ارتجالات تدفع الموسيقى إلى عالم المستقبل

عازف البيانو النيويوركي فيغاي أيير ـــ من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

يبدو الأمر جنونياً من الناحية النظرية، بل إنه الجنون بعينه أن يتصدر عازف البيانو النيويوركي والبروفسور الهارفردي فيغاي أيير، الذي يشتهر بارتجالاته الغريبة ومشاريعه المتقشفة أحياناً الأخبار بحفل أقامه في صالة نادٍ خانقة في يوم يسجل أعلى درجات الحرارة في السنة.

والحقيقة أن النجاح الذي حققه الحفل تفوق على ذاك الذي قد يقام في قاعة مخصصة لهذا النوع من الحفلات سيما بالنظر إلى طبيعة المشروع الأحدث لأيير، وهو عبارة عن ألبوم سداسي مسجل بعنوان «من البعيد».

رقص

ليس بالإمكان الرقص على تلك الموسيقى علماً أن البعض قد فعل، إلا أن هناك شيئاً من العضوية الجسمانية المهيمنة على تلك الفرقة المتميزة بما يجعلها تتناسب على نحو غريب مع بيئة النوادي.

ويشكل العمل السداسي المؤلف من البيانو والبيس والطبول الثلاثية مع ثلاثة أبواق واحداً من التصميمات الكلاسيكية في موسيقى الجاز، إلا أن مقطوعة أيير لا تتقاطع بل لا تملك الكثير من المواصفات المشتركة مع ذاك العالم.

عالم المستقبل

تدفع بعض مقطوعات الألبوم إلى عالم المستقبل، ويستمتع المرء تحديداً بالاستماع إلى المقطوعات منفردة العزف التي تبدأ على نحو يشبه نجاراً منشغلاً بالبناء قبل التحول إلى نغمات ملحمية متعددة الإيقاعات.

قد تكون الموسيقى التي تعزف أحياناً قاسية الملامح صعبة لكنها تقابل بصمت خاشع وسط صفوف الجماهير، فيما الدليل يثبت أن الموسيقى الصعبة تنجح في أكثر البيئات غير المتوقعة.

Email