الشاعر الأردني عبدالله أبوبكر: «زايد للكتاب» الأهم على الساحة الثقافية العربية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تردد عنوان المجموعة الشعرية «الحديقة داخل البيت» للشاعر الأردني عبدالله أبوبكر كثيراً في الفترة الماضية؛ كونها أهلته للوصول إلى القائمة الطويلة في جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع «المؤلف الشاب»، عن ذلك قال في حديثه لـ«البيان»: «تعد جائزة الشيخ زايد للكتاب الأهم في ساحتنا الثقافية، وقد استطاعت أن تلفت انتباه أبرز المبدعين العرب إليها». وأضاف: «ترشح مجموعتي الشعرية منحني الكثير من الفرح والأمل بالقادم».

رمز إنساني

وأضاف أبوبكر: «من النادر جداً أن أفكّر في المشاركة بإحدى الجوائز الشعرية في عالمنا العربي؛ ذلك أن المعايير لم تعد واضحة أو حتى مغرية». وواصل: «لكنني أحمل كل التقدير لهذه الجائزة التي تحمل اسم رمز إنساني كبير هو الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وأصبحنا نرى أبرز الأسماء وهي تترشح لقوائهما وتفوز بمختلف فروع الجائزة».

وأبوبكر الذي حصل من قبل على جوائز شعرية عدة منها جائزة بلند الحيدري في مهرجان أصيلة بالمغرب، وجائزة دبي الثقافية. قال: «الجوائز لا تعني شيئاً، لكنها أيضاً.. تعني كل شيء، هي لن تغيّر كثيراً في شكل أو مضمون الموهبة، لكنها في الواقع تبعث الكثير من النور في أرجاء العتمة». وأضاف: «المبدع العربي بحاجة لمن يشير إليه في الحياة العامة، ولا يمكنه أن يقوم بدوره كمبدع إن لم يصل إلى عامة الجمهور».

وتابع: «الجوائز هي همزة الوصل بينه وبين ذلك المحيط، خصوصاً أن معظم الناس في مجتمعاتنا العربية لا تحاول الوصول لمساحات الإبداع بنفسها، وإن كانت كثيرة وواسعة». وفسّر ذلك بقوله: «ربما يعود ذلك لكثرة الجهل والتخلف، وربما لظروف العيش الصعبة التي تفرض أوضاعاً قاسية على الناس». وشدد على أن كل ذلك لا يمنع من ضرورة التواصل وخلق حالة ثقافية. ورأى أن المجتمعات العربية بأمسّ الحاجة إليها في يومنا هذا.

ويقول أبوبكر الذي يشغل منصب مدير تحرير مجلة «بيت الشعر»، التي تصدر عن مركز «سلطان بن زايد»: «مهم جداً أن يعيش الشاعر في محيط يلائمه، وأن تتوافر لديه الظروف المناسبة، فمركز «سلطان بن زايد»، مؤسسة ثقافية شاملة، تسهم بشكل فاعل في الحياة الثقافية محلياً وعربياً». وأضاف: «عملي في المركز من خلال مجلة «بيت الشعر» جعلني على مسافة قريبة ومتصلة بالشعر».

مفردات القصائد

وعن اختياره غير التقليدي لعنوان مجموعته المترشحة أوضح أبوبكر: «العناوين محيّرة، وبحاجة لعناية وقناعة. ومع ذلك، لا أمنحها الكثير من الاهتمام، بقدر ما أحاول البحث عنها بين مفردات الكلام في القصيدة، دون تكلف أو جهد». وأضاف: «أرى أن عناوين المجموعات الشعرية هي مفردات تختارها القصائد وليس الشعراء».

قرار

وبيّن أبوبكر دافعه للكتابة قائلاً: «الكتابة الشعرية بحاجة لقرار، كما هي بحاجة إلى دافع أو لحظة تحمل معها الكثير من الكلام والقول». وواصل: «الجانب الإنساني في الكتابة أمر حتمي، فالشاعر ليس كائناً متوحشاً، ولا هو مجرد عاشق نساء! إنه طاقة من الحركة والتأمل، قد تغريه عشبة فيكتب عنها، أو نسمة هواء شاردة فيحاول اللحاق بها». وتابع: «أفكر كثيراً قبل كتابة الشعر وأثناء الكتابة وبعدها. التفكير حاجة ملحّة بكل لحظة، وإلا سنتحول لكائنات جامدة لا تحسن الحركة ولا حتى الحياة. إن أبسط الناس اليوم بحاجة للكثير من التفكير، وليس الشاعر فقط»، وقال: «هذا البسيط تحاصره الأفكار المغلقة والساكنة التي تقذفها في وجهه عصابات الظلام والتخلف وأصحاب الفكرة الواحدة».

وتساءل: «كيف يصبح الواحد منا إنساناً إذا قبل على نفسه الجمود والتخلف؟ وكيف يمكن للشاعر أن يكون جاهلاً أو محدوداًَ في خياله؟!».

«أمير الشعراء»

واستحضر أبوبكر تجربة تأهله للمراحل النهائية في مسابقة «أمير الشعراء» بقوله: «الجميل في أبوظبي هو إصرارها على خلق تلك الحالة الثقافية التي تحدثنا عنها هنا، فمن خلال مثل هذه المسابقات والبرامج والجوائز الشعرية والفنية والأدبية بشكل عام، تقدم أبوظبي لعالمنا العربي ما عجزت عن تقديمه أكثر من 21 عاصمة مجتمعة». وتابع: «نعيش اليوم حالة ثقافية مدهشة، متاحف عالمية ومعارض كتب ومسابقات ومهرجانات وبرامج، كلها تؤكد ما أقوله وتكرس أبوظبي عاصمة ثقافية عالمية».

طور الإصدار

يعمل الشاعر عبدالله أبوبكر حالياً على إصدار مجموعة جديدة هي عبارة عن مختارات شعرية من 3 مجموعات أصدرها حتى الآن.

 

Email