بحثت عن قصص ملهمة تروي رحلتها في رصد الحقيقة

كيت بروكس: صوري تغيّرت بعد 11 سبتمبر

كيت بروكس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحل المصورة العالمية الروسية كيت بروكس ضيفة على المهرجان الدولي للتصوير «إكسبوجر» في دروته الثالثة التي تنطلق في 21 الجاري.

«البيان» حاورت كيت بروكس حول أعمالها الأيقونة التي أبرزت الكثير من القضايا السياسية والإنسانية وتحولاتها الاجتماعية، مؤكدة أن تحولات عديدة شملت رؤيتها إلى الصورة الصحافية وتوثيق مشاهدها بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث انتقلت بروكس إلى باكستان لتوثيق أثر السياسة الخارجية على المنطقة وعلى الحياة اليومية في أفغانستان.

وفي عام 2003 غطت بروكس الاجتياح الأميركي للعراق وبدايات الثورات لصالح مجلة تايم. وأكثر من عقد من الزمن، واصلت العمل في دول منطقة الشرق الأوسط كاشفة الكثير من التفاصيل حول تأثير الصراعات على الشعوب وانعكاسات الحروب على الحياة اليومية للناس العاديين.

حلم الصورة

تؤكد كيت أن بدايتها في عالم التصوير الصحفي بدأت حين اكتشفت شغفها بالتصوير أثناء فترة الدراسة الجامعية. وتضيف: خلال محاضرة كان يلقيها أحد مصوري ناشيونال جيوغرافيك، رأيت أعمالاً صورت نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، ولفت نظري كيف تم استخدام تلك الصور في التعريف بأشكال الظلم ونقله إلى العالم.

ومنذ تلك اللحظة، وكنت في السابعة عشرة من عمري، ولد حلمي بأن أكون مصورة صحفية، وبدأت العمل جاهدة على تحقيق هذا الحلم من خلال البحث عن القصص الملهمة وتطوير مهاراتي في التصوير الصحفي، فقضيت العديد من العطل الدراسية في روسيا.

حيث حظيت بفرصة التقاط العديد من الصور في دور الأيتام، والتي استخدمتها منظمة رصد حقوق الإنسان (هيومن رايتس ووتش) في دعم حملتها لمناصرة حقوق الأيتام ونشرت في جميع وسائل الإعلام العالمية. بقيت أعمل في روسيا حتى سبتمبر 2011 ثم انتقلت إلى باكستان.

قلب الحدث

وتوضح كيت: يتضمن عمل المصور الصحفي العديد من المهام أبرزها رصد الحقيقة على أرض الواقع، والتواجد في قلب الحدث وتوثيق التاريخ وتصوير الحياة الإنسانية وإلقاء الضوء على أحدث التطورات الجيوسياسية من خلال الصورة. تعد غرف الأخبار والمراكز الإعلامية الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرار بشأن الموضوع الذي سيوضع في الصحف الأولى.

بينما يحدد المحررون المواضيع التي سيتم نشرها، وكل مصور صحفي يطمح إلى تصدر قصته، صورته عناوين الصحف أو على الأقل أن تظهر في مكان بارز فيها. لا يفترض أن يكون الفوز بالجائزة دافعاً كافياً للإبداع في العمل،.

ولكن التكريم الذي قد يحظى به أي مصور صحفي لقاء عمله المتميز، هو حافز قويّ له للارتقاء بمسيرته المهنية، بل قد يكون هذا التكريم حافزاً للشخص نفسه أو مجموعة الأشخاص الظاهرين في الصورة.

وتابعت: المصور الصحفي يكرس حياته لعمله وأحياناً يعرض حياته للخطر من أجل عمله، فالتصوير الصحفي درب طويل وصعب، وأراه موهبة أكثر منه مجرد مهنة.

