خلال المؤتمر السنوي لندوة الثقافة والعلوم

«النهضة الثقافية في عهد زايد».. لبنة الإنجازات المعاصرة

بلال البدور وجمال بن حويرب خلال الندوة | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أقيم في مقر ندوة الثقافة والعلوم بدبي صباح أمس، المؤتمر السنوي الذي ناقش «النهضة الثقافية في عهد زايد»، والتي تأتي ضمن احتفالات الدولة بـ«عام زايد»، وتستذكر مواقفه ومآثره، لترصد الحالة الثقافية في عدة محاور، هي «زايد الإنسان والشاعر»، والمؤسسات الثقافية ونشأة معارض الكتاب، والمسرح الإماراتي في السبعينيات والثمانينيات، وتجربة جمعيات الفنون الشعبية، وتجربة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.

حضر المؤتمر بلال البدور، رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي، نائب الرئيس، وصلاح القاسم، وعائشة سلطان وجمال الخياط، ومريم ثاني، أعضاء مجلس الإدارة، وسعيد محمد النابودة، المدير العام بالإنابة لـ«دبي للثقافة»، وظاعن شاهين وعفراء البسطي، وحصة لوتاه، وسعيد حارب ومحمد سالم المزروعي، وعدد من الضيوف والمثقفين والمهتمين.

منجز حضاري

وقال بلال البدور في كلمته الافتتاحية، إن المنجز الحضاري الذي تشهده الإمارات في شتى المجالات هو لبنة أساس وضعها الوالد المؤسس، أرست الفعل الثقافي الذي أبرز الشارقة عاصمة ثقافية وعاصمة للثقافة الإسلامية وعاصمة للسياحة، ودبي بمبادراتها الرائدة من مشروع تحدي القراءة إلى مكتبة محمد بن راشد، التي ستكون أكبر مكتبة على مستوى الوطن العربي، ومتحف اللوفر في أبوظبي وجزيرة السعديات وغيرها من المشروعات الثقافية في مختلف أنحاء الدولة.

مالك القلوب

وانطلقت الجلسات بالمحور الأول الذي تناول «زايد الإنسان والشاعر»، وتحدث فيه جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، عن شخصية الراحل الكبير، واهتمامه بالثقافة، حيث أصدر عام 1968 مرسوماً لجمع الوثائق والمعلومات لحفظها للاستفادة منها. وجاء على ذكر الشعر الذي أولاه اهتماماً خاصاً، حيث اهتم بقراءة قصائد المتنبي، واهتم بالشعر النبطي وكتبه.

بناء الإنسان

وحول المؤسسات الثقافية ونشأة معارض الكتب تحدث سعيد حمدان عن اهتمام القائد المؤسس ببناء الإنسان بوصفه قاعدة لنهوض الدولة، فكانت الحركة الثقافية التي تأسست فترة السبعينيات، وشهدت زخماً ملحوظاً في فترة الثمانينيات، وظهرت العديد من المؤسسات التي شجعت الإنتاج الفني، مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة الإعلام والثقافة والأندية الرياضية وبلدية دبي والمجمع الثقافي وجمعيات النفع العام وهيئة دبي للثقافة، وذكر أن «معرض الكتاب الإسلامي» كان أول معرض للكتاب في أبوظبي، وهو حالياً معرض أبوظبي للكتاب، حيث وجّه الراحل الكبير بشراء جميع الكتب المعروضة في المعرض وتوزيعها على مكتبات المدارس.

حركة مسرحيةوتناولت الجلسة الثالثة من المؤتمر المسرح الإماراتي في السبعينيات والثمانينيات، وتحدث فيها حبيب غلوم وسميرة أحمد، حيث أكد حبيب غلوم اهتمام الدولة بالحركة المسرحية وحرص الوالد المؤسس، على حضور الفعاليات والأنشطة الفنية المختلفة، وكان المسرح المدرسي الذي حظي بدعم ملحوظ وأسهم في إعداد الممثل وتدريبه، إضافة إلى دور الأندية الرياضية التي أسهمت في إبراز الفرق المسرحية، وذكر في حديثه مسرح الراحة في أبوظبي الذي وجّه الشيخ زايد رحمه الله، بتأسيسه عام 2003 بكلفة 100 مليون درهم.

من جهتها، قالت الفنانة سميرة أحمد إن الراحل الكبير وضع القوانين والتشريعات حرصاً منه على تأسيس ثقافة جادة، وأسهمت وزارة الإعلام والثقافة من خلال الدورة الأكاديمية التي ضمت عدداً من الفنانين، وأكدت أن مرحلة الثمانينيات هي مرحلة العصر الذهبي لبعض الفرق المسرحية.

