في أولى أمسياته الرمضانية

«جمال بن حويرب للدراسات» يدعو لتسجيل الوثائق لدى الأرشيف الوطني

■ جمال بن حويرب وأحمد الحداد وعلي الهاملي وشهاب غانم وضيوف المحاضرة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا المستشار والمؤرخ جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الجمهور في الإمارات (مواطنين ومقيمين) إلى عدم إتلاف أية وثيقة مهما كان نوعها، والمبادرة إلى توثيقها لدى الأرشيف الوطني «الاتحادي»، للحفاظ عليها من الضياع والإتلاف بفعل عوامل الزمن والإهمال.

جاء ذلك في أول أمسية ينظمها مركز جمال بن حويرب للدراسات، ضمن برامجه الرمضانية، وسط حضور لافت، تصدرته شخصيات ثقافية ورسمية، على رأسها د. أحمد بن عبدالعزيز الحداد، كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، وعلي عبيد الهاملي، مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، إضافة إلى عدد من الإعلاميين والمهتمين.

تاريخ أمة

وقال ابن حويرب إن وثيقة اليوم تشكل تاريخ الأمة في المستقبل، وأشاد بأسرة «المدافعة - آل المدفع» الذين وضعوا كل ما لديهم من وثائق على «الإنترنت» كي يستفيد منها الباحثون والمهتمون بقيمة الوثيقة وأهميتها، ودعا بن حويرب الأسر الإماراتية لنشر ما تملكه من وثائق على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وبخاصة على «الإنترنت».

وفي التفاصيل وبعد أن قدمه للحضور الدكتور خالد الوزني، المستشار في مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، قال جمال بن حويرب أتشرف في الحديث عن موضوع مهم جداً حول الوثائق وأهميتها في تاريخ الأمم، وهو حديث طويل جداً، ما دفعني إليه غفلة الناس عن قيمة الوثيقة وأهميتها، سواء منها ما يخص التجارة أو الأرض والعقار والدين وغيرها. إذ ألقى المحاضر الضوء على 4 محاور تشكل مضمون محاضرته، تتعلق بأصل الوثائق، أنواعها، أهميتها، والاستفادة منها وتحليلها.

أصل الوثائق

أفاد ابن حويرب بأن الوثيقة لم تأت في اللغة العربية بالمعنى المتعارف عليه اليوم، بل جاءت في معان أخرى، ولم تعرفها العرب بالمعاني السابقة لهذا تخلو المعاجم القديمة منها. وأصل الوثيقة لم يستخدم إلا ما بعد القرن الثالث الهجري بصورة صحيفة أو مجلة، لكن كلمة وثيقة بالمعنى المتعارف عليه اليوم لم تكن معروفة، وهي تعني توثيق الأحكام، وتوثيق المعاملات الرسمية من بيع وشراء وأوامر سلطانية وأحكام قضائية، وكل ما خلفه الحدث التاريخي من أحداث وتركه السلف من آثار. وقد توسعت اليوم لتشمل كل ما يمكن توثيقه، من أوراق قديمة وحديثة وصور ولوحات وصوتيات وفيديوهات.

أنواع الوثائق

وأضاف المحاضر: الوثيقة أصبحت علماً خاصاً مهماً يدرس في كثير من الجامعات الأجنبية، لكن الجامعات العربية لا تدرسه حتى اليوم، ومن أنواعها، الصور التي تعتبر من الوثائق المهمة. وكذلك الرسوم والخرائط، سواء منها السياسية أو العسكرية والاجتماعية والبيئية وغيرها.

ومن أنواع الوثائق أيضاً النصوص بمختلف أشكالها وأنواعها، الإحصائيات، الرسوم البيانية، الصوتيات والفيديوهات. وتحدث المحاضر مطولاً عن بعض هذه الوثائق وأهميتها.

أهمية وتحليل

فيما أكد المحاضر أن الوثائق تشكل المصدر الحقيقي لكتابة التاريخ والبحث فيه، وتعد ذاكرة حية للشعوب، ومادة علمية ينبغي أن يتم التعامل معها بأمانة بالغة، وبخاصة إزاء المصادر المحلية الوازنة.

وواصل: تعتبر الوثائق مصدراً ثرياً ومهماً للمؤرخين، بالرغم من تحدي التقييدات، ومجهولية الأصل والإهمال أحياناً. أما بالنسبة للروايات الشفوية فإنها مصدر مهم لحفظ الذاكرة، رغم ما يعتريها من بعض المبالغات والنسيان في بعض الأحيان، لكنها لا تصل إلى مقدار الوثيقة.

Email