فوتوغرافيا

احذر.. أمامك كاميرا!«2»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لقد حقّقت الكاميرا في العصر الحديث قفزاتٍ تجاوزت طموحات المؤرّخين والمفكرّين، وحتى القائمين خلف صناعة التصوير نفسها. فقد رسّخت مكانتها أمام قوى الشر واستطاعت إيقاف حروب وكشف ألاعيب ونشر معاناة الناس في العديد من أصقاع العالم وصولاً لربط أصحاب المعاناة بصُنّاع الحلول، والإشراف على استبدال الوجع بابتسامةٍ مشرقة.

نجحت الكاميرا على مدى مراحل تطوّرها، في تقديم نفسها خصماً مباشراً للكذب والإشاعة، وصديقاً وفيّاً لكل أصحاب النوايا الخيّرة والمشاريع التنموية والمبادرات الإنسانية الرامية لإسعاد الناس في كل مكان. واستطاعت حجز صفحاتٍ مضيئةٍ في كتب التاريخ بمواقفها ضد العنصرية والتمييز والعديد من السلوكيات البشعة الأخرى، تلك السلوكيات الشائنة التي تركت آثاراً مُدمّرة على مستوى المجتمعات والأفراد معاً.

قائمة الانتهاكات بحقوق الإنسان، وحقوق الطفل والمرأة وغيرها، قائمةٌ طويلة، إلا أن حضور الكاميرا المحمولة عبر الهواتف الذكية، وسهولة التصوير والمشاركة، منحا الكاميرا قوة ردعٍ فوريةٍ أمام المنتهكين على كافة المستويات، فأصبح دورها أكثر حيويةً وديناميكية في توصيف الحقيقة والتعامل معها بسرعةٍ وفاعليةٍ قصوى تجعل المتجاوزين يقفون أمام القانون معزولي الحُجج والبراهين! فعندما تنطق الكاميرا بحقيقة ما لا تدع مجالاً للتحايل وتحريف مسار الأحداث!.

عندما نقفُ وقفةً تحليليةً أمام الدور الرادع الذي تلعبه الكاميرا، نجد أن نجاعتها باتت عُرفاً اجتماعياً سائداً ذا انتشارٍ متصاعدٍ بشكلٍ يوميّ، فقد تناقصت مستويات الانتهاك والتعدّي والتسبّب بالأذى بشكلٍ كبير، لأن من ينوي ارتكاب هذه الأفعال الشائنة يدرك تماماً أن احتمالات عرض مقطع فيديو كامل لجريمته، كبيرةٌ جداً!، لذا فمن التعقّل أن يُحجم عن ذلك! فالكاميرا كفيلةٌ ليس فقط بكشف الحقيقة! بل بنشر فعلته القبيحة لكل الناس إلى أن تُصبح ضمن قائمة «الأكثر مشاهدة»!.

فلاش

التصوير.. صنعة استبدال الاحتمالات.. بالحقيقة

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

Email