أكد حضوره على الساحة واهتمامه بالأعمال الوطنية

خالد ناصر: الأغنية الحالية تخاطب ذوقاً واحداً فقط

ت + ت - الحجم الطبيعي

في عالم الفن، له اسم من ذهب، فسمعته عادة ما تسبق جمله اللحنية التي طالما رددها معظم نجوم الغناء الخليجي والإماراتي، في أغنيات استولت على قلوب الجمهور، وعشاق الموسيقى. إنه الملحن الإماراتي خالد ناصر الذي تقرأ اسمه وراء العديد من الأعمال الناجحة، ولنا في «مشغوب» و«حبكم وسط الحشا» التي كتب كلماتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أسوة، لتأتي هذه الأغنيات على رأس قائمته الطويلة التي طالما تزينت بأعمال وطنية ذات وزن، كما في «أسعد شعب» و«شكراً حماة الوطن» و«يا علمنا»، و«يا موطني»، وجميعها من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله.

خالد الغائب عن صفحات الإعلام منذ فترة طويلة، أكد في حواره مع «البيان» أنه فضّل الابتعاد عن الساحة الفنية ومراقبتها من الأعلى، لاقتناعه بأن ما يقدم حالياً من أغنيات، ما هو إلا إرضاء لذوق معين، قائلاً إن ثيمة واحدة فقط سيطرت على الأغاني المحلية والخليجية، ومؤكداً حضوره على الساحة من خلال أعماله الوطنية، ومنوهاً بأنه يعكف حالياً على تنفيذ مجموعة من الأفكار الفنية التي ستحدث نقلة جديدة في الأغنية الإماراتية.

حماة الوطن

يقول خالد، الحاصل على وسام المبدعين لدول مجلس التعاون الخليجي عن فئة الموسيقى: «أنا لست غائباً عن الساحة الفنية، ولا أزال موجوداً فيها، ولكن في الأعمال الوطنية التي تقدم معظمها في احتفالات الدولة باليوم الوطني، ولعل من أبرزها، تلك الأغنيات التي اتخذت من أشعار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عموداً فقرياً لها، مثل «أسعد شعب» و«يا علمنا» و«شكراً حماة الوطن» و«يا موطني»، وهي أعمال أعتز بها كثيراً». وأضاف: «ربما ابتعدت قليلاً عن الساحة خلال السنوات الماضية، بهدف مشاهدتها من الأعلى ومن أجل فهم طبيعة التحول الذي شهدته، حيث تحول سوق الأغنية من ورشة عمل تجمع الشاعر والملحن والمغني معاً، إلى أغنيات خاصة يتم صياغتها من أجل إرضاء ذوق معين»، متمنياً في الوقت نفسه «أن يرى الساحة الفنية بشكل أفضل، وأن ترجع إلى سابق عهدها».

لمسات خالد لا تزال حاضرة في الأغنية الإماراتية، لا سيما الشعبية منها، فلا تزال أصداء «ظبي الجزيرة» لأصيل أبو بكر، و«الأمل» لكاظم الساهر، ترن في فضاء الأغنية المحلية والخليجية، التي قيّم خالد إنتاجاتها، بقوله: «يمكن القول إن ثيمة واحدة فقط أصبحت مسيطرة على الأغنية الإماراتية والخليجية، ونوع واحد من التوزيع والتنفيذ، ما جعل الأغاني الحالية تخاطب ذوقاً واحداً معيناً، الأمر الذي يؤكد افتقادنا للإبداع والابتكار في الجمل اللحنية والإيقاعات»، وتابع: «لدي حالياً أفكار فنية جديدة أعمل عليها، وأتمنى من خلالها أن أتمكن من إحداث نقلة جديدة في الأغنية الإماراتية، كما بدأتها في عقد التسعينيات، عبر إدخال إيقاعات جديدة وأفكار لحنية مبتكرة عليها».

كساد

خلال السنوات الماضية، استطاع الإيقاع الإماراتي التغلغل في تفاصيل الأغنية الخليجية، والهيمنة على نسبة كبيرة منها، وعن ذلك قال خالد: «الأغنيات التي اعتمدت على أشعار المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان لها دور رئيس في انتشار الأغنية الإماراتية على مستوى الخليج، وساعد على ذلك أيضاً الاهتمام بظهور هذه الأغاني بجودة لحنية عالية المستوى»، مبيناً أن ذلك حمّله «مسؤولية كبيرة في عملية الإبداع في اللحن، من خلال خلق تراكيب إيقاعية جديدة، تظهر للمرة الأولى في الأغاني»، مشيراً إلى أنه سبق هذه الخطوة، باستخدامه للإيقاع الشعبي الإماراتي في أوبريت «كأس آسيا» وابتكاره من بعدها لتركيب إيقاع العيالة. وقال: «مسؤولية الملحن كبيرة في إبراز الأغنية، ويؤدي دوراً مهماً في إنجاحها، ولذلك فعليه دائماً أن يكون مجدداً ومبتكراً في تراكيبه اللحنية».

في المقابل، أكد خالد «عدم وجود كساد في الأغنية الإماراتية والخليجية وحتى العربية»، وقال: «في الواقع لدينا كم كبير، ولكن نادراً ما نجد الأغنية التي ترتقي إلى الذائقة، وهناك الكثير من الأغاني التي تذاع يومياً ولكنها تفتقر إلى العناصر الأساسية المتمثلة في الملحن والشاعر العارفين بهذا المجال، لتبقى مسؤولية نجاح هذه الأغاني كاملة على كاهل المغني».

Email