ستصبح الشاعرة والكاتبة والموسيقية الأمريكية، جوي هارجو، في الخريف الشاعرة الرسمية الـ23 للولايات المتحدة، ما يجعلها أول أمريكية من السكان الأصليين تشغل هذا المنصب.

وفي تعليق على الخبر، كتبت إلى وكالة اسوشيتد برس تقول: «كنت سفيرة شعر غير رسمية على طريق الشعر لسنوات، كنت في كثير من الأحيان الشاعرة الوحيدة أو الشاعرة من السكان الأصليين التي التقى بها كثيرون ورأوها وسمعوها».

قالت إنها تريد أن تجلب المساهمات الشعرية لشعوب القبائل الهندية إلى الواجهة وتشملها في نقاش الشعر، فهذه البلاد بحاجة إلى شفاء عميق: «نحن في لحظة تحول في التاريخ الوطني وتاريخ الأرض»، وهي التي نظمت شعرها: «تأخذ نفساً مطولاً من مركز الأرض وتنفخ. كل أوجاع القلب يُغفر لها».

وفي شعرها «هذا الصباح أصلي من أجل أعدائي» قرأت لـ «ان بي ار»:

من الذي أدعوه عدوي؟

عدوي يجب أن يكون جديراً بالمشاركة.

أدور باتجاه الشمس وأستمر في المشي.

إنه القلب الذي يطرح السؤال وليس عقلي المتطاير.

.. .. ..

الباب إلى العقل يجب أن يفتح من القلب فقط

العدو الذي يدخل يغامر بخطر أن يصبح صديقاً؟

تستمد الشاعرة العضو في «موسكوجي كريك نايشون»، كثيراً من قصص سكان أمريكا الأصليين ولغاتهم وأساطيرهم، لكنها أفادت في مقابلة مع «أن بي أر» أنها لا تحاول ذلك عن وعي، «عندما تترعرع في ثقافتك، تملك ثقافتك وأنت موجود فيها، لكنك أيضا في الثقافة الأمريكية، وهذه طبقة أخرى».

هارجو تخلف ترايس كي سميث كـ«ملكة شعراء الولايات المتحدة ومستشار في أمور الشعر»، تم إعلان ولايتها أخيراً من قبل أمينة مكتبة الكونغرس كارلا هايدن التي أفادت في بيان: «بالنسبة إليها، الأشعار تنضح بالأحلام والمعرفة والحكمة، ومن خلالها، تخبر قصة أمريكا عن التقاليد والخسائر والحساب وصنع الأساطير.. وهي تصلنا بالأرض بقوة وبالعالم الروحي بغنائية حية مبتكرة تساعدنا على إعادة تخيل ما نحن عليه».

اعتبرت هارجو تعيينها تكريماً كبيراً لأهل البلد الأصليين في هذا البلد، عندما «اختفينا وتم تجاهلنا إلى حد بعيد».

هي مؤلفة ثمانية دواوين شعرية، بما في ذلك كتاب الشعر الحائز جائزة «في الحب المجنون والحرب» (1990). وكتبت أيضا مذكرات وأدب للأطفال والشباب. وسوف تصدر لها مجموعة شعرية جديدة تدعى «شروق الشمس الأمريكي» في أغسطس، عن استمرار السكان الأصليين، كتبت فيها: «لا نزال أمريكا/‏‏ نحن نعلم بشائعات زوالنا /‏‏ نبصقها. تموت /‏‏ قريباً».

مذكراتها تناقش إدمان والدها على الكحول، وزوج أمها المسيء، وأمومتها في سن المراهقة، وزواجها الفاشل والعيش في الفقر، قبل أن تجد «روح الشعر»، إذا «احتاجت إلى إيجاد صوتها لكي تعيش» حسب قولها.

بعمر 40 عاماً، التقطت ساكسوفناً للمرة الأولى، لكن بجعبتها الآن خمسة ألبومات، وتصف شعرها بأنه يشبه موسيقى صنع النار بضرب صخرتين معاً، إذ تقول إنها: «تضرب الكلمات معاً بإيقاع وجودة صوت ولعب عنيف».

أما بالنسبة إلى موضوعاته، فإنها ترى الشعر دائماً «كمحادثة مكثفة للروح» وإن ما يدفعها لنظمه هي «العدالة والشفاء والتحول». أعمالها تمزج العالمي بالشخصي، وصور العالم الطبيعي بالتفاعلات الداخلية. وتتحدث عن تنوع البشر، لكن أيضاً عن قصة وحدة الذات.