الكاتبة الفرنسية «كوليت»: اليد التي تحمل القلم تكتب التاريخ

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقول الكاتبة الفرنسية التي تمثل دورها كيرا نايتلي في فيلم «كوليت» للمخرج البريطاني واش وستمورلاند: «اليد التي تحمل القلم تكتب التاريخ»، في تحذير مبطن إلى زوجها ويلي، لكن كوليت في الزمن الذي ألفت فيه بنجاح واسع سلسلة رواياتها «كلودين» ليست الشخص الذي فاز بالشهرة والثروة، إنما زوجها ويلي الذي يمثل بطولته في الفيلم دومينيك وست، الذي نشر أعمالها باسمه للحفاظ على سمعته بوصفه كاتباً غزير الإنتاج.

قصة كوليت ليست نادرة، كما تفيد صحيفة «إندبندنت» البريطانية، بل إن الظاهرة منتشرة كثيراً في عالم العلوم. وفيما ألفت كوليت تلك الكتب لم تستطع استعادة قصصها إلا بعد وفاة ويلي عام 1931، أي بعد 31 عاماً من نشر كتابها الأول، حيث توجهت للمحكمة لتؤكد أنها المؤلف الوحيد للكتب، مطالبة بإزالة اسمه عن أغلفة كتبها. كانت قد طُلّقت منه قبل 20 عاماً، ونشرت عملها الأشهر «جيجي» الذي ألهم الفيلم الحائز جائزة الأوسكار عام 1958.

عدالة

قصة كوليت هي الأخيرة بين سلسلة أفلام لهوليوود لتحقيق العدالة للنساء العظيمات بأثر رجعي، في إعادة سرد قصصهن، ولم تكن جميعهن محظوظات مثل كوليت.

حياتها، مع ذلك، كانت تشبه بشكل صارخ حياة الرسامة مارغريت كاين، التي كانت أيضاً موضوعاً لفيلم من إخراج تيم بيرتون بعنوان «العيون الواسعة»، عام 2014، وقد فازت إيمي آدامز بغولدن غلوب على دورها فيه. وفيما عمل ويلي على إقناع كوليت بالعمل معه، فإن والتر كاين لم يطلب من مارغريت إذنها.

رسومات الأطفال بالعيون الواسعة أثارت فضول الشعب الأمريكي، وأصبح زوجها ذا شعبية واسعة، وعندما اكتشفت مارغريت الأمر بعد عام التزمت الصمت، وقد أوضحت لاحقاً: «في وقتها كانت النساء تسير جنباً إلى جنب مع أزواجهن»، وكان زوجها قد منعها عن أصدقائها، وقال لها: «إذا أخبرت أحداً فإني سأقضي عليك». وقد رفعت دعوى بعد 15 عاماً من فراقها عنه، وفازت بالقضية وبتعويض 4 ملايين جنيه إسترليني، ولم تحصل على شيء حيث كان والتر قد أنفق الثروة بأكملها.

متاجرة

كانت صفقة مع الشيطان (الأزواج)، إذ تفيد «إندبندنت»، إذ كانت كوليت ومارغريت تعلمان أن الفنانات نادراً ما يؤخذن على محمل الجد في العالم، فتاجرن بهويتهن في سبيل ازدهار أعمالهن، لكن تضحيتهن كانت أمراً شائعاً، وقد أدركت السينما أن قصصهن هي أيضاً قصص النساء اللاتي غلبن مساهمتهن فوق مجدهن الشخصي. وهنا تكمن رمزية فيلم آخر «هيدن فيغرز» لثيودور ملفي الصادر عام 2016 عن تلك النساء اللاتي ساعدن في وضع أمريكا في الفضاء، ونادراً ما تم الاعتراف بهن في الدوائر الأكاديمية، وتلك أيضاً قصة روزاليند فرانكلين في فيلم «فوتوغراف 51» للمخرجة آنا زيغلر، الصادر عام 2015 من بطولة نيكول كيدمان، الذي سرق منها إنجازها الذي كان حيوياً في اكتشاف جيمس واتسون وفرنسيس كريك البينة الحلزونية المزدوجة التي حققت لهما جائزة نوبل، فيما اسم فرانكلين دفن في الملاحظات المرجعية.

إذ أن الفن يقدم الفرصة لإعادة كتابة قصص النساء المهمشات في التاريخ ورسم حياتهن في المخيلة الشعبية ومسح الظلم عنهن.

Email