عبير نعمة تشدو روائع شعرية على وقع أوتار مارسيل خليفة

«غنّي قليلاً».. سحر الموسيقى والقصيدة

عبير نعمة ومارسيل خليفة خلال توقيع الألبوم الجديد - من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

في رحلة قوامها 70 دقيقة، قد تزيد قليلاً، تتناغم وتمتزج فيها حنجرة المغنية اللبنانية عبير نعمة الذهبية، في ألبومها الجديد «غنّي قليلاً»، مع أوتار المغني والملحن اللبناني مارسيل خليفة، لتتدفق سحراً موسيقياً لافتاً، زادته القصائد ألقاً ورفعة، ليأتي الألبوم بمثابة رسالة محبة ملأى بالبهجة والأمل، لأناس عشقوا الموسيقى وكلمات الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش وزملاء له بعضهم ترك الدنيا وبعضهم الآخر لا يزال شريان الحياة ينبض فيهم، كالبحريني قاسم حداد واللبناني زاهي وهبي وآخرين.

«غنّي قليلاً».. تحفة غنائية، زادتها عبير وهجاً ببحة صوتها الندي، وفيه تتجلى الموسيقى بكل سحرها، فيما تحضر القصيدة بعذوبة خالصة، ليعود من جديد سيد درويش، فيطل على العالمين عبر «طلعت يا محلا نورها» تلك الأيقونة التي غنتها قبلاً السيدة فيروز، وتألق بها صباح فخري. في ألبومها تحتفي عبير بـ«قطر الندى»، تلك التي صاغ كلماتها يوماً الراحل المصري مرسي جميل عزيز، فأصبحت من كلاسيكيات الأغنية العربية. وعلى صهوة صوت عبير، يعود محمود درويش، ليلقي على مسامعنا، بعضاً من أبيات قصيدته «فكر بغيرك»، حيث يقول في مطلعها (وأنت تعد فطورك، فكر بغيرك).

مكامن الروح

رحلة ملأى بالمشاعر الرقيقة، تلك التي تحس بها كلما خفضت عبير من طبقتها الصوتية، لتلامس الأحاسيس في السمع والنبض ومكامن الروح، كما في «غنّي قليلاً يا عصافير.. فإني كلما فكرت في أمر بكيت»، التي تمثل إحدى روائع مارسيل خليفة الغنائية والموسيقية، لتبدو تلك القصيدة بمثابة تحية محبة لرفيقه درويش، بينما تتجلى أنغام «البزق» التركي في أغنية «هيدا انت» التي تلونت فيها عبير بطبقات صوتها، لتحلق بعيداً في «ما أجمل الحب»، التي تمثل إحدى روائع زاهي وهبي، على ظهر أوتار القانون والعود معاً، ترافقها إيقاعات الطبل.

اللحن الأوركسترالي لم يغب عن الألبوم، حيث فاض بالكثير من الحنان في «بعثت لك صوتي»، تلك التي تتصالح فيها عبير مع القلوب، عبر طبقات صوتها المرنة، التي تفاعلت مع كيمياء الأوتار المتألفة في أنماطها الموسيقية، لا سيما في قصيدة «اكتب لي قصيدة»، التي تحلق فيها عبير في فضاء الموسيقى.

جمل لحنية

في هذا الألبوم، هيمنت موسيقى مارسيل خليفة، وما يمتلكه من سمة خاصة في صياغة الجمل اللحنية، التي تطل من بين ثنايا أغنية «طفولة»، تلك التي تمثل «هدهدة» للأطفال، ليقتنصوا من الليل غفوة في أحضان أمهاتهم، فتلك الأغنية تمثل قصة طويلة، تنوعت فيها الكلمات التي طوعتها عبير بصوتها، لتخدمها الألحان التي اختبأت بين ثنايا قلبها وطبقات صوتها. ألبوم «غنّي قليلاً» هدية جميلة تقدمها عبير رفقة مع مارسيل في أول تعاون لهما معاً، لكل من يعشقون اللحن الجميل، بانتظار أن يطل جزء ثان له خلال مقبل الأيام. في الألبوم، حضر ثلة من الشعراء على رأسهم قاسم حداد، وزهرة زهيدي، ومريم حيدري، وجرمانوس جرمانوس، وزاهي وهبي، وهنري زغيب، وحبيب يونس، وميشال أبو رجيلي، ومحمد سويدا، وبديع خيري، وسيد درويش، محمود درويش، وجوزيف حرب.

Email