استعرض في دورته الأولى تعزيز العلاقات التاريخية

«المنتدى الصيني العربي».. تواصل حضاري على خطى زايد

Untitled1

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أولى اهتماماً خاصاً للعلاقات مع الصين، فكان أن أسس، رحمه الله، مركز زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية في الصين، والذي يعتبر صرحاً علمياً ينشر الثقافة العربية والإسلامية بين أوساط الصينيين.

وقال الصايغ - في كلمة له خلال افتتاح أعمال الدورة الأولى لمنتدى الأدب الصيني العربي بالقاهرة تحت عنوان «الإبداع الأدبي على طريق الحرير الجديد»، بحضور الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الأسبق وعلاء عبدالهادي رئيس اتحاد كتاب مصر والدكتور سعيد المصري الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في مصر وسونج ايقوه السفير الصيني بالقاهرة: نرغب في مد جسور التواصل الثقافي بين الوطن العربي والصين تجسيداً لأمل عميق لم يغب أبداً بين الذكرى والإصرار، مشيراً إلى أن المنتدى يسعى إلى اقتراح وسائل عملية وتوصيات تحقق الأهداف المرجوة تكون في مجملها ومفصلها بمثابة خارطة طريق وتتلاقى مع طريق الحرير.

صرح رائد

وأشار الصايغ إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان قدم خلال زيارته التاريخية إلى الصين عام 1990 منحة لجامعة الدراسات الأجنبية لإنشاء مركز زايد بن سلطان آل نهيان لدراسة اللغة العربية والدراسات الإسلامية، حيث تم تشييد المركز بعد ذلك في بكين في العام 1994 ليكون صرحاً علمياً ينشر الثقافة العربية والإسلامية بين أوساط الصينيين، وبعد رحيل المغفور له الشيخ زايد قامت مؤسسات الدولة باستكمال ما بدأ؛ إذ تم في عام 2014 افتتاح مركز الشيخ زايد الثقافي في مدينة ووتشونج بمنطقة هونغ سي بو التابعة لمقاطعة نيفيثيا.

وقال الشاعر حبيب الصايغ: إن القاهرة عاصمة مصر الجميلة التي لا تتخلى عن ممارسة هوايتها المفضلة، وهي جمع الإخوة والأصدقاء على الخير في أفق المحبة والمعرفة بمعناها الشامل في أن تتعرف وأن تعرف، مضيفاً: إننا نسعى نحو تجديد علاقة ثقافية قديمة بين حضارتين كأنهما التاريخ، لافتاً إلى أننا نحتفل بمرور 100 عام على ميلاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد أطلقت الإمارات على هذا العام 2018 عام زايد.

وأضاف الصايغ: نرغب في مد جسور التواصل الثقافي بين الوطن العربي والصين، وذلك تجسيداً لأمل عميق لم يغب أبداً بين الذكرى والإصرار. وأوضح رئيس الاتحاد: نحن هنا اليوم لنقول إن الاتحاد هو همزة الوصل بين جميع الكتاب في العالم، المنتدى مشتمل على ماضي الوقت ومضارعه، ومشتمل أيضاً بالضرورة على ذاكرة المستقبل، موضحاً: نريد أن نطرح النموذج الأمثل لعلاقة ثقافية وأدبية وحضارية تسهم في بناء أوطاننا وتقريب المسافة بين شعوبنا، المسافة التي أوحى ببعدها ما ورد في مأثورنا العربي «اطلبوا العلم ولو في الصين».

مصالح مشتركة

وأوضح الصايغ أن الصين هناك في مكانها في التاريخ والجغرافيا، وأن الصين هنا في القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد وأبوظبي والرباط، وأن علاقتنا الثقافية كما ملأت القلب يجب أن تملأ العقل، ونحن هنا نحو توصيف حالة راهنة ونحو اقتراح وسائل عملية تحقق هذا الغرض النبيل، وأولها وضع صيغة لاستدامة هذا العمل بما يضمن تأثيره في الصين، كما سيتم اقتراح توصيات تكون في مجملها ومفصلها بمثابة خارطة طريق وتلاقٍ مع طريق الحرير كما هو في عقلنا ووجداننا، لافتاً إلى أنه سيحقق مصلحة عامة مشتركة ويتلاقى قبل ذلك مع طريق الحكمة، والحكمة عربية، والحكمة صينية.

