المخرج الإيطالي بيلوشيو ..استكشاف الأشياء عبر حياة الآخرين

ماركو بيلوشيو أنجز روائع للسينما الإيطالية | من المصدر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أنجز المخرج الإيطالي ماركو بيلوشيو روائع متفردة للسينما الإيطالية، منذ أن امتهن الإخراج قبل 50 عاماً، إلا أن الاعتراف العالمي بعطاءاته جاء متأخراً، على الرغم من أن أفلامه ملأت المهرجانات العالمية.

حالياً، وقد بلغ الـ 78 عاماً، يقوم بإخراج فيلم عن توماسو بوتشتا، رجل العصابات الذي ندم على أفعاله وتحول إلى مخبر. ويقول إن الفيلم يتيح استكشاف مواضيع السلالات العائلية والرفض المؤسسي، وهو يعتقد أن نضوجه العاطفي كان أساسياً في مقاربته للمواضيع، مؤكداً في معرض حديثه: «عندما تكون أصغر في السن، تنطلق من نفسك وترى العالم من خلالك، أما الآن فيمكنني استكشاف الأشياء التي أشعر بها عبر حياة الآخرين».

2011

وفاز بيلوشيو عام 2011 بجائزة الإنجاز مدى الحياة في مهرجان البندقية السينمائي بعد رصيد لا يستهان به من الأفلام المهمة، التي تعرض حالياً في بريطانيا.

وفيلمه الأول «قبضات في الجيب» عام 1965، فاز بجائزة مهرجان لوكارنو السينمائي، ويتناول قصة عائلة مؤلفة من أربعة أخوة، ثلاثة يعانون من الصرع، وأمهم المكفوفة، ويتعامل مع قيم العائلة والأخلاق القويمة، وقد سبق المخرج عصره في طرح قضايا الأمراض النفسية التي سيعالجها في كثير من أفلامه، إثر انتحار شقيقته عام 1968 الذي سبب صدمة قوية في حياته.

تطل أفلامه على المجتمع الإيطالي وأعرافه الاجتماعية، وقد أنجز في فترة مبكرة أفلاماً مهمة، مثل: «قبضات في الجيب»، و«صباح الخير»، و«ليل»، وهو عن اختطاف رئيس وزراء إيطاليا ألدو مورو، و«قفزة في الظلام»، لكن فترة السبعينيات من القرن الفائت كانت أوقاتاً صعبة على بيلوشيو، فنجمه لم يكن قد صعد بعد، فيما كان العالم يحتفي بالمخرج الإيطالي برناردو برتولوتشي، الذي بدأ مشواره الفني معه.

ويقول في مقابلة مع صحيفة «إندبندنت» البريطانية، إن إحساسه بالعجز في تلك الفترة لم يؤثر على أعماله، مضيفاً: «حساسياتنا مختلفة جداً أنا وبيرتولوتشي، فأفلامي أكثر إيطالية أو أوروبية، بالتالي محاولة تقليد أسلوبه كان فشلاً وانتحاراً فنياً».

في التسعينيات من القرن الـ 20 عايش المخرج الأزمة الوجودية لليسار في العالم، وقد عكست بعض أفلامه ذلك، مثل «باسم الأب»، و«فكتوري مارش»، حيث تدور قصصهما عن أشخاص يحاولون التمرد على المؤسسات، فيكتشفون وجود بنى لا يمكن اختراقها.

ويقول بيلوشيو إنه في تلك الفترة شعر بضرورة اللجوء إلى طبيب نفسي، وليس نادماً على ذلك، فقد أكسبته التجربة غنى داخلياً، وكانت بمثابة شحن لإنتاجه الإبداعي، كما أثرت في مقاربته للقصص. وقد قام بعدها بتصوير «قفزة في الظلام» عن الانتحار والانبعاث، ربما كطريقة للتعامل مع انتحار شقيقته. يعتقد أن فيلمه عن أيدا دالسر، التي حملت بالطفل غير الشرعي للزعيم بنيتو موسوليني، لم يكن ممكناً خلال الفترة الأولى من حياته المهنية، عندما كان اهتمامه منصباً على سرد القصص من منظور شخصي.

Email