61 عملاً من القرن العشرين بمعرض «الحضرية والعزلة»

عدسات 5 مصورين توثّق سيرة الأماكن المهجورة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختلفت تفاصيل الصور التي شكلت معرض «الحضرية والعزلة» ولكنها اجتمعت على سرد حكاية الأماكن المهجورة وغير المأهولة في دولة الإمارات، لتوثق عدسات 5 مصورين، الأماكن التي كانت تضج في الحياة في القرن العشرين لكنها تخضع الآن لعدد من التحولات، وتنفيذ مشاريع جديدة.

والمعرض الذي افتتح مساء أول من أمس في معرض 421 في ميناء زايد في أبوظبي ضم 61 صورة مقسمة إلى 5 مجموعات.

أثر العزلة

للشعور بالوحدة والعزلة نكهته الخاصة التي يستكشفها هذا المعرض الذي يتناول المساحات والأمكنة التي كانت يوماً قلب الحركة الاجتماعي والحياة الحضرية، في القرن العشرين، والمشاريع التنموية في مراحلها المختلفة سواء كانت قيد التنفيذ ومن ثم اكتملت أو أهملت قبل اكتمالها.

وذلك من خلال خمس مجموعات مثلت المعرض وهي «مهجور» و«الاستهلاك» و«حديقة الحيوانات ـ دبي» و«الموضع العبقري» و«محطات» التي شكلت بداية المعرض، وجمعت أعمال محمد سومجي و«سينيشا فاليكوفيتش» وعرضت في غرفة معتمة بينما جاءت الصور مضيئة، وتمثل هذه الصور تأمل المصورين لمحطات الوقود حين عودتهم من رحلاتهما في أنحاء الإمارات، فوثقوا هذا من خلال مجموعة من الصور من خلال أشخاص يديرون تلك المساحات، ووثقوا من العام 2007 ولغاية 2013 عدداً من أنشطة البناء والتشييد التي كانت تتنامى مع الوقت.

بينما تناولت سلسلة «مهجور» للفنان «ريتشارد ألنبي ـ برات» مواقع الإنشاء في دبي عن هذا قال: انصب اهتمامي على الأعمال التي كانت قيد الإنشاء، في العام 2010 والتي بدأت تسكنها الحيوانات وكأن الطبيعة بدأت تسترد ما سلب منها. وأضاف: الأثر الذي تحدثه الطبيعة في الإمارات يدوم لفترة أطول ويكون أقرب إلى التواري بعمليات مثل التجريف.

كما تحدث «برات» عن سلسلته الأخرى «استهلاك» إذ أوضح: السلسلة عبارة عن تنفيذ مسح للأماكن الطبيعية في دولة الإمارات والتي تمر بعملية تغيير جذرية تكسبها الصبغة البشرية.

ذكريات في صور

لمياء قرقاش التي وثقت «حديقة الحيوانات ـ دبي» قالت عن تجربتها: أحب الحس الإنساني لحديقة الحيوانات التي تأسست في العام 1967 لما لها من ذكريات ترتبط بطفولتي. وأضافت: عندما علمت بأنهم سيغلقون الحديقة قررت أن أصورها وبالفعل حصلت على إذن تصوير من البلدية.

وتابعت: إن فكرة أن أصور المكان من غير الحيوانات فكرة غريبة، مع العلم أن المكان يتكلم عن هذه الحيوانات وعن الذكريات التي مررنا بها والتي تعود إلى الطفولة في وقت كانت فيه الخيارات محدودة.

وأوضحت قرقاش: كان التصوير صعباً من ناحية المشاعر. ولكن توثيق المكان كان مهماً كونه توثيقاً للذكريات، فحديقة الحيوانات كانت موجودة في تاريخنا وإن رأيناها قد تحولت إلى شيء آخر. وأضافت: هناك حزن بالموضوع، وهو ما يتماشى مع طبيعة أعمالي التي تجسد التجربة الإنسانية في المكان، فالفكرة هي تواصل الشخص مع الصورة والتفاصيل التي بها.

وقال سينشا فاليكوفيتش عن سلسلته «الموضع العبقري»: لست منشغلاً بما هو «عصري جديد» في أي مدينة فإذا لم يكن هناك تاريخ وماضٍ، فبالتأكيد لا يوجد حكايات.

وأضاف: تجذبني أماكن مثل الخور في دبي، والسطوة والمناطق الصناعية في بقية الإمارات التي عادة ما أتجول فيها أيام الجمعة لأصنع حالة من العزلة في صوري. وأوضح: هذه الحالة تساعد في تصفية السرد وصولاً إلى جوهره كما أن في ذلك خلقاً لمساحة كبيرة، جسدية وعقلية تتجاوز كادر الصور.

توثيق

يستمر معرض «الحضرية والعزلة» الذي يقام بالتعاون مع «غلف فوتو بلاس» إلى 17 فبراير المقبل، وصاحبه يوم الافتتاح إطلاق كتاب فني يُوثّق أعمال الفنانين المشاركين.

Email