فوتوغرافيا

الذعر من رحلةٍ بلا صور!

ت + ت - الحجم الطبيعي

فصل الصيف يقفُ شاهداً على النسبة الأعلى من امتلاء ذواكر الهواتف الذكية والكاميرات على اختلاف طُرُزِها وقدراتها بآلاف الصور، ذلك أنه الفصلُ المُفضّل للإجازات والرحلات، أي أنه التوقيت الذي تتمُّ فيه أغلب عمليات الاستكشاف خلال العام. وعندما يكتشفُ الإنسان بيئةً جديدة ويشعر بمشاعرَ جديدة تتولّد لديه الحاجة للتوثيق، توثيق المكان الذي اكتشفه والتفاصيل الموجودة فيه، توثيق وجوده فيه في عدة أوقات ولدى ممارسة عددٍ من الأنشطة والمغامرات، توثيق الصحبة والأشخاص الذين التقى بهم وربما الأشخاص الذي تعرّف عليهم وأضافهم لقائمة أصدقائه.

لقد كان كابوساً مرعباً! هكذا تصفُ تلك السيدة التي سافرت في رحلةٍ للاستجمام على أحد الشواطئ. قبل الرحلة أمضت عدة ساعاتٍ في اكتشاف المنتجع الفاخر الذي تقطن فيه والتقاط العديد من الصور ومقاطع الفيديو، ثم لاحظت أن بطارية الهاتف توشك على النفاد، فوضعت الهاتف على وضعية الشحن وتركته لدى قسم الاستقبال ريثما تُنهي استعدادها للرحلة إلى الشاطئ المقصود. حان وقت الرحلة سريعاً لذا شَعَرَت ببعض التوتر لكنها حَزَمَت أمرها وتوجّهت للحافلة التي انطلقت بمن فيها نحو الشاطئ الخلاّب البعيد عن المنتجع نسبياً. وعندما وَصَلَت اكتشفت أن الهاتف ليس في حقيبتها! بل ينتظرها في قسم الاستقبال! تقول: لم أفعل شيئاً يُذكر سوى انتظار الوقت أن يمضي سريعاً كي يصل بي لرحلة العودة ثم لليوم التالي، كي أعيدَ الكَرّة ثانياً برفقة هاتفي لأشعر بمتعة الرحلة!

عزيزي القارئ.. تخيّل معنا أنك عدتَ للتوّ من إجازتك الصيفية التي قُمتَ خلالها بعدة رحلاتٍ لاكتشاف أماكن جديدة، وعند لقائك بأصدقائك بعد العودة، بدأت تَقُصُّ عليهم القصص والمواقف، دون أن تُرِيَهُم أية صور ! تُرى كيف ستكون ردة فعلهم ؟

فلاش

التوثيقُ الذهنيّ للرحلة.. لم يعد كافياً!

Ⅶ جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئيwww.hipa.ae

Email