فوتوغرافيا

في البراري.. ابتسامات تُحييها الكاميرا

ت + ت - الحجم الطبيعي

الانطباع الطاغي عن الحياة البرية من المنظور الفوتوغرافي، والذي يغلب عليه العنف والقسوة وصولاً للافتراس، قد يكون ظالماً إلى حد ما قياساً بواقع نوعية الحياة اليومية في البراري، إلا أن هناك تبريراً منطقياً يفرض نفسه في هذه المعادلة، مفاده أن الجاذبية البصرية لصور الحياة البرية تعتمد على إثارة القصة وقوة التعابير فيها! العين اعتادت على منطق الصراع في هذا النوع من الصور الذي يُكلّف أصحابه جهداً ومالاً بجانب التعرّض للمخاطرة في بيئة البراري المحفوفة بالمفاجآت.

على الضفة الأخرى المقابلة للباحثين عن الصور المفعمة بالإثارة الحركية، هناك عدسات استطاعت نقل مشاهد برية طريفة قد لا يصدّق المتابعون حدوثها لولا وجود الإثباتات الفوتوغرافية الدامغة، القادرة على انتزاع الابتسامة وتعديل المزاج خلال لحظات. من قال إن صناعة الكوميديا مرهونة بالبشر؟ سكان البراري الأصليون لهم آراء أخرى. في العديد من المسابقات الفوتوغرافية البرية ظهرت مجموعات من الصور المدهشة من حيث تكوينها الكوميدي العفوي والذي لا يدع مجالاً لمقاومة الضحك فور مشاهدتها! إن طبيعة العلاقات بين الكائنات الحية في البراري، تحتوي على العديد من المفارقات والمواقف والتعبيرات الطريفة التي تستحق بجدارة أن تظهر على أهم الأغلفة.

الضحك يُعتبر «العلامة الأبرز للتواصل الاجتماعي بين البشر، فهو ركن أساسي للعلاقات، بجانب دوره الأساسي في تحسين المزاج والصحة» حسب روبرت بروفين أستاذ علم النفس بجامعة ميريلاند، كما أن الضحك ولو لوهلة على موقف كوميدي كان له أثر في تحفيز القدرة على حل المعضلات بنسبة 20%، بحسب مارك بيمان من جامعة دريكسل، وجون كونيوس من جامعة نورث ويسترن.

وفقاً لذلك، يبدو أن العدسة قادرة على منح هذه القيمة الهامة للإنسان، وتحسين سمعة الحياة البرية والتخفيف من حدّتها في الوقت نفسه.

فلاش

ما يحدثُ بعيداً.. تجده بجوارك.. بفضل الكاميرا

 جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي www.hipa.ae

Email