وثائقي يعكس مدى تفاعل المجتمع المحلي مع الآخر

«ناني».. سرديات تعايش الثقافات في الإمارات سينمائياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد مشاركته بمسابقات دولية، وحصوله على العديد من الجوائز العالمية، عرض الفيلم الوثائقي «ناني» على جمهور الإمارات، مساء أمس، في سينما فوكس نيشن تاورز في أبوظبي، ويستمد الفيلم قصته من صميم الواقع الإماراتي، وتدور أحداثه حول أسرة إماراتية تستعين بمربية بريطانية، ما يخلق نوعاً من التجاذب والتنافر، وهو ما يبين مدى وحقيقة تقبل الإماراتي لثقافة الآخر، ومدى تفاعل وتعايش الآخر مع الثقافة الإماراتية، مستعرضاً التصور عن الإمارات في عيون الآخرين.

من وحي الواقع

الفيلم الذي أنتجته "أناسي للإعلام" قدمته أخيراً في عرض خاص، خلال احتفالها بمرور 10 سنوات على تأسيسها. وتتمحور أحداث الفيلم حول عدة قضايا، منها حرص العائلة الإماراتية على التزام المربيات من جميع الجنسيات، بمن فيهن البريطانيات، بالعادات والتقاليد الإماراتية، في قواعد تربية الأبناء، من خلال أسرة «محمد الحمادي»، التي تستعين بمربية بريطانية بشكل مؤقت لتساعدها على ترتيب برنامج أطفالها اليومي الخاص بالدراسة والنشاطات، ما يخلق نوعاً من التجاذب أحياناً، والتنافر أحياناً أخرى بين المربية والأطفال بالأخص عند توجيههم وتغيير عاداتهم اليومية.

تفاعل

ويتطرق الفيلم إلى وجهات نظر الأسر المختلفة بين المؤيد والمعارض منهم لفكرة الاستعانة بمربيات أجنبيات، كما يبين في أحداثه تفاعل الأطفال مع هذه التجربة، ومدى استفادة الأسر من المربية الأجنبية، ووجهة نظر المجتمع حول تلك الأسر التي تحتاج إلى مساعدة إضافية في تربية أبنائها، وفي الجانب الآخر يبين الفيلم مدى تكيف وتأقلم المربية البريطانية مع عملها وبيئتها الجديدة.

وفي إطار هذه الأحداث، يكشف الفيلم عن أهم المعالم في دولة الإمارات، وفي لندن، مركزاً على بعض الأماكن السياحية، وأماكن أخرى مرتبطة بالأنشطة الثقافية والفنية والتراثية والرياضية، ما يمنح المشاهد الفرصة للتعرف إلى الحياة في الإمارات، وأهم مفرداتها الثقافية. ويكشف الفيلم، أيضاً، بفكرته غير التقليدية التي تتميز بطابع مرن لا يخلو من الجرأة التي لم يعتد عليها المشاهد، عن تفاصيل العلاقات وطبيعة الحياة والتفاعل بين عدة ثقافات مختلفة داخل بيت واحد، في ضوء الخبرات الذاتية المتباينة لجميع الأطراف، والأفكار المسبقة لدى المربية، وكذلك أهداف الأسرة ومدى الاستفادة من الاستعانة بمربية بريطانية، ليقدم تصوراً صادقاً للواقع الاجتماعي والعالم الذي تعيشه المربيات البريطانيات والعائلات التي تعمل لديها.

عروض

الفيلم الذي قام بإخراجه البريطاني بول جيمس، وشارك فيه «بن باز»، نجح في استقطاب اهتمام وإعجاب النقاد والإعلاميين في بريطانيا وأميركا، بعد أن حقق نجاحاً عالمياً من خلال مشاركته في العديد من المهرجانات السينمائية الدولية، وفاز بعدة جوائز، من بينها: جائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان «لوس أنجليس» السينمائي، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان تورونتو الدولي السينمائي «نوليوود» في كندا، والجائزة الذهبية في مسابقة هوليوود للأفلام، وجائزة في مسابقة جوائز الفيلم الأميركي.

وعرض الفيلم في عدة مهرجانات، منها :مهرجان سيدني العالمي للأفلام في أستراليا، مهرجان طريق الحرير في ايرلندا.

شباب

أنشأت الشيخة اليازية بنت نهيان بن مبارك آل نهيان «أناسي للإعلام» عام 2007، المؤسسة المنتجة للعمل، بهدف الإسهام في تطوير الحركة الإبداعية الفنية والثقافية في الإمارات، وتسعى أناسي لتشجيع الشباب على الانخراط في هذا المجال الإبداعي.

Email