فيلم توعوي جديد للمخرجة الهندية زينوفر فاطمة عرضته في دبي

«ذا بيريل».. مخاطر العالم الرقمي تهديد لبراءة الأطفال

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لمشاهدة الغرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

 

تعود المنتجة والمخرجة الهندية زينوفر فاطمة، بفيلمها الدعائي الثالث الجديد «ذا بيريل»، والذي عرض أمس بفندق ماريوت دبي الجداف، حيث تدور أحداثه في دقيتين، حول إثراء الوعي بشأن المخاطر غير المرئية المحدقة بالأطفال من مستخدمي التكنولوجيا المتطوّرة، وتئد براءتهم.

ملصق الفيلم

 

وانطلاقاً من شغفها الواسع بصناعة الأفلام والتمثيل، أشرفت زينوفر فاطمة، بشكل مباشر، على عمليات تطوير وإنتاج وإخراج هذا المشروع/الفيلم، التوعوي، الذي عرض تحت رعاية الشيخة هند القاسمي، وتدور قصته حول فتاة وأبيها المولع بالعمل، اللذين يسافران لقضاء عطلةٍ معاً، حيث يتلقى أثناء رحلتهما في السيارة مكالمة من رئيسه في العمل، وخلالها تحاول ابنته الصغيرة مقاطعته بإلحاح طفولي، لجذب اهتمامه لينهي المكالمة سريعاً، فما كان منه إلا أن ناولها الجهاز اللوحي وأعطاها مطلق الحرية لتصفح المواقع الإلكترونية على الإنترنت، وأوعز إلى طفلته برسم لوحة معتمدة على برنامج الرسم، محورها اللون الأزرق، ولكن قادتها شبكة البحث إلى تصفح موقع لعبة «الحوت الأزرق»، التي ظهرت في روسيا في عام 2013، وكانت محدودة الانتشار حتى عام 2016، عندما انتشرت بين الشباب والمراهقين هناك على نطاق واسع. وتم اتهام مخترع هذه اللعبة، وهو روسي يدعى فيليب بوديكين، ويبلغ من العمر 21 عاماً، بتحريض نحو 16 مراهقة على الانتحار.

 

مخاطر رقمية

وفى السياق، توكد المخرجة فاطمة، أن الفيلم رواية مرئية، توجّه رسالة قويّة، مفادها أن التكنولوجيا تتمتع بأثر كبير ومحتوم في أبناء هذا الجيل، ولكن ذلك لا ينفي أن التقنيات المتطوّرة، تعتبر أداة مثالية لتعلّم وتطوّر الأطفال، ولكن شريطة استخدامها بحكمة، حيث ينجذب الأطفال في غمرة عصر استخدام الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية والشاشات العاملة باللمس، إلى التقنيات الرقميّة، وهو ما يُترجم بشكل حتمي، إلى زيادة تعرّضهم إلى مخاطر العالم الرقمي.

وتضيف فاطمة: في أواخر العام الماضي، أصدرت منظمة اليونيسف، تقريرها الشامل الأول حول حالة الأطفال في الفضاء الرقمي، تحت عنوان «وضع الأطفال في العالم لعام 2017: الأطفال في غمرة العالم الرقمي».

وأشار التقرير إلى أنه، ورغم استخدام الأطفال لشبكة الإنترنت بوتيرة واسعة (حيث إن واحداً من كل ثلاثة مستخدمين للإنترنت حول العالم، هو طفل)، ولكن لم يتم اتخاذ الكثير من الإجراءات لضمان حماية الأطفال من المخاطر المداهمة للفضاء السيبراني. كما تناول التقرير مدى مساهمة الإنترنت في تعرّض الأطفال للمخاطر والأذى، بما يشمل إساءة استخدام معلوماتهم الخاصة، والوصول إلى المحتوى الضار، والتنمّر والتسلّط السيبراني.

بيئة مخيفة

وتوضح فاطمة أن التكنولوجيا الرقمية، هي الآن حقيقة لا رجعة فيها في حياتنا «لدينا تحدٍ مزدوج، وهو كيفية التخفيف من الأضرار، مع مضاعفة الفوائد من الإنترنت لكل طفل». إذ تؤكد أنه يتحول الإنترنت إلى بيئة مخيفة بالنسبة للطفل، ولكن يوجد العديد من الأدوات، يمكنك استخدامها لضمان السلامة على الإنترنت، فيجب وضع "رقابة أبوية" على كل أجهزة التكنولوجيا، من كمبيوتر أو محركات بحث أو منصات الألعاب، وغيرها من الأجهزة الرقمية، وبهذه الخطوة، يمكنك منع الطفل من زيارة المواقع الضارة، أو ذات المحتوى غير المناسب للأطفال.

ولتطبيق هذه العملية، كما تقول، يمكن الاعتماد على برنامج مكافحة الفيروسات المثبت لدينا، فمعظم هذه البرامج توفر ذلك الخيار.

ثقافة الطفل

وتعتقد فاطمة أن الأطفال بطبيعتهم يتأثرون بالأمور الإيجابية أو السلبية، على حد سواء، ويمكن استمالتهم لأي جانب كان، لأنهم لا يمتلكون النضج الكافي الذي يمكّنهم من اختيار الصالح دون غيره، ومن هنا، يمكن التغلغل من قبل ضعاف النفوس، أفراداً أو منظمات، لاستغلال الأطفال سلبياً من خلال هذه الشبكة وبطرق متعددة، بدءاً من محاولة التأثير في ثقافة الطفل وقيمه، والتي قد زرعتها بداخله منذ الصغر، وصولاً إلى مخاطر العنف والاستغلال الجنسي، سواء كان مباشراً، عبر التواصل مع الطفل من خلال الشبكات الاجتماعية، أو غير مباشر. وتختم: يجب علينا كآباء وأمهات، تحمّل مسؤولية سلامة أطفالنا أثناء تصفّحهم لشبكة الإنترنت.

 

Email