في استطلاع «البيان» الأسبوعي

الفن التشكيلي يعزّز قيمة التسامح

ت + ت - الحجم الطبيعي

التسامح سلوك حضاري، تزدهر به الثقافة الإنسانية، وترتقي به، لما يحمله من طمأنينة وأمان وسعادة، وهي قيم أخرى منحتها الإمارات مساحة واسعة، واهتمت بها، فعاش مجتمعها مطمئناً وآمناً، وتحول إلى مظلة تلتقي تحتها كل ثقافات الدنيا وجنسيات العالم، التي تعيش على أرض الدولة بكل تآلف وسلام، احتفاء الإمارات بقيمة التسامح، لم يكن قاصراً على الفعاليات المجتمعية، وإنما اتسع كثيراً، ليشمل الفنون التشكيلية أيضاً، والتي أصبحت قوة ناعمة، يعزز من صلابة المشهد الثقافي المحلي.

الفنون التشكيلية احتفت هي الأخرى بقيمة التسامح، من خلال عديد المعارض والفعاليات التي تقام في كافة زوايا دبي والإمارات، وهو ما أكدته أيضاً نتائج استطلاع «البيان»، التي أشارت إلى أن الفن التشكيلي خدم فكرة عام التسامح، الذي تحتفي به الإمارات حالياً، حيث أظهرت نتائج الاستطلاع على موقع «تويتر»، تفاوت النظرة، حيث اعتبر 46 % من المستطلع آراؤهم أن الفن خدم عام التسامح مقابل عدم موافقة 54%، وهو ما اختلفت فيه نتائج «الفيسبوك» قليلاً، حيث رأى 59% من القراء، أنها خدمت الفكرة، وذلك مقابل 41% لم يلمسوا ذلك، بينما أشارت نتائج الموقع الإلكتروني، إلى أن 52% يرون أنها خدمت الفكرة، مقابل اعتراض 48%.

 

فنون إنسانية

«البيان» تواصلت مع عدد من الفاعلين على الساحة التشكيلية، لاستطلاع آرائهم حول نتائج الاستطلاع، حيث قالت عائشة العبار مؤسس «عائشة العبار غاليري»: «في الواقع أن فكرة التسامح شكلت نافذة مهمة للعديد من الفنانين التشكيليين في الإمارات، والذين استطاعوا من خلال أعمالهم أن يعبّروا عنها، وأن يمنحوها حقها بالكامل، عبر مشهد فني رائع، وهو ما تجلى بشكل واضح في المعرض الفني «سنة التسامح»، الذي استضفناه في الغاليري على مدار شهرين، حيث أسدل الستار عليه في 10 الجاري، وشارك فيه عدد كبير من الفنانين، على رأسهم تاج السر حسن، ونرجس نور الدين، وماجد اليوسف وغيرهم، والذين استطاعوا عبر لوحاتهم وأعمالهم، أن يترجموا فكرة «عام التسامح» بطريقة جذابة جداً، ومعبرة للغاية».

وأضافت: «معظم الأعمال الفنية التي تناولت عام التسامح، لم تعكس فقط أهمية هذا القيمة الإنسانية، وإنما عبرت أيضاً عما تمتاز به الإمارات من تنوع في الثقافات الإنسانية والجنسيات، وكيف تتعايش جميعها تحت سقف واحد بكل تآلف وحب». وأكدت عائشة على أهمية مثل هذه المعارض، لكونها تعكس مدى رقي وتقدم المشهد الفني التشكيلي في الدولة. وقالت: «يعتبر الفن لغة إنسانية عالية المستوى، ومن خلالها، تتوحد جنسيات العالم أجمع».

 

تنوع

أما الفنانة التشكيلية السورية ميساء محمد، فقالت: «بلا شك أن الفن التشكيلي في الإمارات، أصبح في السنوات الأخيرة أشبه بقوة ناعمة، واستطاعت الإمارات من خلاله أن تثبت حضورها على الساحة العالمية، وهو ما يمكن أن نتلمسه في عديد الفعاليات التي باتت ترتكز على الفن التشكيلي، كونه يمثل نظرة الإنسان حيال واقعه ومستقبله، وبتقديري أن تنوع الحركة التشكيلية في الإمارات، وتوزعها في كافة مناطقها، قد خدم فكرة عام التسامح، الذي تحتفي به الدولة، وهو ما نتلمسه من خلال عديد الأعمال الفنية الموزعة في جنبات دبي، والتي تعبر عن وجهات نظر مختلفة، كما تعبر أيضاً عن مدى احترام قيمة التسامح وتفردها في المجتمع المحلي».

Email