مصمم المجوهرات الماسية دانيال كورين لـ« البيان»:

أراهن على التصميمات السابقة لعصرها

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

التصميمات التي تلعب على وتر الكلاسيكية المُغلّفة بالمعاصرة، لا تُفقد المعادن المُترفة قيمتها، وفقاً لمصمم المجوهرات، دانيال كورين، بل تضيف إليها مظهراً يبدو لا مُبالياً، يمنحها المزيد من السحر، بشرط أن يكون التصميم مُبتكراً في حدود مُعيّنة، لا تُحوّله إلى صرعات مجنونة. ويدعي بعض المصممين أن التصميمات المُبتكرة والخلّاقة تنشد الغد، وتقف في الطليعة، ما يجعلها تبدو أقرب إلى الأكسسوارات منها إلى مجوهرات.

جمال غامض

ويؤكد كورين أن نظرة واحدة على الإبداعات أحياناً، تكفي للكشف عن هوية مُبدعها، وغالباً ما تكون سابقة لعصرها، وتهز عرش الموضة عندما تفرض نفسها بقوة، وتُجسّد في خطوطها المختلفة مسارات الجمال غير المتناهي، والمُتعدّد الأوجه، وتُقدّم أسلوباً للرؤية العصرية، ومدخلاً «غرافيكياً» للجاذبية والغموض. وفي رحلته المهنية كابن تاجر ألماس من الجيل الثاني، استهل كورين تعليمه بمجال صياغة المجوهرات داخل مشغل والده، حيث اطلع بدقة على التفاصيل التي تُغلّف الجمال، وتُحوّل الماس إلى قصة لا تنتهي.

بريق الماس

ويقول كورين إنه لم يتخيل يوماً نفسه في مهنة أخرى، فمنذ نعومة أظفاره كان محاطاً بالمطارق الصغيرة وأدوات تفحص حبّات الألماس، وفي الخلفية، تتعالى أصوات المكائن اليدوية، وهي تستقبل تصميماً جديداً يحمل اسم أبيه، فأصبح على استعداد عام 1999 لخوض الرحلة بمفرده، وأطلق علامته الأولى (Daniel K) في نيويورك، ويضيف: «أردت تقديم عبر مجموعتي الأولى، تصميمات نوعية، تسدّ ثغرةً في سوق المجوهرات النسائية الراقية، والملائمة للحياة اليومية، فتضمّنت خواتم للعرائس، وخواتم كلاسيكية، وقلادات وأساور مصمّمة بقصّة «أشر» وقصّة الزمرّد، وما لبثت أن حقّقت التشكيلة نجاحاً ساحقاً.

تفاصيل ملهمة

وحول تركيزه على تصميم الخواتم بشكل خاص، يذكر كورين أنه من الطبيعي أن يهتم بذلك، نظراً لكونها من القطع اللافتة التي تحرص السيدات على اقتنائها بشكل يومي، على اختلاف أحجامها وأشكالها، فمنها ما يناسب النهار، ومنها مصنوع خصيصاً للمناسبات والسهرات، على غرار مجموعة من خواتم اليد اليمنى المبتكرة عام 2003. وخواتم (Uternity) المرصعة بحبيبات الألماس المُقطّعة على شكل حبّة زمرّد مربّعة، ومجموعة (Reverso) للمجوهرات الغريبة ومتعددة الاستخدامات عام 2005.

انتشار عالمي

وفيما يتعلق بعلامته (DANI by Daniel K)، التي أطلقها عام 2014، يشير كورين إلى أنها مجموعته الأولى التي طرقت أبواب تصميم المجوهرات المصنوعة من الفضة الاسترلينية، والمزدانة بحبيبات ألماس صناعية، بإبداع ينمّ عن حسّ عالٍ. ويتابع: تُطلّ العلامة لأول مرّة في العالم بمعرض «بازل وورلد» العالمي للساعات والمجوهرات، حيث نتطلع إلى تعريف الجيل الجديد من عشاق المجوهرات عليها. ويتابع: تقدّم المجموعة قطعاً بتصميمات كثيرة بأسعار مدروسة، وفي الأعوام التالية، غدت واحدةً من العلامات المفضلة لدى كوكبة من نجوم الصف الأول، وتم توزيعها في أسواق عالمية عدّة.

يعد كورين من مصممي المجوهرات الأصغر سناً في قطاع صياغة الألماس في الولايات المتحدة، ويعمل حالياً على افتتاح مكاتب إقليمية، ومتجر في «دبي مول» العام الجاري، إلى جانب افتتاح متجر في «سيتي ووك»، وخطط توسعية، من المتوقع تنفيذها بدول الخليج كافة العام المقبل.

رسالة إبداع

ويعتقد كورين أن ما يميز تصاميمه، أنها صنعت بعناية شديدة، وشغف عارم، بعد خوض رحلة إبداعية، لتبوح بنهاية المطاف بقصة حدثت في مكان وزمان ما من التاريخ، حيث تنطوي كل قطعة على رسالة شخصية تخاطب من ترتديها وترتبط بها. ويواصل: في الثمانينيات، بدأ الذهب يستعيد قوته، بفضل الموضة، ومنذ بداية التسعينيات وهو يستقوي. فقد استعادت المجوهرات مجدها القديم، والفضل يعود إلى جيل الصاغة والمصممين، وللمرأة التي كبرت قدراتها الشرائية، ولا يضاهيها سوى رغبة محمومة في الحصول على قطع متميزة.

Email