توثيق المشهد

وتعتقد كيت أن هناك كثيراً من الصور والمشاهد التي لا تنسى بالنسبة لها خلال سنوات عملها في الشرق الأوسط وكانت لها قيمة كوسيلة ضغط وتأثير قائلة: عندما كنت في العراق عام 2003.

هنأني الكثير من الزملاء على فوز صوري الثلاث التي نشرتها مجلة «تايم» (TIME) ضمن مجموعتي التي وثقت المشهد ما بعد التفجير الذي راح ضحيته أكثر من 100 إنسان، بالنسبة لي، لم يكن لهذه التهنئة أي أثر طيب في نفسي بل كان من غير الملائم أن أحتفل بهذا الإنجاز وأنا قمت بعملي فقط وتعرضت لضغوط كبيرة .

وبالكاد استطعت الحفاظ على حياتي وسلامتي بينما فقد الكثيرون حياتهم في ذلك اليوم، ومثال آخر على ذلك أنه وبعد أيام قليلة من الزلزال الذي ضرب باكستان عام 2005 .

والذي قتل فيه 80 ألف شخص، تصدرت صورتي عن الطفلة الصغيرة التي تلقت علاجها في مستشفى ميداني من دون تخدير، الصفحة الأولى لصحيفة «نيويورك تايمز»، ما ساهم في حشد الجهود الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية لمنكوبي الزلزال. شعرت بالفخر بهذا الإنجاز، فقد نقلت من خلال صورتي هذه مشاهد حية عن هذه الأزمة الإنسانية ونجحت في إلقاء الضوء على معاناة الناس في أعقاب الزلزال.

قصص الشارع

وتعتقد كيت أن حياة الناس اليومية تحمل الكثير من القصص التي يمكن التعبير عنها في صورة، ولكن إذا رفض شخص ما الظهور في الصورة فإنني أحترم رأيه. في بعض الدول يتوجب على المصور الحصول على تصريح رسمي لالتقاط الصور في الشارع. أما الأحداث الأخرى الخاصة فهي تتوقف على ما يسمح به الأفراد أو المؤسسات التي ترغب في تصويرها.

وتوضح كيت: مررت بتجارب خلال مسيرتي المهنية اضطررت فيها إلى ترك كاميرتي لتقديم العون للأشخاص العالقين في أزمات بدلاً من التقاط الصور، وفي حالات أخرى أغضبت صوري – على نحو غير مقصود - بعض الأشخاص على الرغم من حصولي على تصريح بالتصوير. وهذه التجارب الصعبة التي خضتها أسهمت إلى حدّ كبير في إثراء مسيرتي المهنية.

تواصل اجتماعي

وفي ما يتعلق بتجربتها الشخصية مع وسائل التواصل الاجتماعي تقول كيت لم تكن وسائل التواصل الاجتماعي جزءاً من حياتي طيلة العشر سنوات الأولى من مسيرتي المهنية، وأجد صعوبة في التعبير عن نفسي بمجرد عبارة قصيرة. وأنا بطبيعتي أحب الخصوصية وفي كثير من الأحيان أقع في حيرة حول القصص التي يمكنني مشاركتها مع الجمهور.

من المؤكد أن وسائل التواصل الاجتماعي أثرت بشكل إيجابي على حياة الناس الذين يعانون من الاضطهاد كما أسهمت إلى حدّ كبير في الكشف عن الأعمال الوحشية التي ترتكب في أنحاء العالم، وهي أيضاً منصة ملائمة لنشر الصور والأخبار على مستوى عالمي.

أفضل صورة

عن أفضل صورة صحفية قامت بتغطيتها تقول كيت: إن أهم تجربة خضتها كانت النزاع في ليبيا عندما قامت طائرات القذافي بإلقاء القنابل على مساحات خالية من أي مخابئ أو ملاجئ، وبينما كانت الجماعات المتمردة المسلحة تتدرب بأسلحة خفيفة، كانت الخطوط الأمامية في حالة مروعة.

 

Email