مجالس «الغاف» القصصية تحتفي بعام التسامح بالتواصل مع الطبيعة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تجاوزت «الغاف» فكرة وجودها المادي كشجرة صلبة متشبثة بالأرض، منحت ظلها لعابري الصحراء، لتصبح رمزاً وطنياً، منذ اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، شعاراً رسمياً لعام التسامح.

لتحضر هذه الشجرة الرمز بقوة، وتوحي للإماراتيين بالكثير من المبادرات التي تليق بتميزها عن باقي الأشجار، مثل حملة إعلان الغاف «الشجرة الوطنية لدولة الإمارات»، والتي أطلقتها أخيراً مجموعة الفهيم، التي لاقت التكريم من جمعية الإمارات للطبيعة، بالتعاون مع الصندوق العالمي للطبيعة، وأعلنت حين تكريمها عن عقد شراكة استراتيجية جديدة، لإطلاق مجالس الغاف الطبيعية، ضمن حملة «تواصل مع الطبيعة» احتفاءً بعام التسامح.

تقليد سردي

ستتولى المجالس التي ستنظم على مدار عام 2019، إحياء تقليد سرد القصص، وهو تقليد ثقافي عميق الجذور في دولة الإمارات، وسيتم هذا بإشراف خبراء بارزين في الحفاظ على البيئة، بمشاركة من فريق جمعية الإمارات للطبيعية، وبالشراكة مع هيئة البيئة في أبوظبي والصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ليدعوا جميعاً حملة «تواصل مع الطبيعة»، في أمسيات تلهم الشباب في استكشاف النظام البيئي في الدولة، بطريقة السرد القصصي.

حول أهمية هذا المبادرة، قال أحمد عبد الجليل الفهيم رئيس مجلس إدارة مجموعة الفهيم: «ساهمت رؤيتنا المتبادلة حول الاستدامة، والوفاء لقيم وتقاليد بلدنا، في وحدتنا لتعزيز تراث والدنا المؤسس «المغفور له»، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان». وأوضح: «عملنا على هذه المبادرة للمساعدة في نشر الوعي المجتمعي، حول أوجه القوة المتعدّدة التي تتمتع بها شجرة الغاف، وما ترمز إليه في نشأتنا». وأضاف: «إن مرونتها وطبيعتها السخية، وجذورها العميقة التي تعكس في المحصلة نمونا وهويتنا وتراثنا».

تفاعل

لم تكن مبادرة إبراز أهمية هذه الشجرة بمشروع جديد، فقد أطلقت جمعية الإمارات للطبيعة، بالشراكة مع مجموعة الفهيم في عام 2006، الحملة الوطنية «أنقذوا شجرة الغاف»، لحماية هذه الشجرة المُهدّدة بالانقراض. وقد ساهم تصويت السلطات العليا والشركات والمسؤولين الحكوميين والجمهور بشكل كبير في نجاح هذه الحملة.

حول هذا، قالت هنادي محمد الفهيم مديرة مكتب حوكمة عائلة الفهيم: «بدأت رحلتنا منذ 13 عاماً لبناء مجتمع موحد صديق للبيئة، ونتطلّع اليوم للمستقبل، عبر تعزيز تفاعلنا ومشاركتنا مع المجتمع». وأضافت: «سيكون هذا عبر سلسلة من تجمعات المجالس لرواية القصص أمام الجمهور، ونهدف بذلك لإيجاد مجتمع من القادة البيئيين، الذين يقدرون قيمة شجرة الغاف وارتباطها بتاريخنا».

تغيير مستدام

رأت ليلى مصطفى عبد اللطيف، المدير العام لجمعية الإمارات للطبيعة، أن هذه المبادرة ستُسهم بمنح الفرصة للشباب للتواصل مع الخبراء بالمجال البيئي. وقالت: «إن هذه المجالس ستتكامل مع برنامج تواصل مع الطبيعة، الهادف لتحفيز وتمكين الشباب بالمهارات والمعارف المناسبة لاتخاذ قرارات مستنيرة».

Email