فوتوغرافيا

العين.. ومهارات الاصطياد

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل سمعتَ مصوراً يتحدّث عن صورته الفائزة؟ أو صورته التي اندرجت تحت بند «الأكثر مشاهدة وانتشاراً»! هل حاولتَ التمعّن بملامح وجهه والانطباعات المرسومة عليه؟ هل جرّبت أن تُدقّق في زخم القصة وتموّجاتها من خلال نبرات صوته؟

الصورة التي تراها جامدة الحركة تختزنُ بين طيّاتها قصصاً حياتية نابضةً بالحركة والتشويق والمفارقات العجيبة. ومن هنا ينبثق ذلك السؤال الهام: كيف يلتقط المصورون القصة وقت وقوعها، كيف يستنتجون أن قصةً ما ستحدث، ما هي الأدوات التي من خلالها يشتمّون رائحة التشويق البصري قبل موعد حدوثه؟

لكل مصورٍ مهارات اصطياد بصريّة متصلة بعينيه، تتمّ برمجتها من خلال تفضيلاته الخاصة به والتي تنضج وتصبح أكثر تلقائية وحساسية ودقة من خلال ممارسته لعمله، من تلك التفضيلات المواضيع الخاصة بوجوه الناس، حيث لبعض المصورين مواهب خاصة في انتقاء الوجوه المناسبة للقطات «البورتريه» من خلال الظروف والأحداث المارّة بهم وانعكاساتها على تقاسيم وجوههم، تراهم يبرعون في اجتراح أعمالٍ فنيةٍ مدهشة من خلال التقاط مشاعر خاصة تفيض بها العيون أو رسائل معقّدة تنطق بها لغة الوجوه.

البعض الآخر يبتعدون عن التفاعلات البشرية باتجاه الطبيعة النابضة بأشكالٍ مختلفةٍ من الحياة، ثريّةٍ بالإثارة والمخاطر والمغامرات، والمتطلّبة لمعرفةٍ متكاملةٍ بقوانين الغابات والحياة البرية وطبيعة الكائنات الموجودة فيها وأنماط سلوكها وكيفية تجنّب الخطر خلال التعامل معها. في هذه البيئة هناك من يجد عينيه تعملان تلقائياً في تحديد الصور المقترحة والتفضيل بينها وصولاً لمرحلة الحسم، حيث ترسلان أوامر عاجلة للكاميرا بضرورة التقاط صورة خلال 5 ثوانٍ أو حتى أقل.

الوصول بالعين لأعلى مستوى في مهارات الاصطياد يأتي بالعمل اليوميّ والتمرين المستمر للبديهة البصرية، ومهما كان مُضنياً فالنتائج كفيلة بإسعاد صاحبها.

فلاش

عدد الصور التي تراها العين المُدرّبة.. أضعاف ما تراه العدسة!

Ⅶ جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي www.hipa.ae

Email