تبادل معرفي

وطالب الصايغ بمزيد من الخطوات العلمية التي تعزز التبادل الثقافي والمعرفي، بدءاً من تأييد تعليم نظامي مدروس للغتين العربية والصينية، ويمكن البدء بالتجريب في مدارس مختارة وصولاً إلى تشجيع حركة التأليف والترجمة والنشر، مستدلاً في كلمته على نتائج ندوة مماثلة عقدت في أبوظبي قبل عامين وتشرف برئاسة جانبها العربي، فيما ترأس الجانب الصيني شانغ تشي، نائب وزير الدولة الصيني للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون، كما أعلن أن هذا موصول بجهد آخر قريب.ودعا الصايغ الحاضرين إلى استضافتهم في أبوظبي الشهر المقبل، بالتزامن مع الزيارة الرسمية للرئيس الصيني إلى الإمارات. وأنهى كلمته بتوجيه الشكر للضيوف الحاضرين متمنياً النجاح لهذا المنتدى الرائد.

وقال سونج ايقوه السفير الصيني بالقاهرة: إن الصين والعرب لديهما حضارات عريقة وهذه الحضارات تزدهر من خلال التبادل الثقافي وترسيخ العلاقات المشتركة. وأوضح أنه تم تقديم العديد من العروض الفنية والثقافية الصينية في مختلف الدول العربية خاصة خلال العام المصري الصيني، مضيفاً أن ثلاثية نجيب محفوظ التي ترجمت إلى اللغة الصينية تركت أثراً كبيراً في نفوس الشعب الصيني، ما يعزز التبادل الثقافي ويؤكد متانة العلاقات بين الشعبين.

وقال السفير الصيني بالقاهرة سونج أيقوه: إن المنتدى يهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية الصينية العربية، ففي عام 2004 تم افتتاح منتدى التعاون الصيني العربي، وكذلك تم إطلاق مبادرة الحزام والطريق التي تعد نقطة انطلاق في التبادل الثقافي وترسيخ القاعدة الفكرية بين العرب والصين.

طريق الحرير

وقالت تيه نينج، رئيسة اتحاد كتاب الصين، إنه رغم البعد الجغرافي بين الصين والدول العربية إلا أن الصداقة ممتدة منذ قديم الأزل؛ فطريق الحرير القديم ربط بين الحضارتين، كما ساهم في تقدم الطرفين.

وأكدت نينج أن المنتدى يجمع أدباء من مصر والصين والدول العربية على ضفاف نهر النيل وذلك له أثر كبير، مقدمة الشكر لاتحاد كتاب مصر على استضافة هذا الحدث الثقافي المهم، مشيرة إلى أن طريق الحرير لن يعمل على تبادل التجارة فقط، بل على توطيد الثقافة والأدب أيضاً.

وأوضحت أنه تمت ترجمة العديد من الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة الصينية وساهم ذلك في التعرف إلى التغييرات التي حدثت في البلدان العربية، ومن أبرز الأعمال المترجمة «ألف ليلة وليلة» التي تحظى بإعجاب القراء الصينيين، كما قام الأدباء العرب بترجمة الأدب الصيني للتعرف إلى الحياة اليومية في الصين.

وأضافت أن الصين يحتفل هذا العام بمرور 40 عاماً على نظام الإصلاح الاقتصادي والانفتاح، معربة عن أملها في أن يستمر الكتاب العرب في تبادل الثقافات مع الصين لزيادة التنوع الثقافي الذي أصبح مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بتقدم الدول، مؤكدة أن الصين سوف تستضيف الدورة الثانية من هذا المنتدى لفتح فصل جديد من التبادل الثقافي.

شراكة

قال الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتّاب مصر: إن الصين تعد الحليف الدائم للقضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن هذا التحالف يشكل دافعاً قوياً من أجل تأسيس قاعدة ثقافية وتوطيد العلاقات الثقافية بين الصين والبلدان العربية.

وأضاف عبدالهادي أنه في مايو 2015 تمت مبادرة الحزام وطريق الحرير التي تمثل إعادة إحياء لطريق الحرير القديم وتهدف إلى ربط الدول من جديد على شبكة من مشروعات البنية التحتية التي ستمولها الصين وتتضمن طريقاً اقتصادياً شاركت فيه مصر من خلال قناة السويس. وتمنى رئيس اتحاد الكتاب المصري أن تكون الصين أكبر شريك ثقافي للدول العربية، وأن يكون هذا المنتدى عنصراً مهماً في تفعيل هذه الثقافة.

Email