بطولته الجماعية أثارت إعجاب روّاد «التواصل الاجتماعي»

«الحرملك» يكسر نمطية الأعمال التاريخية

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد تعثر مسيرته لنحو عامين كاملين، نجح مسلسل «الحرملك» في حجز مكانة لنفسه على قائمة الدراما الرمضانية، ليثير بثلة نجومه وبطولته الجماعية إعجاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، والذين رأوا في بعض تفاصيله استنساخاً لـ «حريم السلطان» التركي، وهي تهمة سعى القائمون على «الحرملك» إلى دفعها عنهم، معتبرين أن الفترة التي يناقشها العمل لا تعتبر حكراً على أحد.

أحداث «الحرملك» تدور في إطار «خيالي»، وتحاكي إرهاصات نهاية الحكم العثماني في القرن التاسع عشر مع بدء انهيار السلطنة إبان تراكم الديون وانتشار الفساد والانفلات، وقد استطاع من خلال حلقاته الأولى أن يزيح «باب الحارة 10» عن المشهد، كاسراً بذلك نمطية الأعمال التاريخية العربية، والتي غابت عن المشهد الدرامي الرمضاني هذا العام.

فخامة

ملاحقة تهمة استنساخ «حريم السلطان» للعمل وطاقمه، دعت مخرجه تامر اسحق إلى الخروج عن صمته، ليقدم «صك براءة» العمل من التهمة، ذاكراً أنه «الحرملك» يتقاطع مع بعض الأعمال التركية من ناحية الإنتاج وفخامة الديكورات وتعدّد النجوم فقط، مبيناً أن الفترة التاريخية التي تدور فيها الأحداث، لم يسبق للدراما العربية أن سلطت الضوء عليها من قبل، في حين استفادت منها الدراما التركية كثيراً، مؤكداً أن هذه الفترة لا تعد حكراً على أحد.

الأمر ذاته، انسحب أيضاً على كاتب المسلسل، سليمان عبد العزيز، الذي دافع هو الآخر عن «الحرملك»، مؤكداً أن ما قدّمه الأتراك عن تلك الحقبة ليس حِكراً عليهم فكل الولايات في تلك الفترة تتقاطع في كثير من العناصر الحياتية من مأكل ومشرب ولباس، مبيناً أن «الحرملك» لا يعد مسلسلاً توثيقياً لتلك الفترة الزمنية، وإنما هو عمل فانتازيا خيالية، تقوم على حكاية صاغها وفق رؤيته الخاصة لتلك المرحلة.

قرب

وبغض النظر عن تهمة استنساخ «الحرملك» لـ «حريم السلطان» أو بعض من تفاصيله، فقد استطاع العمل أن يفرض نفسه على الساحة، وأن يكسر نمطية الأعمال التاريخية، باعتماده على اللهجات المحلية، مع وجود عنصر اللغة الفصحى، الأمر الذي جعل من العمل أقرب إلى المشاهد العربي، وفيه نظرة جديدة لطبيعة الأعمال التاريخية العربية، وهو ما دعا البعض إلى اعتبار أن المسلسل تمكن من تسجيل نقطة إيجابية في مرمى الدراما العربية، خاصة وأنه جمع في قائمته ثلة من نجوم الدراما العربية، وعلى رأسهم السوري جمال سليمان، وباسم ياخور، وسامر المصري، وسلافة معمار، والتونسية درة زروق، وقيس الشيخ نجيب، وجيني إسبر، كما ضمت القائمة أيضاً المصري خالد الصاوي وأحمد فهمي، وغيرهم من نجوم الصف الأول.

العمل الذي صور بين الإمارات ولبنان، يبدو أنه يتجه أيضاً إلى كسر نمطية عدد الحلقات التي تعتمدها الدراما العربية، حيث يتوقع أن لا يسدل العمل ستائره مع وصول الموسم الرمضاني إلى نهايته، حيث سيواصل «الحرملك» أحداثه التي يتوقع أن تمتد على أكثر من 60 حلقة، وهي خطوة تعتبر جريئة في الدراما العربية.

Email