود

فسر الغذامي التعليقات والردود مثل (طحت من عيني) أو (لم يكن هذا ظني فيك)، بأنها نتيجة صورة ذهنية صنعها المتلقي لسببين إما الإعجاب أو الكره، لأن المتلقي يريدك أن تفكر بتفكيره وتتحدث بلسانه، ولما كثرت القضايا واحتدت فبدأت الحسابات تعمل كأنها أحزاب، فقل الرأي المحايد، لكن الأخطر الاستقبال المحايد، وبدأت التكتلات تظهر بشكل واضح، وأضاف بأن تويتر ساهم في كسر الحدود، حيث تدخل زعماء كبار في قضايا أوطان ليست أوطانهم، مثل الزعيم الأمريكي السابق أوباما، ودونالد ترامب فتدخلت الزعامات في مناطق ليست مناطقهم.

Email