كتابه نصائح وإرشادات ترسم مساراً سليماً للعمل الإداري المثمر

بن حاسوم يقدم تجربته الإدارية في «مدير لأول مرة»

عوض الدرمكي متحدثاً

ت + ت - الحجم الطبيعي

«إذا كنت ممن وفقه الله وابتسم له الحظ ليكون مديراً، ستنتابك مشاعر فرح وستقابلها مشاعر خوف وتوتر، فلست وحدك من يشعر بذلك، ستمر سريعاً بك لحظات الفرح تعقبها مرحلة (الورطة) إن صح التعبير، وأنت تتساءل من أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟ وماذا يجدر بالمدير فعلاً أن يعمل؟».

هكذا استهل الكاتب والأديب الإماراتي عوض بن حاسوم الدرمكي حديثه عن رسم المسار الصحيح للإدارة المثمرة، جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها أمس، وناقش خلالها كتابه: «مدير لأول مرة» في مسرح دائرة التنمية الاقتصادية، بحضور موظفي مجلس أبوظبي للجودة والمطابقة، ولفيف من الطلبة المهتمين والإعلاميين.

وقال الدرمكي: «إن فكرة هذا الكتاب كانت وليدة مطالبة العديد من الزملاء لي بتقديم نصائح أساسية لكل من يتقلد منصباً قيادياً، وتسجيلها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، فقمت بجمع مادة لبعض النصائح والإرشادات التي ستكون مفيدة لكل مدير جديد، وضمنتها كتاباً يسهل الرجوع إليه والبحث فيه عما يهم كل شخص، ومن هنا ولد كتاب (مدير لأول مرة)».

قرارات ونتائج

وحول استراتيجيات تأهيل النفس لعالم الإدارة ودخولها بخطوات ثابتة، قال الدرمكي إن كل قرار يتخذه المرء ستكون له نتائج كثيرة، وربما كبيرة، فإن كان قراراً صائباً فتداعياته ستكون بصورة مرضية له ولمن اختاره لهذا المنصب وعلى المؤسسة ومن بها ومن يتعامل معه بشكل أساسي، وإن كان خلاف ذلك فإن الأمور ستكون معقدة لك لاحقاً لإعادة تقديم نفسك بوصفك شخصاً جديراً بالمهمة التي أوكلت إليك.

ركائز

أشار عوض بن حاسوم، وسط تفاعل كبير من الحضور، إلى ركائز بناء القوة الذهنية لدى المدير الجديد، كونها المحرك الذي سيحدد إن كان هذا المدير سيذهب بعيداً في عالم النجاح المحفوف بالتحديات والمنافسة الشرسة والمصاعب، أم أنه سيصبح كبقية الباحثين عن السلام والعيش في الزوايا البعيدة، فالخيار هنا هو الحد الفاصل بين من يَهوى ارتقاء السماء ومن يقبع في الأرض.

كنوز

وقال الدرمكي: «لا أحد يبدأ من القمة، ولم يتألق شخص مهما كانت موهبته بأكمل صورة منذ البداية، فكل شيء يحتاج لصبر ودوام تحسين، ولن يطالبك أحد بأن تكون أفضل من جاك ويلش، فور أن تستلم مهامك الجديدة، لكن ضع في حسبانك ألا تفوت فرصة لتطوير قدراتك مديراً أو قائداً، فمَن حولك هم أشبه بمغارة علاء الدين المملوءة بالكنوز الثمينة التي تنتظر منك أن تنقب عنها وتستفيد منها إما بشكل شخصي كاستفادتك من معلومة أو تعلم مهارة من غيرك، أو بشكل جماعي بخلق فريق عمل عالي الفعالية من الموهوبين حولك».

بيئة محفزة

وحول بيئة الإدارة بوصفها مكمن الطاقات، قال الدرمكي إن البيئة الجيدة والمحفزة والمشجعة تقدم لك أفضل إنتاج، بعكس البيئة المثبطة التي لا ينفع معها أقوى الناس في اختصاصهم، لأنها تسهم في إنهائهم، فإذا عملت الشيء نفسه بالطريقة نفسها فستحصل على النتائج نفسها، وإذا عملت الشيء نفسه بقوة أكبر وبجهد أكبر فستحصل على النتيجة نفسها بكمية أكبر، هذه معادلات معروفة، ما تحتاجه هو تغيير الأمور في الوسط، تغير الأشخاص، غير إجراءاتك، البعض يقول إن الأمور صعبة، ويقول البعض إنك وضعت يدك على الجرح، عدِّل الإجراء، ستختلف النتيجة، فالإبقاء على الإجراء وإضفاء هالة القدسية عليه لن تغير النتيجة.

خبرة سنين

يقدم كتاب «مدير لأول مرة» نتيجة تجارب ومهارات وخبرة سنين يقدمها عوض الدرمكي بين دفتي كتاب، ليقدم خطوات بسيطة ترسم مسارك وأنت تمضي نحو وضع بصمتك على خارطة القيادة الإيجابية، والإدارة الناجحة، وكيف تبني استراتيجيتك في الإدارة بذكاء ومرونة لتتحدى كل العواصف وتمضي بسلام وتحدد أهدافك بكل إتقان.

Email