مهندسة مدنية تعشق الألوان والفن التكعيبي

دراويش الصوفية أبطال لوحات ريا شارما

ت + ت - الحجم الطبيعي

بين مدارس الفن التشكيلي ومدارس الهندسة تتأرجح الفنانة الهندية ريا شارما، لتُوجد لنفسها موطئ قدم، في أحضان المدرسة التكعيبية.

حيث قادتها الخطوط الهندسية المتشابكة ومنذ 7 سنوات في رحلة طويلة لاكتشاف الجمال الداخلي، ذلك الكامن في دواخلنا، ومحصناً بالقوة والرغبات المختلفة، والتي كرّستها في لوحات تراوحت ألوانها بين الأصفر والأزرق والأبيض، متخذة من دراويش الصوفية.

وأسطورة ميرا الهندية أبطالاً للوحاتها التي تعرضها حالياً في معرضها الفني المقام في رأس الخيمة بتنظيم من مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، ليأتي المعرض حاملاً عنوان «الانتقال إلى الأبدية: التكعيبية المتحركة»، حيث يستمر المعرض حتى 29 الجاري.

تفاصيل

ريا شارما مهندسة برتبة فنانة، تقيم في دبي منذ 19 عاماً، قضت جلّها في اعتلاء الأبراج وتطبيق نظريات الهندسة عليها، لتجد وقبل 7 سنوات نفسها منقادة في عوالم الفن التشكيلي، حيث وجدت شغفها، فهي وكما تقول لـ«البيان»: إن الإلهام الأساسي دائماً يأتي من الداخل.

وليس من الخارج، معتبرة أنها تعودت أن تدرب نفسها بنفسها، مستندة في ذلك إلى ما يفيض به قلبها من شغف حقيقي، لعب «التكعيب» الفني دوراً أساسياً فيه، فجاءت معظم أعمالها الفنية لتدور حول الروحانية والانسجام الداخلي، وبعض القضايا الاجتماعية.

تتمعن في تفاصيل لوحات ريا شارما، حتى تتضح من بين خطوطها معالم المدرسة التكعيبية، ذلك الاتجاه الفني الذي يتخذ من الأشكال الهندسية أساساً لبناء العمل الفني.

حيث تقوم أصول هذه المدرسة على الاعتقاد بأن الهندسة تعتبر أصول الأجسام، وفي لوحات ريا، يتجسّد هذا الاعتقاد، الذي يبدو جلياً في لوحات دراويش الصوفية، التي تكاد تهيمن على معظم لوحات معرضها، الذي خصصت بعض لوحاته لاستلهام التراث المحلي.

تأمل

تقول ريا: «قبل 7 سنوات وجدت نفسي، وعن غير قصد، بين الألوان، وبدأت بممارسة الفن في دبي، وشاركت في العديد من المعارض، بعد أن صقلت مهارتي في الهندسة المدنية، لتصعد طموحاتي نحو السماء، وتعانق الغيوم». في حديثها يمكن لك أن تتلمس مدى تعلقها بالصوفية الساحرة، حيث تقول: «من خلال دراستي للصوفية اكتشفت مدى سهولة رؤية الحب في قلوب الناس.

ولا أنكر أن الصوفية والشاعرية قد تمكنت من تحفيزي على التأمل، وأن تزيد من شغفي بالموسيقى والرقص والدوران». وتابعت: «أعتقد أن المدرسة التكعيبية قد منحتني القدرة على التعبير عن ذاتي، وعن الجمال الداخلي، الذي مضيت في رحلة طويلة بحثاً عنه». وأشارت إلى أن تركيزها على اللباس الأبيض الطويل قد منحها زخماً عالياً، ومكَّنها من تطبيق مبادئ التكعيبية.

وقالت: «اختياري لدراويش الصوفية، بما يمتازون به من رداء أبيض طويل، وأغطية رأس طويلة وملونة، قد ساعدني في خلق حركة ما داخل لوحاتي، خاصة أن الدراويش عادة ما يطلقون أيديهم في الهواء، فيما عيونهم تتوغل في التأمل والبحث عن شيء ما، وأعتقد أن هذه الحالة أيضاً تجسدت في أسطورة «ميرا» الهندية التي طالما أحبت الموسيقى والرقص، ووجدت فيهما ملاذاً للتأمل والانسجام».

Email