«ايداهو» إميلي روسكوفيتش تحصد «دبلن للأدب»

ت + ت - الحجم الطبيعي

فازت رواية إميلي روسكوفيتش «إيداهو»، الصادرة عام 2017، بجائزة دبلن العالمية للأدب، والتي تمنح في العادة لقامات أدبية كبيرة.

إذ رشحتها للجائزة مكتبة واحدة في بلجيكا، وهي كانت التجربة الأولى لتلك الروائية التي ترعرعت في منزل ريفي في إيداهو وسط بيئة تصفها الكاتبة بأنها نابضة بالحياة وجميلة للغاية لكنها محاطة بالسموم والمخاطر.

جريمة

الرواية التي تدور في عوالم الجبال، حيث ترعرعت روكسوفيتش، تتحدث عن أم قتلت ابنتها الصغرى بفأس أثناء تقطيع الخشب للاستخدام المنزلي على طرف الغابة، لكن الكتاب ليس من نوع الإثارة والتشويق بل «يتكشف تدريجياً عن هاوية نفسية سوف تفسر ما لا يمكن تفسيره» تفيد لجنة الحكام، فـ «الشر القاتل يبقى غامضاً ومحيراً حتى النهاية.

حيث يقف التعاطف والحب إلى جانب القسوة والجريمة، ويلوح الذنب الفردي والصدمة والألم بظلاله الواسعة، كما الغفران والقدرة على العيش في شبه معرفة. وفي النهاية يتحول الكتاب إلى تحفة فنية عن قدرة الموسيقى والشعر والأدب والفن على التجديد والفداء».

الروائية نفسها تقول إن الجريمة تنبع من تجربة غريبة مرت بها أثناء تقطيعها خشب النيران، تذكر أن «كل شيء كان جميلاً بعد وصولها إلى طرف الغابة مع صوت الجنادب والغربان على الأخشاب» وفجأة انتابها «شعور حاد من الحزن كما لو أن المكان نفسه لديه ذاكرة، وقد دخلت فيها». فأدركت أن شيئاً غريباً حدث لها، ولم تستطع إخراجه منها، وكانت كتابة رواية طريقتها لتبيان ما تخيلته حصل في المكان.

بناء الرواية متعرج، فهي مبعثرة جيئة وذهاباً ما بين المناظير المتعددة والتواريخ الزمنية ما بين 1973 و2025، في محاكاة للقدرات العقلية المتناقصة للشخصيات. صور من التكامل والتفكك..وبعض جوانب السرد له صلة بالقصة الأساسية.

«ايداهو» هي تأمل في حدود مخيلة الفرد، والذاكرة وانحرافاتها. فما يمكن أن نفهمه عن الآخرين يعود إلى التخمين الشخصي؟ في رواية بعوالم من الحقائق المتعددة.

Email