البرامج النسائية.. قضايا المــــرأة عـلــى طاولة الحوار

ت + ت - الحجم الطبيعي

قضايا كثيرة تتعلق بالمرأة، باتت النساء تطرق أبوابها في عدد من البرامج، التي تفرد لها القنوات الفضائية مساحة واسعة، تتيح من خلالها للنساء أن يدلين بآرائهن في ما يجري حولهن.

وأن يناقشن قضايا مجتمعية، وإمكانية تمكينهن اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً. معظم هذه البرامج استطاعت أن تحقق النجاح المطلوب منها، وأن تصل إلى أكبر شريحة ممكنة من «بنات حواء»، وأن تتحول إلى مصدر للمعلومة الصحيحة.

فيما ذهب بعضها نحو التطرف، سواء من خلال هجومها على الرجل، أو طرحها لعدد من القضايا الحساسة، الأمر الذي أدخلها قفص الاتهام، لاسيما بعد خروجها عن خط التوعية الذي سلكته في بداياتها، وتخليها عن طرح المشكلات المجتمعية التي تعاني منها المرأة في بعض الدول العربية، وأن تسن لها حلولاً تتناسب معها، الأمر الذي أدى إلى جعل هذه البرامج عرضه للهجوم من قبل الرجل.

مناقشة القضايا

قائمة البرامج النسائية على الفضائيات العربية، تكاد تكون طويلة، فلم تعد قاصرة على «كلام نواعم» أو «الستات ما يعرفوش يكدبوا» أو «دنيانا» و«صبايا الخير»، وغيرها الكثير، إلا أن اللافت أن بعض هذه البرامج، استطاعت أن توجد لها مكاناً ليس في قلب المرأة وحسب، وإنما في قلب الرجل أيضاً.

وذلك لالتزامها في السير بخط توعوي، وقدرتها على ملامسة هموم المرأة والرجل معاً، ومعالجة ما يحيط بهما من قضايا مجتمعية، وهو ما يظهر من خلال طبيعة الأشخاص الذين يحلون ضيوفاً على هذه البرامج، والتي لا تفرق بين «رجل وامرأة»، بقدر اهتمامها بإيجاد حلول للقضايا المطروحة على طاولتها، مثل برنامج «كلام نواعم» الذي قد يكون الأقدم على الشاشة العربية.

حيث تتولى تقديمه ثلة من الإعلاميات اللواتي أخذن على عاتقهن مناقشة كافة القضايا المجتمعية، بطريقة متوازنة إلى حد ما، مع مراعاة الموازنة بين ضيوف البرنامج، ولكن ما يميز هذا البرنامج هو حرصه على أن يكون منوعاً، وغير قاصر على جانب واحد فقط، أو كل ما يتعلق بالمرأة فقط.

طابع اجتماعي

على ذات النسق، يكاد برنامج «الستات ما يعرفوش يكدبوا»، والذي يتخذ طابعاً اجتماعياً بحتاً، عبر طرحه لقضايا مهمة تمس كافة المجتمعات العربية، فيما يحاول القائمون عليه أحياناً «كسر التابوهات المجتمعية»، عبر طرح قضايا حساسة من قبيل التحرش وختان الفتيات.

والتي تأتي تحت شعار «رفع مستوى الوعي»، ولكن أحياناً يكون لهذا الطرح ردة فعل عكسية بأن يفتح رواد «التواصل الاجتماعي» «نيرانهم» على البرنامج، الذي تذهب مقدماته أحياناً إلى تجاوز الخطوط عبر مهاجمة الرجل.

حكايات

على الطرف الآخر، هناك برنامج «حكايات نهاد» الذي تقدمه المحامية نهاد أبو القمصان، والذي اتخذ خطاً مغايراً، من خلال محاولة زيادة وعي النساء حول حقوقهن القانونية.

ورفع مستوى السلام الداخلي لديهن. نجاح هذا البرنامج ارتبط بطبيعة المواضيع التي تطرقها نهاد أبو القمصان، والتي تقدمها بلغة بسيطة، خالية من التعقيدات التي تمتاز بها القوانين، وسعت فيه إلى فرد مساحة «شديدة التخصص في القضايا النسائية»، الأمر الذي جعل من البرنامج «وجبة دسمة».

الإعلامية ريهام سعيد، والتي عادت أخيراً إلى شاشة التلفزيون، استطاعت أن تقدم من خلال برنامجها «صبايا الخير»، قضايا مختلفة تمس المرأة العربية بشكل عام، رغم أنها أحياناً تذهب فيها نحو التطرف، وذلك بالاعتماد على نوعية القضية المطروحة على طاولتها. ورغم ذلك يشعر المتابع لبرنامج «صبايا الخير» أن ريهام تحاول أحياناً الجنوح نحو اختيار «عناوين» وقصص مثيرة، يبدو أن كثيراً منها قد خرجت من ردهات المحاكم.

«تحيا الستات»

في المقابل، وضعت الإعلامية راغدة شلهوب نفسها في مرمى نيران الجميع، بعد تقديمها لبرنامج «قطعوا الرجالة»، والذي تم تغيير اسمه لاحقاً إلى «تحيا الستات» بقرار من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر، حيث جاء التغيير بسبب عنوان البرنامج وطبيعة المواضيع والقضايا التي تعودت راغدة شلهوب طرحها على طاولة البرنامج.

والتي تركز في الدرجة الأولى على استضافة مجموعة من الفنانات اللاتي تحدثن عن علاقتهن بالرجال، والتطرق إلى بعض التجارب الفاشلة في الزواج، وهو ما أفضى إلى خروج العديد من التصريحات اللافتة على لسان بعض الفنانات، الأمر الذي جعل من البرنامج مثيراً للجدل على الساحة. ورغم ذلك لا يمكن الجزم بأن كافة البرامج النسائية، تحولت إلى حوارية، أو ساحات هجوم، والمتابع لها، سيجد أن بعضها حرصت على التنويع في فقراتها، من خلال تخصيص فقرات خاصة بالطهي والتجميل والصحة.

تركيز

سعت بعض البرامج إلى التركيز في الفقرات على كل ما يمكن أن يساعد المرأة على تنمية ذاتها، والكشف عن قدراتها ومواهبها، وإلقاء الضوء على بعض الجوانب الخاصة في حياة المرأة، وتتعلق بتفاصيل حياتها اليومية، وعلاقتها مع نفسها.

Email