المعهد يعلّم اللهجة الإماراتية لكل جنسيات العالم

بالفيديو.. «الرمسة».. 1000 طالب في 4 سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يتعلم المــرء شيئاً إلا إذا أحبه؛ فإذا أحبه، احترفه، وتفرّد فيه. ومن أجمل ما يتعلمه الإنسان ثقافة الآخرين، وخصوصاً اللهجة التي تعد باباً واسعاً لفهم طبيعة الشعب وخصاله فضلاً عن عاداته وتقاليده. هنا في الإمارات، أرض التسامح والتعايش، يعيش أكثر من 200 جنسية في سلام ووئام واحترام.

ومن بين هذه الجنسيات التي سكنت الإمارات في قلوبهم، مجموعة من أبناء شتى جنسيات العالم عاشوا فيها منذ سنوات طويلة، وأحبوا لهجتها، فقرروا أن يتعلموها، على الرغم من صعوبة ذلك عليهم، وخاصة أنهم أجانب من جنسيات مختلفة، ولكن ولأن الإمارات تفتح بابها أمام الجميع، وتمد جسورها بين مختلف الشعوب، كان الأمر مختلفاً، فمعهد «الرمسة» وفر الأرض الخصبة لاندماج الأجانب مع المجتمعات العربية، فقام خلال 4 سنوات بتعليم أكثر من 1000 طالب أجنبي من مختلف الجنسيات، وفـــق مناهــج دراسية معتمدة. «البيان» اقتربت أكثر من هؤلاء لتكشف عن الأسباب التـــي دفعتهم لتعلم اللهجة الإماراتية، والصعوبات التي واجهتهم، والتقت عدداً منهم في معهد «الرمسة».

تفاعل

«أعيش في الإمارات منذ 15 عاماً، وأنا مهتمة بالفعل بتعلّم اللهجة المحلية للبلاد لأتمكن من التفاعل مع الأصدقاء والزملاء»، تقول دانيلا الأميركية: تعتبر تجربتي مع «الرمسة» رائعة، إنه لأمر ممتع أن تخوض تجربة التفاعل من خلال اللعب والعمل معاً للتعلم. «أرمس» هي واحدة من بين الكلمات المفضلة لدي ومعناها التحدث بالعربية، وتعني الكثير أثناء محاولة التعلم والتحادث معاً.

رغبة

الوضع لا يختلف كثيراً مع هيناريش، هندي الجنسية، فقد دفعه الفضول إلى أن يتعلم اللغة العربية، لتكون جسراً بينه وبين من يعيش في محيطه من الأصدقاء، يقول: أتعلم اللغة العربية لأني أرغب في التحدث مع الناس المحليين، لاسيما أني عشت في دبي لسنوات طويلة من دون أن أتقن اللغة كما يجب، ولهذا السبب أنا أتعلم العربية. وقد تعلمت حتى الآن، على الأقل كيفية إدارة الحوار مع الأشخاص الآخرين والأصدقاء باللهجة المحلية.

أتعلم العربية منذ أكثر من شهرين وأصبحت أتحلى بالثقة للتكلم بالعربية وآمل -إن شاء الله- مع قليل من الممارسة أن تتحسّن أكثر. أما فيكتوريا الروسية فجاءت إلى الإمارات وعمرها 18 عاماً، فأحبت تعلم العادات والتقاليد والثقافة الإماراتية، وأصبحت اليوم تتحدث اللهجة المحلية بطلاقة ، لدرجة أن البعض يسألها إذا كان أحد في أفراد أسرتها إماراتياً.

مفتاح القلوب

تحاول حنان الفردان، مؤسس معهد «الرمسة»، فتح أبواب التعارف والتقارب بين مختلف الجنسيات ونشر الثقافة واللهجة الإماراتية، إذ تؤمن بأن اللغة هي مفتاح للقلوب، وقد جاءت فكرة تأسيس المعهد لها حينما أخبرتها صديقتها الأسكتلندية برغبتها في تعلم اللهجة المحلية حتى تتمكن من التواصل بينها وبين أهل الإمارات بصورة أفضل، فلا أحد -على حدّ قولها- يتحدث اللغة العربية الفصحى، لذلك هي تفضل تعلم اللهجة الإماراتية، وقتها رحبت الفردان بالفكرة، وبدأت بتعليمها لتفاجأ باليوم التالي بشاب إيطالي يرغب هو الآخر في الانضمام إليهما، واليوم الثالث انضمت لهم فتاة أميركية وهكذا، لتتبلور الفكرة لدى الفردان وتؤسس معهد «الرمسة».

وأضافت: اليوم لدينا منهاج متكامل لتدريس اللهجة الإماراتية حيث يوجد 9 مستويات يتم تدريسها من خلال 16 كتاباً، إضافةً إلى أننا أطلقنا معجماً إماراتياً تمت ترجمته للغة الكورية والإيطالية، فنحن من خلال المعهد نرغب في توصيل رسالتنا من القلب للقلب.

وتابعت: المعهد ليس فقط للأجانب، بل هناك فئة إماراتية لغتها الأولى هي الإنجليزية بحكم دراستهم وبيئتهم المجتمعية التي أبعدتهم عن لغتنا الأم، لذلك يمكنك أن ترى أثناء الدروس إماراتياً يجلس بجوار روسي لتعلم لغة ولهجة أجداده.

Email