«العقال» والنقوش الإيطالية يروّجان حواراً ثقافياً يمجد التراث

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحتفي مصمم المنتجات الإماراتي خالد الشعفار من خلال مجموعته «فورما» بالتراث الإماراتي، مُستقياً إلهامها من العقال الإماراتي الذي يُلبس فوق الشماغ أو الغترة لتثبيتها، والتي من المقرر إطلاقها خلال أسبوع دبي للتصميم.

ويقول الشعفار الذي يمتلك علامة تجارية تحمل اسمه منذ عام 2011 من خلال الأستوديو الخاص به، إلى جانب مساحة عرض بمنطقة رأس الخور الصناعية بدبي: «هذه المجموعة هي ثمرة تعاون متميز مع أستوديو «آرتي فينيزيانا» (Arte Veneziana) الإيطالي»، مضيفاً: «إن توظيف «العقال» ضمن عمل فني يدعو للفخر والاعتزاز القائم على الموروث والتقاليد الوطنية، ليغدو مادة بناء يستخدمها في صنع قطع المجموعة واللعب على وتر التباين بين أصالة التقاليد الإماراتية وسحر الديكور الإيطالي من خلال حوار ثقافي يمجّد التراث المحلي والفنون الزخرفية والهويات الوطنية.

تراث فني

ويوضح الشعفار أن استخدام العقال في صناعة الأثاث وقطع التصاميم الداخلية لمسة خاصة ينفرد بها كأول مصمم منتجات إماراتي، حيث تمثل مجموعة «فورما» اندماج التراث الفني لثقافتين مختلفتين، ولو نظرنا عن كثب سنلحظ وجود الكثير من أوجه التشابه بين مصدر إلهامي من التراث الإماراتي وتقاليد الحرف اليدوية الفينيسية القديمة، حيث تحاكي التصاميم والأشكال الدائرية الناتجة من صنع المجموعة تلك الحلقات الزجاجية الملونة التي يتم تثبيتها معاً من خلال ألواح محززة من الرصاص والتي تعد نموذجاً للعمارة الفينيسية التقليدية لا يزال حاضراً في نوافذ المباني الإيطالية حتى اليوم.

وقال الشعفار الذي تخرج في كلية إدارة الأعمال بالجامعة الأميركية في دبي وعمل في مجال التسويق والاتصال قرابة 7 أعوام.

وحصل على شهادة من كلية الفنون الجميلة بتخصص في التصميم الداخلي عام 2005: «تستعرض فورما 14 قطعة من التصاميم الداخلية التي تتنوع بين المرايا وفواصل المساحات والثريات ومصابيح الأرضية والطاولة والحائط. وتم إنشاؤها جميعاً من خلال استخدام العقال مع الزجاج أو الأسطح العاكسة أو الحجر الطبيعي وتزيينها بنقشات مخصصة تحمل توقيع أستوديو آرتي فينيزيانا، ذو خبرة تزيد على 40 عاماً في الأعمال المختصة بالمرايا وأعمال النقش والتقنيات اليدوية والعناصر الزخرفية على الأسطح العاكسة والزجاجية والعناصر الطبيعية».

تناغم التقنيات

وأضاف الشعفار الذي تخصص في تصميم وصناعة الأثاث، بدايةً في كلية سنترال سانت مارتينز للفنون والتصميم في العاصمة البريطانية لندن، ثم في مركز المشغولات الخشبية الراقية في مدينة نيلسون بنيوزيلندا: «من خلال تصاميمي دائماً ما أسعي إلى تكريم الثقافة الإماراتية وعبر مجموعتي الجديدة قررت هذه المرة مزجها مع أصالة الحرف اليدوية الفينيسية لتقدم تبايناً ساحراً بمظهرها وهادفاً بفكرتها التي تعزز احترام الثقافات المختلفة وتناغم التقنيات الإبداعية لابتكار أشكال مبتكرة من التعبير الفني».

أبعاد رمزية

ويعتقد الشعفار الذي يجسّد نهجه في التصميم رؤيته الشخصية عن الشكل والحركة والعاطفة، وبخاصة القصة، أنه «كان من المهم بالنسبة لي ألا تقتصر وظيفة العقال على كونها مجرد تحف وديكورات للزينة كعنوان لمجموعتي، بل هي تحمل الكثير من التفاصيل الإنسانية والأبعاد الرمزية للتعايش والتناغم، وكذلك إطلالة على الحوار الثقافي العالمي إيماناً بفكرة الارتقاء بالتصميم المعاصر من خلال التقنيات اليدوية القديمة، لذا اخترنا التعاون مع الأستوديو الإيطالي الرائد آرتي فينيزيانا المتخصص في النقش الذي لا يزال يتبنى الممارسات التقليدية».

تعاون المصمم خالد الشعفار مع مجموعة من العلامات التجارية الدولية المرموقة الرائدة في التصميم في مشاريع خاصة لإطلاق مجموعات وإصدارات محدودة مثل شركة «لاسفيت» و«تاي بينغ» و«كامبانا براذرز» و«موسونييه» و«كوس» و«كارتيل» و«المجلس الأميركي لتصدير الأخشاب الصلبة» (AHEC). كما تعاون مع وكالة «لو موبلييه ناسيونال» الفرنسية العريقة التي يمثلها علامات صنع السجاد الرائدة «جوبلان» و«دو بوفيه» و«دو لاسفونري» لابتكار عمل وتصميم فني خاص ومميز تم عرضه في متحف اللوفر أبوظبي أخيراً.

Email