آثار حجرية في إسبانيا تظهر مجدداً بعد اختفائها 60 عاماً

مشهد مذهل لأحجار المغاليث في إسبانيا | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف الجفاف عن آثار حجرية قديمة تشبه صخور «ستونهنج» البريطانية، كانت مغمورة تحت المياه في مدينة قصرش غرب إسبانيا، بعد بناء سد وخزان في المنطقة عام 1963.

وذكرت مؤسسة «سميثسونيان» الأمريكية، أن آثار «دولمن غوادالبيرال»، وهي أضرحة مشيّدة في المدينة منذ نحو 4 إلى 7 آلاف عام، كانت قد اختفت عن الأنظار منذ 60 عاماً، قبل معاودتها للظهور بسبب موسم الجفاف الشديد.

ينقل موقع مجلة «أطلس أوبسكيورا» عن رئيس إحدى الجمعيات الثقافية في المدينة، يدعى أنجيل كاستانيو، قوله: «سبق أن شاهدت أجزاء من الأحجار تبرز من تحت المياه، لكنها المرة الأولى التي أشاهدها بالكامل، إنه مشهد مذهل».

ولم يكن ظهور الأحجار من جديد خبراً مفرحاً تماماً بالنسبة إلى علماء الآثار والحفاظ على الثقافة، فقد جرى التقدم بعريضة للحفاظ عليها، بعد أن ظهر على بعضها علامات عن تآكل، وبدأ بعضها الآخر يتكسر، فيما دعت إحدى الجمعيات الثقافية إلى نقل تلك الأحجار «الميغاليث» إلى موقع جديد على أرض جافة، قبل فوات الأوان.

140 صخرة

واستناداً إلى ديفيد باريرا في صحيفة «إل إسبانيول» الرقمية، يتألف الموقع الأثري من 140 صخرة مرتبة على شكل دائرة. وكان يستخدم على الأرجح كمعبد أو مقبرة، إذ يضم أحجاراً طويلة مستقيمة تعلوها ألواح أفقية، في شكل قبر ما قبل التاريخ من حجرة واحدة.

ويؤكد علماء الآثار أن تلك الأحجار الضخمة في إسبانيا، مثل «ستونهنج» في بريطانيا، كانت «معبداً للشمس وأرضاً للدفن»، ويبدو أن الغرض منها ليس دينياً فحسب وإنما أيضاً اقتصادي، حيث شُيّد الموقع عند إحدى النقاط القليلة في النهر التي يمكن عبورها.

وبدأ التنقيب في الموقع في منتصف العشرينيات على يد باحث ألماني يدعى هوغو أوبرماير، ويوضح ديفيد فيغاريو في صحيفة «إل موندو»، أن أوبرماير أرسل بعض التحف إلى موطنه للدراسة والعرض، لكنه ترك الأحجار الهائلة في مكانها، محافظاً على الهيكل الأصلي قدر الإمكان.

وينقسم علماء الآثار حول طبيعة نقش على أحد الأحجار، يقول كستانيو إنها تشير إلى طريق ملتو لنهر تاجه المجاور، فيما تفيد عالمة الآثار برميتيفا راميرز أنها علامة لثعبان برأس ثلاثي.

الباحث الألماني لم ينشر بحثه حتى عام 1960، وبعد ثلاث سنوات فقط، طلب مهندس مدني في نظام فرانكو بناء سد وخزان في المنطقة مما أدى إلى غمر الأضرحة بالمياه.

يرجح علماء الآثار وجود الكثير من الآثار التاريخية والأثرية الأصلية مغمورة تحت بحيرات إسبانيا المصطنعة.

Email