صور الرحلات ثقافة مستحدثة تلعب دوراً في التعرف إلى الآخر

الواقع الافتراضي.. مرشد وجهات السفر في الإمارات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

ترسخ ثقافة السفر لتحولات اجتماعية مرتبطة بماهية العوالم الإنسانية المتصلة بتأثيرات التواصل المجتمعي حول العالم، حيث أكد 80% من المواطنين والمقيمين في الإمارات أن التقاط الصور لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز عوامل اختيار وجهة السفر، بحسب آخر بحث أجرته شركة «آر اس ايه» بدبي، المتخصصة في خدمات التأمين، والتي تتطرق إلى علاقة المسافرين بمواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بجوانب مختلفة لاتخاذ القرارات المتعلقة بالسفر قبل الرحلة وخلالها وبعدها، بدءاً من البحث عن الوجهة، وصولاً للحجوزات ونشر تحديثات عن تجاربهم.

دور أكبر

باتت لصور السفر كثقافة مستحدثة، الدور الأكبر في التعرف إلى الآخر ومشاركته أفكاره، إذ تفرض تحديات تجعل دراسة أبعادها أمراً ضرورياّ يسهم في تمكين الأفراد من تحقيق التوازن بين الشخصي، والمجتمعي الذي يمكن مشاركته مع الآخرين، حيث تعتبر توصيات العائلة والأصدقاء (63%) وعروض الفنادق وشركات الطيران (54%) أهم مصادر المعلومات لاختيار الوجهة. والمثير للاهتمام أنّ (53%) يستخدمون الإنترنت للحصول على نصائح في السفر، لاعتقادهم أنّ المعلومات المتاحة مصدرها أشخاص يشاركونهم طريقة التفكير، وعايشوا التجربة قبلهم. وبالتالي، يظهر توجّه جديد يتمثّل ببناء الأشخاص قراراتهم بشكل متزايد على المعلومات المقدّمة من غرباء لم يلتقوا بهم يوماً.

بطاقة بريد

وقالت ميشيل كرم، الشخصية المؤثرة في مجال السفر والمعروفة بـ(Travel Junkie Diary): يُظهر البحث مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على خيارات المسافرين، فالأمر يُلقي مسؤولية كبيرة على عاتق الشخصيات المؤثرة في السفر والتي يجب أن تتوخّى الشفافية تجاه جمهورها، نظراً لمدى تأثيرها عليه، حيث أصبح نشر الصور على الإنترنت بمثابة البطاقة البريدية للعصر، ودليلاً على الأهمية المتزايدة لنشر صور السفر على الإنترنت، يختار (58%) وجهة معيّنة بهدف الترفيه لما تحتضنه من إمكانيات تصوير رائعة يمكنهم استعراضها على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أن (46%) ينشرون صور سفرهم عبر التواصل الاجتماعي، فيما يتشاركها (53%) مع العائلة والأصدقاء فقط.

 

خطوات متطرفة

وتؤكد زايا شهداني، الباحث في مجال السياحة الثقافية أن المسافرين حول العالم بوجه عام استجابوا إلى ضرورة التعرف إلى الآخر«المختلف والمتشابه في آنٍ واحد»، حتى بادروا إلى ابتكار أدوات تواصلية بعيداً عن فكرة التسلط والهيمنة والتفوق على الآخر، أهمها الصور وتوثيق الرحلات ودورها في تقريب وجهات النظر بين الأفراد والشعوب والدول، حيث يؤكّد (96%) أنّ صور السفر مهمة بالنسبة إليهم، ويتمثّل إصرار المسافرين على التقاط صور مثالية في كون أن (27%) مستعدين لاتخاذ خطوات متطرفة كالاستيقاظ قبل شروق الشمس لالتقاط صور متقنة الإضاءة، أو تسلق مواقع يصعب بلوغها (27%)، أو المكوث خارجاً حتى وقت متأخر من الليل لالتقاط صور لا تظهر فيها حشود (24%)، أو حتى تحمّل ظروف صعبة لالتقاط صورة أفضل (24%). وقال (70%) إنهم يشعرون بأنّ تجربة سفرهم لا تكتمل ما لم ينشروا صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقال (74%) إنّ نشر الصور على الإنترنت يشعرهم بالرضا الذاتي، فيما أقرّ (70%) أنهم يحبون الانتباه الذي ينالونه من خلال صور السفر التي ينشرونها.

 

وجهات الصور

ويقول دايفيد هاريس، مدير التسويق والتوزيع في «آر إس إيه» للتأمين، إن (69%) يشعرون بحاجتهم للسفر إلى وجهة معيّنة بعد مشاهدة منشورات وصور عنها على مواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر «الفومو» أو القلق من تفويت شيء من أهمّ أسباب هذا التوجّه (61%). إذ يمضي المسافرون وقت تخطيط رحلاتهم في إجراء بحوث لأفضل المواقع لالتقاط الصور والحرص على ارتيادها. وقال (62%) ممن يخشون أن تفوتهم اللقطات المميزة إنهم يختارون أفضل المعالم التي يجب زيارتها والتي توصي بها المنصات الإلكترونية. ويجري (53%) على الأقلّ بحثاً عن أفضل المواقع المناسبة لالتقاط صور جميلة، فيما يتحرّى (48%) التفاصيل والوقت الأمثل لزيارة كل موقع لالتقاط أفضل الصور.

 

فوائد هجينة

وحول أنّ (33%) من المسافرين يخطّطون مسبقاً لأدق التفاصيل في الصور التي سيلتقطونها قبل وصولهم لمقاصدهم، يؤكد شهاب الدين علي، عضو مجلس الشباب الإعلامي، أنه كان يعتقد أن الصور من الأسباب الفرعية للسفر، والذي يحمل بين طياته الكثير من الفوائد، وهو الواقع الذي تغير بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، إذ أن (75%) يهتمون بالصور بقدر أهمية السفر ذاته، وأنّ (65%) يرون إنها أهمّ الأشياء في حياتهم، فيما أكد (80%) أنهم سيستاؤون لحدّ الانهيار في حال فقدان صور سفرهم.

500

شملت الدراسة التي أُطلقت للمرة الأولى بعنوان «عادات السفر 2.0: السفر في عصر مواقع التواصل الاجتماعي» آراء 500 مشارك من الإمارات، وشمل الاستبيان المسافرين للترفيه فوق 18 عاماً والذين سافروا مرة على الأقل في السنتين الماضيتين. يُذكر أنّ المهنيين العاملين فوق سنّ 30 شكّلوا (85%) من المشاركين بالاستبيان، والذي أظهر أنّ (80%) يخططون لعطلهم في الإمارات، آخذين بعين الاعتبار الصور التي سيلتقطونها ويشاركونها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

 

Email