فنون شعبية

وتحدث خالد البدور في جلسته عن جمعيات الفنون الشعبية، ودور جمعيات النفع العام، حيث شجعت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية على إنشاء هذه الجمعيات البالغ عددها 145 جمعية، تقدم لها الدولة دعماً مالياً سنوياً، وتهدف إلى تعبئة الجهود التطوعية في ميادين الخدمات الاجتماعية، وتشجيع أنشطة الجمعيات للارتفاع بمستوى خدمات الهيئات العاملة في مجال التطوع، وتطوير العلاقة بين الوزارة والعمل التطوعي، إضافة إلى تدريب وتأهيل العاملين من خلال الدورات التدريبية.

وأضاف البدور أن جمعيات التراث والفنون الشعبية تعد من الجمعيات التي لعبت دوراً كبيراً في المحافظة على الموروث الثقافي وعناصر الحياة التقليدية للإمارات.

تضم هذه الجمعيات من بين أعضائها الفنانين الشعبيين الذين يتوزعون في فرق الفنون والرقصات الشعبية المختلفة، وتضم الرواة الشعبيين وبعض كبار السن من أصحاب الخبرة في التراث.

فن تشكيلي

وناقشت الجلسة الأخيرة تجربة جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وتحدث فيها د. محمد يوسف، والتشكيلية د. نجاة مكي، حيث قال محمد يوسف إن القائد المؤسس هو صاحب اللوحة الأولى في التشكيل الإماراتي، ولولا هذا الرسام لما كانت الإمارات، بعد أن جلس على الأرض وخططها بعصاه، فكانت الإمارات التي تشكلت من تلك الخطوط، ونوّه خلال حديثه إلى الدور الكبير الذي لعبته الجمعية في تطور الفن من خلال الدورات والورش والمعارض المقامة التي انتقلت من محلية إلى بينالي الشارقة الذي اعتبر نافذة دولية أسهمت في تطوير الفن التشكيلي في الإمارات.

وتطرقت نجاة مكي إلى دور المرأة الإماراتية في تأسيس الحركة التشكيلية في الإمارات، حيث برزت أسماء نسائية محلية حققت إنجازات محلية وعربية، وأسهمت في إطلاق المشهد التشكيلي، وأكدت دور البينالي الذي هيأ لتبادل الحوار، ما أدى إلى ظهور أساليب فنية بنمط مختلف، استطاع عبره الفنان الإماراتي أن يحقق مكانة متميزة في الحركة التشكيلية عربياً ودولياً في المهرجانات والندوات والورش، وقد كان للفنانة الإماراتية دور بارز خلال دورة البينالي الأولى، حيث شاركت فيه فنانات من الإمارات مثل حور القاسمي، وعزة القاسمي، وحصة المكتوم، وفاطمة لوتاه، ونجاة مكي، ومنى الخاجة، إضافة إلى أن البينالي يعد المجمع الثقافي في أبوظبي رافداً مهماً يطلع عبره فنان الإمارات على الفنون والحضارات الأخرى والتواصل معها، حيث يجمع المجمع الموسيقى والمسرح والتصوير.

توصيات

اختتمت الجلسات بتوصيات، كان من أبرزها دعوة المؤسسات الثقافية التي كانت تقدم أنشطة في الماضي وتوقفت، إلى استعادة دورها الريادي، ودعوة المؤسسات الأكاديمية بالدولة لاعتماد مساقات وبرامج أكاديمية في مجالات الفنون المختلفة، وربط منتسبيها بالمؤسسات الثقافية للتفاعل معها، ودعوة المؤسسات الثقافية إلى تبني توثيق الفعل الثقافي وتعريف الأجيال به، ودعوة وزارة تنمية المجتمع إلى مراجعة أنظمة جمعيات الفنون الشعبية وإعادة تشكيلها للمحافظة على التراث، ودعوة المؤسسات وجمعيات النفع العام إلى الحرص على ممارسة أنشطتها في جو ومناخ إيجابي تطوعي، ودعوة وزارة التربية والتعليم لتضمين المناهج شيئاً من مفردات الفعل الثقافي (التراث الشعبي - المسرح - التشكيل) للمحافظة عليها وربط الأجيال بها، ودعوة المؤسسات الرسمية والقطاع الخاص إلى تقديم الدعم المالي والمعنوي اللازم للفعل الثقافي، وتوفير المقرات اللازمة للمؤسسات والمراكز الثقافية بما يحقق سبل تقديم وتطوير نشاطها المجتمعي.

معرض

صاحب المؤتمر السنوي للندوة معرض «حروفيات - من أقوال زايد»، الذي أقيم بالتعاون مع جمعية الإمارات لفن الخط العربي والزخرفة الإسلامية، حيث يضم المعرض 39 لوحة لفنانين إماراتيين وعرب، شاركوا بلوحات عبرت عن أقوال وأشعار وحكم قالها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

Email