فوتوغرافيا

الإنسانية.. من مُكوّنات العدسة! "1"

ت + ت - الحجم الطبيعي

مع إشراقة كل صباح، هناك مصورون ومصورات يستيقظون على نداءٍ داخليّ عميق الفكرة والمفعول، يجهّزون عدساتهم، ويعاينون خططهم اليومية، ثم ينطلقون بهدفٍ واحد، تطويع مهاراتهم الفوتوغرافية في التقاط صورٍ تفيضُ بالوجع، ومشاهدَ غارقة في متاهات الألم، يختارون الصور الأكثر تعبيراً عن الحالة المأساوية التي يعيشها البعض، والتي تعكس طبيعة المعاناة التي يتعرّضون لها.. ثم ينتقلون للمرحلة الأهم، منح الأجنحة المناسبة للصورة، لتسافر في كل مكان، صانعةً الأثر المتزايد، وحاجزةً مكانها ضمن قضايا الشأن العام، محاولةً قدر الإمكان أن تكون على رأس الأحاديث المتداولة بين الناس لفترةٍ من الزمن.

للصورة تاريخٌ طويل في قلب مسار الأحداث، وإيقاف الحروب، ولفت نظر الشعوب نحو أمورٍ كانت غائبةً عنهم، وبالتالي، اتخاذ خطواتٍ إيجابيةٍ للتعامل معها. أوجاع الإنسانية أكبر من أن تُختصر في كلمة أو جملة! فهي متنوعة ومتفاوتة، ومع المراحل الزمنية يطرأ عليها بعض التحوّلات والتغييرات. لكن المبدأ الذي تؤمن به العدسة تجاهها، يبقى واحداً. إنها الطمأنينة الناعمة، التي تسري في أوصال عددٍ كبيرٍ من المصورين حول العالم، عندما يلمسون بأيديهم صناعة الفارق الذي أحدثته صورهم! وعدد تأوّهات الألم ونظرات الحزن التي انقلبت لابتساماتٍ سعيدةٍ وقلوبٍ مُمتنّة.

المصور الحقيقي يزداد يقينه كل يوم، بأن دور المراقب للأحداث لا يليق به، لأن نفوذ الصورة أكبر، ولأن سجل الإنجازات البصرية في حقول الإنسانية، أعظم من أن يتمّ تجاهله! لذا، تجده متوقّد الذهن حادّ البصيرة تجاه ابتكار المشاريع التي تخفّف الأوجاع، وتوقف نزيف الآلام، وتضغط باتجاه صناعة الحلول.

أقليّةٌ من المصورين مبدعون في نشر صورهم الصادحة بأوجاع الإنسانية، بتواترٍ مدروس، كيلا يمنحوا فرصة للتجاهل بالظهور في المشهد، لهم منّا كل التحايا والتقدير.

فلاش

نفوذ الصورة الإنسانيّ.. دائم التوسّع والتأثير

جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي

www.hipa.ae

Email