الفنان الشاب: كل كتلة حجر في داخلها تمثال ومهمة النحات اكتشاف ذلك

محمود فؤاد يستنهض أصحاب الهمم بالنحت

ت + ت - الحجم الطبيعي

«المرء يرسم بعقله لا بيده»، قاعدة كان يؤمن بها الرسام والنحات الإيطالي مايكل أنجلو، مرتكزاً على الفكرة والقضية التي تُحرّك الإبداع بعقله ووجدانه، ثم تبدأ يده بالتعبير والتنفيذ.

وكان يعتقد بأن «كل كتلة من الحجر في داخلها تمثال، ومهمة النحات في اكتشاف ذلك»، ويقول: «إني أرى التمثال في الطبيعة، وكل ما أفعله هو إزالة الأتربة عنه». هذا ما ترجمه الشاب المصري محمود فؤاد (23 عاماً)، عندما أراد أن ينفّذ مشروعاً فنياً لتخرجه، يحمل فكرة ورسالة إنسانية تحفيزية لأصحاب الهمم. اعتملت الفكرة بعقله وسيطرت على وجدانه، فكانت مُحركاً ليديه لينحت عملاً فنياً بديعاً وجد استحساناً من الكثيرين ممن عُرض عليهم ذلك العمل.

 

 

 

 

مشروع

يُجسد محمود، في مشروع تخرجه بكلية الفنون الجميلة قسم النحت في جامعة «المنيا» 2 من أصحاب الهمم، رجلاً وامرأة، يُمسك الرجل شعلة بيدٍ وبالأخرى يُمسك بيد امرأته الجالسة على كرسي متحرك يستنهضها لتقوم معه إلى الأمام، وفمهما مفتوحان بصرخة الحماسة، بينما قدمه مبتورة ويستعيض بقدم اصطناعية بديلة، في رسالة إنسانية بليغة، مملوءة بالقوة والحماسة.

القضية الإنسانية التي يُعبر عنها كانت ومازالت أكثر ما يهتم به محمود، فهو لم يرد إنجاز مشروع اعتيادي أو تقليدي لتخرجه ليحصل على درجات النجاح التي يُنهي بها سنوات الدراسة، لكنه أراد أن يستغل المساحة التي توافرت له، والمنبر الذي يعبر من خلاله عن واحدة من قضاياه.

يقول محمود الذي اكتشف موهبته الفنيّة في الصف الثاني الإعدادي، لـ«البيان»: «أردت تنمية موهبتي، فالتحقت بكلية الفنون الجميلة. شجعتني أمي على ذلك جداً، بعد وفاة والدي واصلت العمل والاجتهاد في المجال الذي أحب، وكان الأساتذة في كليتي يشجعونني لما رأوه في من موهبة كما يقولون».

ويضيف: «أردت أن أنجز شيئاً يُفرح أصحاب الهمم، وهذا ما حدث بعد تداول المشروع على «السوشيال ميديا»، كلمني عدد كبير منهم يدعون لي ويشكروني على اهتمامي. وأعجب أساتذة الكلية بالمشروع، وأعجبتهم التعبيرية التي حضرت في البورتريهات».

«ياريت نهتم بهم».. واحدة من الرسائل التي أراد أن يبعث بها محمود، عبر تسليط الضوء على أصحاب الهمم، ويشير إلى أن من أبرز الرسائل التي أراد أن يبعث بها عبر مشروعه بخلاف استنهاض الهمم ورسائل القوة والإصرار والتحدي، هو تأكيد أن «الإعاقة في التفكير وليست في الجسد، وأن الإعاقة لا تمنع الاندماج في الحياة.. ويبقى الأمل».

Email