فتيات الباليه في غزة..رقصات ترسم ملامح وأحلام حياة هانئة

أكثر من 50 فتاة مسجلة في مدرسة الباليه في مركز «القطان» | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

ربما لا تدرك الصغيرات جمال ما يقمن به، لكن ملامح وجوههن ارتسمت بعناية يحيطها الشغف في الحياة والرغبة في الرقص كما الفراشات تحوم حول النور تفصح عن مدى جمال رقصة الباليه وجمال مؤديها من الفتيات الصغار. تلك هي حال مجموعة الفتيات اللواتي شاكرن أخيرا، في باليه خاص في غزة.

التمسك بالحلم

يسندن أذرعهن إلى الحائط، ويقفن على أصابع أقدامهن مرتدين الملابس المبهجة في صورة تعبر عن مدى الإرادة التي تسكن هؤلاء الفتيات وقدرتهن الفائقة على إتمام رقصات الباليه، والتي تحتاج لتركيز ذهني وعضلي فائق، طموحات يعلوها الحلم حيث تطمح هؤلاء الفتيات إلى جانب تعليمهن هذا المجال بأن يصبحن طبيبات في المستقبل وأخريات يطمحن بأن يصبحن مهندسات ومعلمات إلى جانب العديد من الأحلام المقيدة هنا في قطاع غزة ما لم يلبث المواطن بالتمسك بحلم إلا ويصادفه في الطريق العديد من المعيقات ما بين انقسام وحصار.

فرصة

أكثر من خمسين فتاة مسجلة لدى مدرسة الباليه في مركز القطان للطفل في قطاع غزة، العديد من الأنشطة التربوية والتعليمية يمارسها المركز، بهدف رفع الوعي المعرفي والذهني لدى الأطفال، إلا أن وجود معلمة متخصصة في هذا المجال لدى المركز جعل فرصة إنشاء مدرسة للباليه داخل المركز أقرب للتحقق، لاسيما بعد ما اتضح لدى القائمين على المركز رغبة أهالي الفتيات بتنفيذ مثل هكذا أنشطة.

الطفلة لمياء (7 سنوات) تتحرك بدقة وأناة أثناء أداء تمارين الباليه مع المدربة الخاصة بذلك بالشكل الذي يشي ببراعة فتيات غزة على إتقان هذا المجال، وتقديم صورة للعالم مفادها أن الصغار هنا والكبار يحلمون بحياة خالية من فوضى الفقر والحرب والاقتتال ويسعون لتحقيق ذلك بأقل الإمكانات التي تؤهل لذلك.

تحقيق الهواية

تقول لمياء: «أنا كان نفسي أتعلم باليه وشكراً لأمي لأنها ساعدتني على تحقيق حلمي، أشعر بالفرح لما بآجي على المركز وأرى صديقاتي معي»، أما أم لمياء لم تدخر جهداً على تلبية رغبة ابنتها المتفوقة في دراستها، والتي تلمح في عينها خيالاً تحاول أن تجيب عنه بكل الطرق الممكنة تقول أم لمياء: «في البداية واجهت بعض الانتقادات حول تعليم ابنتي لرقصة الباليه كونها عادة غريبة أو طارئة على مجتمعنا هنا بغزة، ولم نعتد عليها إلا أنني أرى فيها أمراً عادياً لطفلة لم تتجاوز العشر سنوات، وأعتبرها نشاطاً صيفياً ينقضي بانقضاء الإجازة الصيفية، وأنا أمها أكون متواجدة معها أثناء تلقيها التدريبات الخاصة بالباليه وأصطحبها معي في الذهاب والإياب»، وتضيف أم لمياء عن مستقبل ابنتها: «أنا أؤيد أن تمارس ابنتي هذه الهواية اللطيفة، وهي طفلة وفي عمرها الآن سبع سنوات، لكن بالتأكيد سيكون الأمر مختلفاً حين تكبر ولن أسمح لها مثلاً بأن تكون راقصة باليه، فابنتي لديها حلم بأن تصبح معلمة حينما تكبر تدرس الأطفال الذين هم في سنها الآن».

Email