شكوى من الرسوم المفروضة على العروض

المسرح الإماراتي حكاية نجاح وأفق ارتقاء واعد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقاس تطور الدول وحضارتها من خلال ثقافة شعوبها وفنونها، التي تعكسها الندوات والفعاليات والعروض المسرحية، لذلك تزدحم المسارح العالمية بالعروض الجاذبة، لتقود عمليات التعبير عن التوجهات الثقافية والفنية، وتترجمها إلى إسهام حضاري تمتزج فيه الأفكار والرؤى والثقافة والمدارس الفنية، ما يصنع التجربة والخبرة الإنسانية الرفيعة والمتميزة.

 

ومن المؤكد ان الحراك الثقافي والفني في دولة الإمارات، وخاصة المسرحي، يعكس مدى تقدم الدولة وقطعها أشواطاً مهمة في المجال.

«البيان»، أضاءت على جوانب الحراك المسرحي وطبيعة الركائز التي تحفز ارتقائه المتواصل، إذ رصدت جميع ذلك في لقاءاتها مع مجموعة من الفنانين والمخرجين المسرحيين، حيث أكدوا أهمية النجاح المحقق وضرورة الاستثمار بالكفاءات والامكانات لإثراء أفق ارتقائه المستقبلي.

مواهب تطوعية

في البداية، أشار ياسر القرقاوي، رئيس مجلس إدارة مسرح دبي الوطني، إلى وجود 14 فرقة مسرحية مكونة من مواهب تطوعية، وهو شعور جميل لهذا العدد من المتطوعين كما قال، وتابع:

ولكن ذلك لا يرتقي لمستوى طموحنا، الذي يمكن أن يتحقق في ظروف أخرى؛ مضيفاً: إن الدعم الحكومي القوي والمباشر نجح في بداية السبعينيات وحتى نهاية الثمانينات بانتاج حالة مسرحية قوية ضخمة، ما أعطى الفرصة لتقديم الجيل السابق أعمالاً جميلة، أثبتت نفسها ولفتت الانتباه على المستوى المحلي والخارجي. لذا تحتاج الحركة المسرحية اليوم إلى أن تستثمر بكفاءة أكبر الإمكانيات المتاحة.

كما أنها مطالبة في إيجاد مزيد من الاستثمار في المسرح، لتتوسع قائمة المشتغلين بالمسرح من كتاب وممثلين ومخرجين وموسيقيين وفنيين وغيرهم. وفي الواقع، هناك بعض الأسماء التي تبرز اليوم من خلال الورش، وتستحق الرعاية لكي لا تختفي، لأن الإنتاج المسرحي إن لم يتمكن من استقطاب الاستثمار المناسب والكافي، فإنه سيعاني.

تعاون

وتابع القرقاوي: وبالطبع نحتاج إلى التعاون مع الجهات المعنية للارتقاء بالمسرح ولوضع اللوائح التنظيمية المناسبة، لا سيما بما يتعلق بالتزامات المسرح وعروضه تجاه المجتمع، سواء المادية أو الفكرية.

مثل هذا التعاون مع الدوائر والجهات المعنية بالسياحة يمكنه أن يخلق ظروفاً تحفيزية تمكن المسرح والمسرحيين من الإرتقاء بالجانب التجاري لمهنتهم، وتشجع محبي المسرح والجهات الفاعلة على الاستثمار في هذا القطاع ومساندته، وبما يكفل تحفيز المؤسسات الثقافية والاجتماعية مثل النوادي الرياضية، على الإسهام في تطوير المسرحيين أنفسهم، أكاديمياً ومهنياً وعبر ورش العمل المختصة.

جزء من الحياة

وقال الفنان محمد سعيد السلطي: هناك تطورات كبيرة على مستوى أعداد الكوادر الشابة في المسرح، فعدد المشاركين في الورش التي نطلقها أصبح أكبر، وأصبحوا أكثر إحساساً بدور المسرح، وهو ما ينعكس علينا كجيل ويحفزنا على بذل المزيد من الجهد مع هؤلاء الشباب لتستمر مسيرة المسرح وترتقي من مستوى إلى مستوى.

وفي الجانب المادي، يتوجب علينا وعلى كل الجهات المعنية دراسة التجارب العالمية والعربية والاستفادة منها بشكل يمكنه أن يجعل من المسرح مهنة قادرة على إعالة منتسبيها والعاملين فيها، وعلى إنتاج مزيد من الأعمال وضمان استمرار العروض على مدار العام. واستطرد: نحتاج للتوعية بدور المسرح أكثر.. لذلك لا بد من عمل نوع من التوعية لجعل المسرح جزءاً من الحياة.

رؤية وأهداف

وأضاء الفنان عادل بن سيفان على تجربة تطور مسرح دبي الوطني: وضعنا خططاً استراتيجية متكاملة ولدينا رسالة ورؤية وأهداف، ومن ضمن الأهداف الارتكاز على النتائج بمعنى إدارة الموارد البشرية بكفاءة، والمحافظة على المستوى من الأداء والظهور واكتشاف المواهب الجديدة، إضافة إلى قيامنا بعمل الورش.

وهذا يصنع تطوراً في حركة المسرح الموجودة. ونحن نحاول أن نكمل بقية الزوايا ليكون لدى مسرحنا منظومة متكاملة من الشباب، ونفعل ذلك من خلال تنوع الموضوعات في الورش المطروحة، التي تتناول السينوغرافيا والأداء التمثيلي والسينما والديكور والمكياج.

وأضاف: الورش تساعد على تطوير المسرح وكذلك الخطط الاستراتيجية. غير أن عمل الورش يحتاج لأمور كثيرة مثل الديكور والحوافز للمشاركين، وهناك الكثير من الشباب يحبون المسرح وهم يستحقون التكريم، وتلعب الحوافز المادية هنا دوراً هاماً لتحويل مخرجات هذه الورش إلى نتاج مسرحي.

عنصر نسائي

وفي حديث المخرج خالد علي، عضو مجلس إدارة بمسرح دبي الوطني، عن مدى تطور المسرح، قال: هناك تطور ملحوظ في المسرح وازدياد مشاركة العنصر النسائي في الورش المسرحية. وهذا تطور ملموس، ينسجم مع التوجهات التنموية العامة، سواء لجهة تمكين المرأة أو تمكين المجتمع ليكون قادراً على امتلاك أدوات التعبير الفني التي يرسم من خلالها صورته ويقدمها للعالم.

وختم : هناك ضرورة لإيجاد أفكار مبتكرة تؤمن للمسرح تأمين أنشطته، ما يكفل له النمو والتطور، وما يمكنه من إقامة الورش الجيدة وخلق المناخ المناسب للإبداع والتطور والارتقاء بهذا الفن الجميل. نحتاج، في الواقع إلى تطوير نظرتنا إلى المسرح، وأن نبني على تجربة العشرين عاماً الماضية، سواء على المستوى المهني البحت أو على مستوى تأمين الوسائل والكوادر وإيجاد ما يحفز على التمويل.

 

Email