«ندوة الثقافة والعلوم» تناقش «حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصرالله

رواية بمقولات سوداوية تُحاكي «المدينة الفاسدة»

■ علي عبيد الهاملي وعائشة سلطان خلال مناقشة الرواية بمقر الندوة في دبي | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت «ندوة الثقافة والعلوم»، بالتعاون مع مؤسسة «بحر الثقافة»، جلسة نقاشية لرواية «حرب الكلب الثانية» للكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، أدارها علي عبيد الهاملي، نائب رئيس الندوة، والكاتبة عائشة سلطان بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين.

وتعكس الرواية، من خلال خيال طلق وواقعية منفلتة، إلى حد ما، حالاً عربياً وعالمياً مليئاً بالتحديات والصراعات التي تغلب عليها السوداوية في كثير من الأحيان، وهي لا تحذر من المستقبل فقط، ولكن من الماضي والحاضر أيضاً.

إسقاط

بدأ الهاملي الجلسة بعرض فكرة الرواية الفائزة بجائزة «البوكر» 2018، وتحدث عن الجدل حولها، والتي يعتز بها صاحبها كثيراً، بينما قد يختلف مع البعض مقارنة بناتجه المعروف والممتد عبر سنوات طويلة.

وأضاف أن الرواية تدخل ضمن أدب المدينة الفاسدة، وهذا النوع يتعامل مع الخيال أكثر مما يتعامل مع الواقع، وإن كان يصور الواقع المرير والقتل والحروب والشر والتجرد من إنسانية الإنسان. ربما رأى نصر الله في الرواية إسقاطاً على الواقع العربي في الوقت الحالي، وربما لم يكن متأثراً بأدب المدينة الفاسدة، الذي تمثله رواية «1984» لجورج أورويل وغيرها من الروايات التي تمثل نوازع النفس البشرية الشريرة على وجه الخصوص.

تناقضات

وذكرت عائشة أن الرواية نوقشت أكثر من مرة قبل حصولها على «البوكر»، والبعض اعترض عليها، وأن ما استوقفها في الرواية هي التناقضات الواضحة، فنصرالله يريد كتابة «رواية مستقبل»، لكنه لم ينج من سرد بعض الأمور التي قد لا تكون موجودة بعد 200 عام في «مدينة المستقبل» أو «المدينة السوداء»، مثل أن تذهب امرأة لمعاينة عروس ابنها، وهذا بالتأكيد لن يكون موجوداً.

ورأت عائشة أن نصرالله بكتابته هذه الرواية أراد أن يقتحم عالماً اعتقد بأن إمكانياته كروائي تسمح له باقتحامه، خصوصاً أن هذا العالم هو أقرب للشباب والقراء اليوم فمعظمهم يميل لروايات المستقبل التي تحظى بنسبة عالية من التاريخ، ومعروف عن إبراهيم نصرالله مشروعه في الكتابة التاريخية لفلسطين، وهذا جيد لأن على الروائي أن يكتب ويضيف جديداً، وقد صدم إبراهيم نصرالله متابعيه، وجاء بما هو غير متوقع.

والسؤال هل سيكون المستقبل بهذا السواد؟ وهل سيكون القتل فعلاً عادياً، وتتخذ الأمور مجرى مباشراً، من المشاجرة إلى المقبرة؟ تلك الصورة السوداوية في رواية «حرب الكلب الثانية» هل سنصل إليها؟!

وعلقت بأن جائزة «البوكر» هي مكافأة لنصرالله على مجمل مشروعه ومسيرته الروائية، وليس تحديداً عن رواية «حرب الكلب الثانية».

أدب حربي

وتحدثت الكاتبة د. مريم الهاشمي بأن البعض يرى الرواية من أدب المدينة الفاسدة، ولكنها ترى أن هناك أنواعاً مختلفة من الروايات كأدب الجزر وأدب السجون، وتعتبر هذه الرواية من أدب الحروب.

وأضافت أن العمل الأدبي ذائقة أدبية تعتمد على القراء، فالكاتب حين يكتب لا بد أن يكون لديه هدف، فما الهدف من الرواية هل هو استشراف للمستقبل، أم تحد من الروائي في كتابة نوع جديد من الكتابة الروائية، أو جذب جمهور جديد.

وواصلت: «ما لفتني في الرواية التحكم الطاغي في اللغة الروائية، رغم سوداويتها، رغم استشرافها للمستقبل، ليس هناك زمان أو مكان للرواية، ولكن خلال القراءة تستشعر أنها تدور في سوريا أو العراق أو أية دولة عربية تعيش حالة من الصراع وصعوبات الحياة، ولكني أتساءل ما الجدوى من الرواية وتأثيرها في حياة القارئ».

بناء روائي

وقالت الكاتبة فتحية النمر إن الرواية فيها تقاطع كبير مع رواية «1984» و«الأخ الأكبر»، وأن الرواية كبناء روائي ولغة جيدة، لكون الكاتب شاعراً أيضاً، فكانت هناك الكثير من الصور الجمالية، إلا أن الرواية ضمت أيضاً معلومات حول الكثير من الحروب، بغرض توضيح موقفه من الحروب، التي تبدأ لأسباب تافهة وصغيرة، وينتج عنها تدمير وحصد أعداد كبيرة من الأرواح.

استشراف المستقبل

ذكر الإعلامي محمد ولد محمد سالم أن الرواية استشراف للمستقبل، رغم كونها رواية خيال علمي أو تناقش المدن الفاسدة، فإبراهيم نصرالله كتب رواية بلغة جميلة وشيقة وعالية، حتى أن اللغة تأخذك معها بغض النظر عن كونه حواراً أو سرداً.

وأضاف الكاتب ناصر عراق بأن رواية «حرب الكلب الثانية» جيدة، رغم أنها أقل بعض الشيء عن سائر روايات الكاتب، إلا أن الملاحظة الأهم هي الإفراط في العناوين الجانبية التي تقلل انفعال القارئ بالعمل الأدبي.

Email