غويندولن بروكس أول «أفروأميركية» تفوز بجائزة بوليتزر

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد الشاعرة الراحلة غويندولن بروكس أول أميركية من أصل أفريقي، تفوز بجائزة بوليتزر في 1949، على قصائدها التي نظمتها عن واقع حياة السود في شيكاغو، حيث عاشت طوال حياتها التي امتدت 83 عاماً، وألقت الضوء على فترة مهمة من تاريخ الولايات المتحدة.

تقول الشاعرة عن قصائدها الأولى: «كتبت عما رأيته وسمعته في الشارع، فقد ترعرعت في شقة صغيرة في الطابق الثاني على زاوية طريق، وكنت أطل على شارعين». أول مجموعة شعرية لها صدرت في 1945 تحت عنوان «شارع في بروزنفيل»، وقد لفتت انتباه دار نشر «هاربر أند رو»، حيث قال عنها محرر الدار إنها تلتقط «رثاء المصائر التافهة، ونحيب الجرحى، والأحداث الصغيرة التي تملأ حياة الفقراء البائسين، ومشكلات التحيز المشتركة».

لكن بروكس ستصل العالمية مع ديوانها الثاني «آني الين» الذي فاز بجائزة بوليتزر. القصائد في الديوان تتعقب حياة فتاة بروزنفيل، ابنةً وزوجةً وأماً، وقد قال عنها أحد أعضاء لجنة التحكيم في الجائزة، إنه لم يسبق أن كتب شاعر أسود أبياتاً من تجاربه الذاتية والموضوعية، من دون تضمين مشاعر التظلم أو النقد العنصري كهدف من أهدافه، لكن بروكس كانت بمستوى رفيع من المهارة والقوة الشاعرية الخارجة من القلب، التي تتصف بثراء التجربة العنصرية أيضاً.

كتبت الشاعرة أنها مهتمة في سرد حقيقتها كما رأتها، فنظمت تلك الأبيات في «زوايا السماء المقوسة»: «أرضنا بين أمور أخرى دائرية /‏‏ وهذا يعني بأن كلاً منا بإمكانه أن يحمل /‏‏ وجهات نظر مختلفة كلياً وتكون صحيحة». لكنها ستطلق لاحقاً «إعلان استقلالها» عن فلسفة الاندماج التي طبعت أعمالها تلك، وتنظم أبياتاً عن سكان أحد المباني، حيث يعيش السود، بالسطور المحمومة التالية: «القصائد التي تسعل قليلاً تلتقط العطاس/‏‏ هذا الوقت المناسب للقصائد الكبيرة التي تزمجر/‏‏ قصائد من جليد وقيء ودماء ملوثة».

وفي كتاب أشبه بسيرة ذاتية صدر عام 1972 تحت عنوان «تقرير من الفصل الأول»، أوضحت بروكس: «هل تدرك حقيقة يفترض أن تكون مفاجئة عن احتفالات شبابي؟ كلها كانت متجذرة في أوروبا أو الولايات المتحدة. لم يكن هناك أي احتفال في منزلي، أو في أي منزل أصحابه من السود، يبرز أي أمجاد للسود أو عظمة. أدرك الآن أنني أساساً أفريقية».

تقول، إن لحظة إعادة اكتشاف وعيها بأنها سوداء جاءت في 1967، وكانت حركة الحقوق المدنية في ذروة نشاطها، فكتبت: «هدفي في المستقبل نظم أشعار تدعو لنجاح الشعب الأسود.. ليس ضد البيض، بل أساساً من أجل الشعب الأسود». وبدأت قصائدها تأخذ طابعاً سياسياً، وانتقلت بعد ذلك لتعمل في دور نشر في محاولة لرعاية الأدب الخاص بالسود.

ألّفت بروكس رواية واحدة «مود مارتا» عن فتاة تمر من الطفولة عبر المراهقة الحالمة إلى أن تصبح عروساً تعيش «في مبنى رمادي في عالم أبيض بارد»، لكن الرواية لم تحظَ بالاعتراف الذي تستحقه. قصائدها تتصف بإحساس مرهف، ففي أبيات تصف زوجين طاعنين في السن، فتقول: «في الظلمة المزدحمة لم ينطقا بكلمة /‏‏ على الرغم من أن الطيرين بمعطفين جميلين كانا يصفران بخفة طوال اليوم».

Email