«ترايل باي فاير» يعلن نهاية الطراز القديم للدراما النابضة بالغضب

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد عرضه الأولي في مهرجان «تيلورايد» السينمائي إلى جانب عناوين أكثر بريقاً، خرج فيلم «ترايل باي فاير» الدرامي القائم على قصة حقيقية، من جوائز المهرجان.

لكن الوضع كان من الممكن أن يكون مختلفاً في زمن آخر، يقول الناقد السينمائي بنجامين لي في صحيفة «غارديان» البريطانية، الفيلم وراءه مجموعة من الفائزين أو المرشحين للأوسكار، من أمثال المخرج إدوارد زويك، وكاتب السيناريو غيفوري فلتشر، والممثلة لورا درن، نوع من مشروع كان من الممكن أن يكون منافساً في أوقات أكثر بساطة.

قد يكون الفيلم من الطراز القديم للدراما، وهناك إحساس بنوع من فيلم سينمائي من منتصف الثمانينات. تم تناول قصة الفيلم في فيلم وثائقي عام 2011، وهي تدور عام 1991، عندما استيقظ كاميرون تود ويلنغهام البالغ من العمر 23 عاماً على صوت بكاء، منزله يحترق وبناته الثلاث محاصرات في غرفة أخرى، وتتهمه الشرطة بأنه متورط في وفاتهن، وتبدأ المحاكمة، ويظهر الدفاع عن ويلنغهام غير قادر على إنقاذه لا من الإدانة ولا من عقوبة الإعدام.

إيقاعات

ثم تجمعه ظروف غير متوقعة بعد سبع سنوات بكاتبة المسرحيات إليزابيث غيلبرت التي تلعب دورها الممثلة لورا ديرن، لا يزال في انتظار تنفيذ حكم الإعدام، بعد أن رضي بمصيره، لكن غيلبرت تبدأ في الحفر في القضية، فتبدأ فكرة إقامة العدل تتسلل إليه.

الإيقاعات متوقعة في تلك القصة، وفيما يتسرب تيار الغضب عبر الفيلم، يبدأ الفيلم في التحول من قصة رجل مظلوم إلى لائحة اتهام دامغة لنظام قانوني بأكمله.

كان الفيلم الوثائقي قد منح وعياً متزايداً بحيثيات ما جرى داخل قاعة المحكمة، لقد تم خيانة ويلنغهام من قبل نظام حكم عليه بأنه مجرم حتى قبل البدء بالتحقيق، ونص فلتشر لا يحجم عن تناول مستويات مختلفة من عدم الكفاءة واللامبالاة التي أبقته محبوساً لسنوات عدة. الفيلم لا يصور ويلنغهام كرجل مثالي وحكيم، بل كرجل انفعالي ومثال للعنف، لكنه يطلب منا أيضاً تجنب إصدار الأحكام، مع ندرة من المشاعر الإنسانية تجاهه.

ويعرف عن الممثل جاك أوكنيل الذي يلعب دور ويلنغهام أنه ليس غريباً عن لعب شخصيات شريرة ووحشية، وهو يقوم بالدور بنفس القدر من البراعة في تصوير الصورة الخشنة والناعمة، مساهماً في إضافـــة بريق على صناعة أفلام مملة قليلاً.

حقائق

بدورها، تدخل الممثلة درن في منتصف الطريق، لكنها تحمل معها الشجاعة المطلوبة للانغماس في سرد متقطع، فيما الفيلم يتفادى الدخول في لحظات من الصراع أو المناجاة جاعلاً محاولات غيلبرت لتحريره تبدو واقعية ومحددة.

أعمال زويك بدوافع كرسائل مغروسة في الفيلم وإخراجه يبدو من الطراز القديم، ربما لهذا من السهل فهم لماذا دفن «ترايل باي فاير» في موسم المكافآت الذي جلب أفلاماً بدت جديدة، يقول النقاد السينمائيون، لكن القصة مع ذلك تستحق المشاهدة، وتقدم حقائق من الصعب ألا تثير السخط.

Email