«الصغيرة» عمل أدبي يستكشف حياة بطلة منحوتة ديغاس

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تطرح الروائية وكاتبة المقالات الفرنسية كاميل لورنز، أسئلةً كثيرة تبحث معها في جوانب متنوعة حول شخصية وقصة بطلة منحوتة إدغار ديغاس عام 1881 ، وذلك في كتابها بعنوان «راقصة صغيرة عمرها 14 عاماً».

فضول لورنز وتساؤلاتها ومحاولاتها في الاستكشاف حول شخصية الفتاة التي صورتها المنحوتة وهي ترقص الباليه، يحض القارئ على النظر إلى بطلة ديغاس نظرة متعمقة تسبر أغوارها وحياتها لتجد تفسيرا لحياة هذه الفتاة.. بموازاة التمتع بمنظرها وهي تتمايل بتنورتها الملتفة في المنحوتة.

وتبين كاميل في كتابها أن الفتاة تدعى ماري جنفييف فان غوثيم، ومولودة في باريس عام 1865، وهي ابنة عائلة متواضعة هربت من الفقر إلى بلجيكا، إذ اضطرت الأم إلى التعاقد مع «باريس أوبرا» لرقص الباليه لتدريب بناتها الثلاث. ويثير فينا وصف لورنز لحياة التعذيب الجسدي القاسي الذي تحملته الشقيقات استدعاء مشاهد من «البؤساء»، وتوضح لنا بحديثها أن رقص البالية للفتيات في تلك الحالة وبتلك الأزمان ومع هذه الظروف كان أشبه بالعبودية للأولاد أكثر منه رفاهية ومتعة.

تخمين
لا شك أن غياب الحقائق الثابتة جعل كتاب لورنز بمعظمه نوعاً من التخمين، حيث تكتب: «دعونا نتخيل مشهد..» ذلك في محاولةٍ منها لإعادة تركيب صورة ما كان ليبدو عليه الواقع الذي يفرض على فتاة في الرابعة عشرة من العمر أن تقف ساكنةً ساعات أمام ديغاس البالغ 45 عاماً بينما يعيد العمل بلا نهاية على تمثال شمعي يشبهها.

تتعمق لورنز في البحث في سجلات ماري وما حلّ بها بعد أن تركت المدرسة، وتتساءل ما إذا تقاطعت المسارات يوماً بينها وبين أبيها الهارب وأمها الفقيرة عبر شوارع باريس.

وتبين الكاتبة بأنها شخصياً افتقدت الرقص أيضاً بعد أن منعها والدها من ارتياد معهد التدريب عقب رؤية آثار عصا المدرب على ساقي أختها، وتقرّ بأنها، خلافاً لماري، محظوظة لكونها وجدت مدافعاً عنها.
وتتوالى الاعترافات حتى النهاية، حيث أكدت لورنز أنها «لسبب لا تدركه، تجد صعوبةً في وضع نهاية للكتاب، لأنها تجد صعوبةً في الافتراق عن ماري».
 

Email