نظام تحديد المواقع غير حياتنا وأسلوب تنقلاتنا
أصبح نظام تحديد المواقع العالمي الآن جزءًا لا يتجزأ من حياتنا ويستخدمه أكثر من 18 مليون سائح في بريطانيا وحدها حاليا فهو يحدد مكاننا ، وأين يجب أن نذهب بعد ذلك ، نحن ببساطة ندير النظام ونتبع التوجيهات. ولا تستغرق العملية أكثر من 30 ثانية لتخطيط مسارنا ،فهو يحدد إذا كان الشارع في اتجاه واحد أو يأخذنا إلى طريق مسدود.
وقد تم مؤخراً الإعلان عن فوز أربعة أفراد من مبتكري هذا النظام بجائزة "كيو إي" الهندسية التي تبلغ قيمتها مليون جنيه إسترليني.
وأفادت "ديلي تلغراف" أن هؤلاء الأشخاص كانوا رائدين في إنشاء نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
والشاب جوشوا وليامز ، البالغ من العمر 23 عامًا ، هو المسؤول عن هذا النظام العالمي لتحديد المواقع. فقبل عامين كان يتدرب على قيادة السيارات في مسقط رأسه فرجينيا، ومع ذلك فهو اليوم مسؤول عن مجموعة من 35 قمراً صناعياً ، كل واحد منها تصل قيمته إلى 40 مليون جنيه إسترليني وهذه الأقمار ضرورية للممر الآمن لمليارات الأشخاص ، في السيارات والسفن والطائرات في جميع أنحاء العالم.
وتتمثل مهمة وليامز في مراقبة الإشارات من كل من الأقمار الصناعية وشبكة تضم 16 محطة تتبع أرضية على امتداد العالم ، وتوفير عرض ثابت من تصحيحات التوقيت لضمان التزامن التام للنظام.
لكن رئيسته ، جينيفر غرانت ، قائدة سرب العمليات الفضائية "2D" في وحدة سلاح الجو الأمريكي التي تشغل نظام تحديد المواقع ، تطلق على وليامز لقب "أطلس". وتقول: "إنه يحمل ثقل العالم على كاهليه، وهو خط الدفاع الأول في حال حدوث أي مشكلة.
لقد أصبح الضغط على زر ومعرفة مكان وجودنا غير مفاجئ بالنسبة لنا كصورة استقبال على شاشة السيارة ، وتم تصميم نظام تحديد المواقع GPS ،في البداية ، للجيش الأمريكي ، والمعلومات التي توفرها الأقمار الصناعية هي المسؤولة عن القصف الدقيق لآلة الحرب الأمريكية على مدار العشرين عامًا الماضية.
إن النظام الذي ينقلنا من منزلنا في لندن إلى فندق في باريس هو نفسه الذي يسمح للولايات المتحدة وحلفائها بإطلاق صاروخ من على بعد 2000 ميل وتوجيهه إلى الهدف بدقة بالغة.
وقد حسنت تقنية تحديد المواقع العديد من المجالات المختلفة في حياتنا ففي المجال المدني، يتيح هذا النظام زراعة المحاصيل وجمعها ومعالجتها بشكل أكثر دقة. وفي مجال الطيران ، تم اختصار أوقات الرحلات وتكاليف التشغيل ؛ وفي الشحن ، تم تقليل عدد الحاويات المفقودة أو التي يتم توجيهها بشكل غير مباشر.
