جنيفر تاونلي رائدة الفن الحركي الهولندي تحتفي بمعرضها الأول بدبي

منحوتات معاصرة شغوفة بالهندسة الميكانيكية

ت + ت - الحجم الطبيعي

توثق الفنانة الهولندية جنيفر تاونلي عبر أعمالها المعروضة بصالة «ماد غاليري» التابعة لعلامة «إم بي آند إف» بدبي، حداثة منحوتات ميكانيكية منبثقة من تأثرها بالفن الغرافيتي وجذوره التاريخية في الفكر الإنساني، وكذلك الفلسفية وإظهار القيم الجمالية ومدى ارتباطها بفنون ما بعد الحداثة، والمتغيرات السياسية والإنسانية التي ألقت بظلالها على هذا النوع من الفن ذي الأشكال والأنماط المتحولة والشغوفة بسحر الدمج بين العمل الفني والهندسة الميكانيكية.

أنماط عشوائية

وفى السياق تؤكد جنيفر تاونلي أنها شغفت بالأشكال الهندسية منذ طفولتها، حيث تخرجت بشهادة بكالوريوس في الفنون من الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في لاهاي بهولندا عام 2008، لتبدأ مسيرتها بدافع من حبها العميق للعلم، ولا سيما الفيزياء والهندسة والرياضيات، ما قادها إلى أعمال المبدع الهولندي وأشهر فنان غرافيكي في العالم موريتس كورنيليس إيشر، فقد ألهمتها تركيباته المستحيلة وأنماطه المتكررة نحو استكشاف الجانب الهندسي للفن، وسحرتها قدرة الآلات على تحويل حركات دائرية بسيطة نسبياً إلى أنماط عشوائية وفوضوية معقدة للغاية، ووجدت ضالتها في متانة واستمرارية الآلات الميكانيكية.

إصدارات استثنائية

تضيف جينفر التي تعرض 5 من أعمالها المحدودة الإصدار بصالة عرض «ماد غاليري» التابعة لعلامة «م بي آند إف»، عن توسعها بعد انتقالها إلى مركزها الجديد في «قاعة الأزياء» في دبي مول، أن التحولات الفكرية لحقبة ما بعد الحداثة وباتجاه نزعة الفن أصبحت المراكز الدلالية والمرجعية وبؤر المعاني ذات نزعة غرافيتية في طبيعة الإنتاج الفني بالنسبة لي، حيث أترك العنان لمخيلتي وقدراتي، حيث أتخيل الأشكال كما لو كانت تتجه نحوي، ومعنى هذا أن تكون هناك علاقة عميقة بيني وبين منحوتاتي التي لا تفرض علي أشكالاً محددة.

تكوينات الحركة

وتعتقد جينفر أن الحركة لا يمكن أن تقحم في العمل الفني، وإنما ينبغي أن تكون الحركة الميكانيكية، جزءاً حيوياً في تجربة المشاهد، لطبيعة العمل المصنوع من العديد من المواد في كثير من الأحيان ومنها الزجاج والمعدن والشريحة والخيوط البلاستيكية، وهذه التكوينات رغم تجريديتها المفرطة فهي لا تغادر السمة الشخوصية في التكوين النحتي المعاصر، وبالتالي تسعى ابتكاراتنا كفنانين إلى اختبار مخيلتنا نحو أشكال نشاركها مع الجمهور، خاصة أن الكثير من النحاتين ينتمون إلى فئة الفنان التجميعي الذي يقوم بتحويلها من وظائفها الأولية إلى وسائل وغايات واتجاهات، مكوناً علاقات جديدة، فما كان مهملاً منبوذاً وهامشياً يصبح الآن مع الفنان التجميعي مهماً يأخذ دوره أو شكله في تكوين تراكيب فنية مبتكرة.

النحت المعاصر

وتؤكد جينفر أن 60 % من النحت المعاصر مصنوع من نوع ما من المعدن، ويعود ذلك إلى أننا نعيش في ظل حضارة تعتمد على حد بعيد على علم المعادن في نتاجها المكاني وفي توزيع هذا الإنتاج، فضلا عن امتلاك المعادن لميزات خاصة، إذ بالإمكان قطعها وتركيبها وقولبتها، وهي تكتسب قابلية للبقاء تفوق أية مادة أخرى، إن التبريرات الرئيسية لهذا التطور قائمة على إمكان الإفادة من المادة الجاهزة وسهولة البناء، بحيث يخضع لأي تصور شكلي بين يدي النحات وقدرته على التكيف هي بسبب استخدامه بكثرة في الوقت الحاضر.

طبيعة هندسية

وتقول جينفر إن أعمالها في المجمل تهدف الى استثمار معطيات الأحاسيس البصرية وفي الاتجاه التشكلي الذي يفتش عن الأثر الذي يتركه العمل في عين المشاهد ويتقصى الإيهامات البصرية المضللة للعين، وهو الاتجاه الذي نتج عن «مسألة العلاقات الجدلية» بين رؤية موضوعية ورؤية ذاتية، بين ظواهر فيزيولوجية وأخرى نفسانية، وعن إدخال هذا الجدل العلمي في المجال الفني وإظهار تلك النزعة الواضحة باتجاه فنون النحت الحركي الهندسي الميكانيكي المتميز عن غيره من الفنون البصرية الأخرى، إنها تنزع لأن تكون ذات طبيعة هندسية وتجريدية.

Email